صحافة إسرائيلية

قلق إسرائيلي من ممر إيران البري إلى لبنان.. تهديد استراتيجي

أشار الباحث العسكري الإسرائيلي إلى أننا "نتكلم عن طريق بري يحقق هدفين استراتيجيين لإيران"- جيتي

قال باحث عسكري إسرائيلي إن "الممر البري الجاري إقامته من إيران إلى لبنان، مرورا بالعراق وسوريا، الذي سيتحقق بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا، يعدّ تهديدا استراتيجيا لإسرائيل، رغم القناعة الإسرائيلية بأن المشروع النووي الإيراني هو الخطر الاستراتيجي الأساسي، لكن في الوقت ذاته لا بد أن نأخذ بعين الاعتبار ما تقوم به إيران في الآونة الأخيرة من خطوات، وعلى رأسها إيجاد ممر بري يوصلها إلى البحر المتوسط".


وأضاف يوسي منشاروف، في مقاله التحليلي بمجلة يسرئيل ديفينس، ترجمته "عربي21"، أن "خطوة إنشاء هذا الأوتوستراد هو حجر الزاوية في السياسة الإيرانية في المنطقة، الأمر الذي يجب أن تعتبره إسرائيل خطرا حقيقيا، يفوق ما أقامه تنظيم الدولة من سيطرة برية قبل سنوات؛ لأن هذا الأوتوستراد يمنح إيران فرصة ذهبية لمد سيطرتها على المنطقة بأسرها".


وأشار إلى أننا "نتكلم عن طريق بري يحقق هدفين استراتيجيين لإيران: الأول تأمين طرق معبدة مباشرة ومستقلة إلى حزب الله في لبنان، وعلى الحدود السورية-الإسرائيلية، كما صرح به زعماء النظام في طهران، ما سيجعل من هذه الحدود منطقة استعداد وجاهزية لشن أي هجمات ضد إسرائيل، فيما يواصل حزب الله تلقي المساعدات العسكرية والدعم اللوجستي من إيران، وبالتالي فإن هذا الممر البري يعني تعميق سيطرة إيران في سوريا ولبنان، حتى في حال سقوط الأسد عند أي تطورات".


وأوضح منشاروف، الباحث في معهد القدس للاستراتيجية والأمن، أن "الهدف الثاني الإيراني من هذا الأوتوستراد هو توسيع رقعة الجبهات التي تستهدف إسرائيل على حدودها الشمالية بالذات، بما فيها لبنان وهضبة الجولان السورية، وفي إطار هذه الخطة فان الحدود السورية-الإسرائيلية ستتحول عمليا إلى حزام إيراني يشمل قاعدة عسكرية متقدمة تحتاجها لشن هجمات صاروخية ضد إسرائيل وتنفيذ عمليات تسلل واجتياح بري".


وأكد أن "ذلك يرتبط بمساعي ومخططات حزب الله لاحتلال بعض مناطق الجليل شمال إسرائيل، من خلال إسناد كبر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري، الذي يشمل مقاتلين من حزب الله ومليشيات عراقية مدعومة من إيران بينها ألوية النجباء وعصائب أهل الحق، مع أن إسرائيل أثبتت حتى الآن قدرتها على منع إيران من إقامة هذه القاعدة العسكرية في الجولان السوري".

 

اقرأ أيضا: تسلسل الصراع البحري بين لبنان والاحتلال.. هل تشتعل الحرب؟


وكشف منشاروف، الباحث في مركز عيزري لأبحاث إيران بجامعة حيفا، النقاب عن أن "إسرائيل، وفقا لتقارير خليجية، شنت في يوليو 2018 هجمات ضد مخازن ومستودعات تسلح تابعة لمليشيات شيعية عراقية تنقل أسلحة إلى سوريا، وضد مليشيات عراقية على الحدود العراقية السورية في منطقة البوكمال".


وأشار إلى أن "الجهات الساعية لمنع إيران من إقامة هذا الممر البري هي إسرائيل والولايات المتحدة والأكراد، مع أن ذلك قد يطرأ عليه تغير بانسحاب الأمريكي من سوريا؛ لأن واشنطن ليست معنية بمواجهة عسكرية مع طهران، كما أن هذا الانسحاب الأمريكي سيضعف الأكراد المقيمين في سنجر العراقية ومناطق غرب سوريا، الذين كانوا سيشوشون على إقامة هذا الممر البري".


وأوضح أنه "بجانب تلك الأطراف، فإن الأردن قلق من هذا الممر البري الذي يرى فيه تهديدا على استقراره، رغم وجود فرضية متطرفة جدا بأن يسمح ملك الأردن لإيران باستغلال أراضيه لمهاجمة إسرائيل والسعودية لإرضائها، وعدم دفعها للعمل ضده داخل المملكة".


وختم بالقول إن "إحباط هذا الممر الإيراني هو مصلحة مشتركة للمحور العربي المعتدل وإسرائيل في الوقت ذاته، لكن الأخيرة بقيت وحدها للقيام بهذه المهمة في أعقاب التوجه الأوروبي بالحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، وامتناع الولايات المتحدة والدول العربية عن مواجهة إيران عسكريا".