ملفات وتقارير

هل ينجح بومبيو في إطلاق سراح أمريكي معتقل بمصر؟

من المقرر أن يزور بومبيو القاهرة الخميس المقبل- جيتي

طالبت أسرة مواطن أمريكي معتقل في السجون المصرية وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، باستغلال زيارته المقبلة للقاهرة، ليمارس ضغوطاً أشد على المسؤولين المصريين من أجل إطلاق سراح الرجل.


ومن المقرر أن يزور بومبيو القاهرة الخميس المقبل، في إطار جولة شرق أوسطية، ليلتقي قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته سامح شكري.

 

وبحسب صحيفة "لوس أنجلوس تايمز الأمريكية"، فإن المواطن الأمريكي مصطفى قاسم، ذا الأصول المصرية، المعتقل منذ أكثر من خمس سنوات، تدهورت صحته بشدة بعد أن دخل في إضراب عن الطعام منذ صدور حكم عليه في أيلول/ سبتمبر الماضي بالسجن 15 عاماً في القضية المعروفة إعلاميا بـ "فض اعتصام رابعة العدوية" مع أكثر من 700 متهما آخرين، بتهمة المشاركة في مظاهرة مؤيدة للرئيس محمد مرسي، فيما يؤكد الرجل أنه لا يعرف شيئا عن هذه التهمة.

 

وأكدت عائلة قاسم أنه تم اعتقاله عندما كان مارا بالصدفة بالقرب من ميدان رابعة العدوية في أعقاب فض الاعتصام، وعندما أظهر لضباط الجيش جواز سفره الأمريكي اقتادوه إلى أحد أقسام الشرطة، وظل رهن الاعتقال حتى يومنا هذا.


متنازل عن جنسيته المصرية

 

وفي هذا السياق، قال برافين مادهيراجو، محامي قاسم، إن أطباء السجن يؤكدون أن حالة موكله الصحية وصلت إلى مرحلة حرجة جراء إضرابه عن الطعام، محذرا من محاولات لإجباره على إنهاء الإضراب.

 

وأضاف مادهيراجو، أنه أرسل بلاغات ومناشدات للإدارة الأمريكية وإلى الأمم المتحدة، في محاولة لجذب اهتمام خارجي إضافي بشأن القضية، مشيرا إلى أن الحكومة الأمريكية لم تمارس كل الضغط المتاح لديها من أجل إطلاق سراح قاسم.

 

وكشف أن قاسم قدم طلباً رسميا للسلطات المصرية منذ أكثر من عام للتنازل عن جنسيته المصرية، بناء على نصيحة من محاميه ووزارة الخارجية الأمريكية، مقابل إطلاق سراحه، كما حدث من قبل المعتقل السابق محمد سلطان الذي تم ترحيله إلى الولايات المتحدة عام 2015، لكن الطلب لم يتم البت فيه حتى الآن.

 

ضغط على إدارة ترامب

 

وقال أندرو ميلر، مسؤول ملف مصر في مجلس الأمن القومي الأمريكي إبان عهد الرئيس السابق باراك أوباما، إن إدارة ترامب أثارت قضية قاسم باستمرار، لكنها غير مستعدة لتعريض العلاقة الثنائية مع مصر للتهديد إن لم يُطلق سراح قاسم، بحسب لوس أنجلوس تايمز.

 

وتوقع ميلر أن يستغل بومبيو زيارته القاهرة لتناول القضية مع السيسي، مشيرا إلى أن إضراب قاسم عن الطعام يضغط على الإدارة الأمريكية؛ خوفا من اتهامها بالتقاعس عن إنقاذ مواطن أمريكي حياته مهددة.

 

وأكدت أخت قاسم، المقيمة في نيويورك، أن عائلته فشلت في إقناعه بالتراجع عن الإضراب، قائلة إنه أعلن استمراره في الإضراب حتى يموت داخل السجن أو يطلق سراحه".

 

المصالح تأتي أولاً

 

وتعليقا على هذه القضية، قال الناشط الحقوقي ياسر عبد الحكيم إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توازن بين الضغوط التي يمارسها عليه الإعلام والكونجرس الأمريكي؛ بسبب الانتهاكات الحقوقية التي يرتكبها نظام السيسي، وبين السياسة الأمريكية البراجماتية التي تضع مصالح واشنطن قبل أي شيء.

 

وأوضح عبد الحكيم، في تصريحات لـ"عربي21"، أن ترامب صدق في أيلول/ سبتمبر الماضي على الإفراج عن 1.2 مليار دولار من المساعدات العسكرية لمصر التي كانت جمدتها واشنطن في وقتٍ سابق، قبل يوم واحد فقط من إصدار الحكم على 700 شخص متهمين في قضية فض اعتصام رابعة، ومن بينهم مصطفى قاسم، ودون انتظار لمعرفة مصيره، في إشارة إلى أن المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية تأتي أولاً.

 

وأضاف أن بيان وزارة الخارجية وقتئذ كان واضحا، حيث أكد على أن الولايات المتحدة لديها مخاوف جدية بشأن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، لكنها في الوقت نفسه تحرص على التعاون مع حكومة السيسي باعتباره أمرا جوهريا للأمن القومي الأمريكي.

 

ولفت إلى أن السيسي يحتجز في السجون المصرية حتى الآن 20 مواطنا أمريكياً، يستخدمهم كأوراق لعب ليحصل على مكاسب سياسية واقتصادية من الإدارات الأمريكية المتعاقبة كلما أطلق سراح أحدهم.

 

وتوقع ياسر عبد الحكيم أن تصعد الخارجية الأمريكية من ضغوطها خلال زيارة بومبينو للقاهرة لإطلاق سراح مصطفى قاسم، في صفقة مشابهة لما حدث من قبل مع المواطنين الأمريكيين محمد سلطان وآية حجازي، حتى تخرج الإدارة الأمريكية لتقول للرأي العام هناك: "ها نحن نقوم بدورنا تجاه مواطنينا، لكن الأمور تستغرق وقتا".

 

وكان الرئيس الأمريكي ترامب نجح في نيسان/ أبريل 2017 في إطلاق سراح الناشطة الأمريكية ذات الأصول المصرية آية حجازي، واستقبلها في البيت الأبيض، بعد نحو 3 سنوات من احتجازها مع زوجها و6 آخرين؛ بسبب إدارتهم جمعية غير حكومية لرعاية أطفال الشوارع، وقبل ذلك نجحت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في إطلاق سراح المواطن الأمريكي محمد سلطان في أيار/ مايو 2015، بعد أن تنازل عن جنسيته المصرية وتم ترحيله إلى الولايات المتحدة.