سياسة دولية

NYT: هذه هي بصمات أمريكا في الحرب اليمنية

NYT: مساهمة أمريكا بالقصف الجوي للتحالف على اليمن غير مقتصرة على الطائرات والقنابل فقط بل تصل إلى صيانة الطائرات- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا، أشارت فيه إلى أصابع الولايات المتحدة، ومساهمتها في حرب اليمن، من خلال بيع أسلحة للسعودية.

 

وقال كل من كاتبي التقرير، دكلان والش وإيرك شميت، إن المساهمة الأمريكية في القصف الجوي للتحالف السعودي الإماراتي على اليمن غير مقتصرة على الطائرات والقنابل فقط، بل تصل إلى صيانة الطائرات على الأرض، فضلا عن تحديث برامج الاستهداف وغيرها من التقنيات السرية، التي لا يسمح للسعوديين بلمسها، فضلا عن تدريب الطيارين السعوديين.


وأضاف الكاتبان أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين يجلسون مع نظرائهم السعوديين في غرف عمليات الطيران في الرياض، لتقديم معلومات استخبارية ونصائح تكتيكية، تهدف في الأساس إلى منع السعوديين من قتل المدنيين اليمنيين.

 

وبينت الصحيفة واسعة الانتشار أن الجهود الأمريكية لتقديم النصائح للسعوديين حول كيفية حماية المدنيين غالبا ما كانت بلا فائدة.

 

اقرأ أيضا: NYT: السعودية تقود حربا في بحار اليمن لا يلتفت إليها أحد

وينقل التقرير عن مساعد وزير الخارجية السابق، العضوِ الجديد في الكونغرس من ولاية نيوجيرسي، توم مالي نوسكي، قوله: "في النهاية، استنتجنا أن السعوديين ليسوا على استعداد للاستماع. لقد أعطيت لهم إحداثيات محددة من الأهداف التي ينبغي عدم ضربها، لكنهم استمروا في ضربها. لقد أصابني الذهول لذلك التجاهل المتعمد للمشورة التي كانوا يتلقونها".


ولفت التقرير إلى أنه عندما تقلع مقاتلة سعودية من طراز (إف-15) من قاعدة الملك خالد الجوية جنوبي البلاد للقيام بهجمة جوية في اليمن، فإنه ليست فقط الطائرة والقنابل التي تلقيها على رؤوس اليمنيين هي فقط صناعة أمريكية، بل إن المهندسين الميكانيكيين هم من قاموا بأعمال الصيانة للطائرة وهي على الأرض.


وأشار التقرير إلى أن الفنيين الأمريكيين هم الذين حدثوا نظام تشغيل عمليات التوجيه في الطائرة وكذلك التكنولوجيا الأخرى المحظورة، مشيرا إلى أن قائد الطائرة السعودي سيكون على الأرجح قد تلقى تدريبه على الطيران على يد مدربين تابعين للقوات الجوية الأمريكية.

 

وبين التقرير أن العدد الكبير من القتلى المدنيين في الهجمات الجوية السعودية المدعومة أمريكيا على اليمن أثار نقاشا عاطفيا في واشنطن بشأن مآزق تحالف أمريكا مع السعودية، في ظل إدارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يعتمد على الدعم الأمريكي للحفاظ على تحليق طائراته في أجواء اليمن.


واعتبر مسؤولون أمريكيون أن الحرب التي لم تحقق أهدافها صارت مستنقعا أخلاقيا واستراتيجيا، وأنهت افتراض يقف خلف سياسة امتدت لعقود، مفادها أن واشنطن تبيع أسلحة متقدمة لحليف واسع الثراء، ولا يستخدمها إلا نادرا، كما أثارت أسئلة حول مدى تواطؤ أمريكا في جرائم حرب محتملة في تلك الحرب.

 

اقرأ أيضا: لماذا انحسر تأثير السعودية بنقاش الشيوخ حول اليمن؟

وتلفت الصحيفة إلى أن العدد الكبير من القتلى المدنيين في اليمن خلّف ورطة مزعجة في واشنطن، تمثلت في سؤال يقول: كيف تدعم الحلفاء السعوديين وتترك التجاوزات في الحرب تتم على أوسع نطاق؟

 

ولفتت الصحيفة إلى أن وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين نفيتا معرفتهما بما إذا كانت قنابل أمريكية استخدمت في الهجمات الأكثر شناعة في الحرب في اليمن، مثل قصف حفلات زواج ومساجد وجنازات.

 

في الوقت ذاته، قال مسؤول سابق رفيع المستوي بوزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة بمقدورها الوصول إلى بيان كل طلعة جوية قام بها السعوديون في حرب اليمن منذ بدايات أيامها الأولى، بما في ذلك سجل الطلعات ونوعية الذخائر.


وتقول الصحيفة إنه في الوقت الذي اعترض فيه مسؤولون أمريكيون أقل مستوى على هذا الوضع، قام رئيسان أمريكيان بمساندة السعوديين وحلفائهم في تلك الحرب.

 

وأوضح الصحيفة أن الرئيس السابق باراك أوباما قام بمنح موافقته على الحرب لكي يهدئ من غضب السعودية جراء الاتفاق النووي الذي أبرمته واشنطن مع بلدان أوربية أخرى مع إيران، فيما احتضن الرئيس الحالي دونالد ترامب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتفاخر بالحصول منه على صفقات أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات.

 

اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: المأساة في اليمن صناعة أمريكية بذراع سعودية

وقالت الصحيفة إن اغتيال الصحفي السعودي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول غيّر من مسار الدعم الأمريكي للسعودية.

 

وأشار إلى أن قامت إدارة ترامب أوقفت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي تزويد طائرات التحالف في اليمن بالوقود في الجو، لكنها ظلت في الوقت نفسه تؤيد تلك الحرب.

 

ولفتت الصحيفة إلى أنه خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري قام مجلس الشيوخ الأمريكي بالتصويت على قرار بإنهاء التأييد الأمريكي لتلك الحرب، مع توبيخ شديد لإدارة ترامب، لكن هذا التشريع مات نتيجة لتجاهل البيت الأبيض له.