ملفات وتقارير

تفجير مبنى الخارجية الليبية.. من وراءه وما أهدافه الآن؟

لاقى الهجوم ردود فعل غاضبة داخليا ودوليا- جيتي

أثار الهجوم الضخم الذي ضرب مبنى وزارة الخارجية الليبية في طرابلس الثلاثاء وأسفر عن قتلى وجرحى، تساؤلات عدة حول دلالة التوقيت وما إذا كان الهدف هو ضرب الدبلوماسية الليبية بعد نجاحها مؤخرا في إقناع بعض السفارات بالعودة إلى العاصمة.


ولاقى الهجوم ردود فعل غاضبة داخليا ودوليا، معتبرين الحدث هو محاولة من بعض "الإرهابيين" والرافضين لدولة القانون من أجل تعطيل بناء الدولة وتحويل ليبيا إلى مسرح جريمة.


واستنكرت البعثة الأممية إلى ليبيا الهجوم، واصفة إياه بأنه "عمل إرهابي جبان" يمثل اعتداء على جميع الليبيين وليس مبنى الخارجية وفقط، مؤكدة أنها تتابع مع السلطات في طرابلس مجريات الأمور لتقديم الدعم اللازم في مواجهة تداعيات هذا الهجوم المؤسف"، وفق بيان وصل "عربي21" نسخة منه.


السفارات والانتخابات


من جهته، أكد عضو البرلمان الليبي، جلال الشويهدي أن "الهجوم الإرهابي يشبه كثيرا ما حدث من قبل في المفوضية الوطنية العليا للانتخابات وما حدث في الحقول النفطية، وهو بعيد عن أعمال داعش، ويشير إلى أطراف من شأنها إظهار طرابلس أنها غير آمنة".


وأشار الشويهدي في تصريحات لـ"عربي21" من طرابلس، إلى أن "التفجير يحمل عدة رسائل وأهداف، ومنها ضرب الدبلوماسية الليبية التي نجحت مؤخرا في إقناع بعض السفارات بالعودة إلى العاصمة وبالفعل قرر الكثير ذلك، ليأتي هذا التفجير ويعيد الدبلوماسية الليبية إلى نقطة الصفر"، وفق تقديره.

 

اقرأ أيضا: وزير داخلية ليبيا: ترتيبات طرابلس الأمنية لم تطبّق بعد‎


وتابع: "كذلك تعطيل أي عملية انتخابية أو استفتاء على الدستور بحجة أن البلاد غير آمنة، وللعلم فإن سفارتي تركيا وإيطاليا قريبتين من مبنى الخارجية وكذلك مقر المجلس الأعلى للدولة، لذا أستبعد أن يكون ما حدث عملا إرهابيا من صنيعة داعش، ولكنه منظم لاستهداف الخارجية وخطواتها"، كما قال.


زعزعة الثقة والأمن


وقال الأكاديمي الليبي، مفتاح شتوان إن "كل هذه المحاولات تهدف إلى منع قيام دولة حرة وذلك بمنع أو تأخير استحقاقات الدستور والانتخابات، واستهداف الخارجية يهدف به الإرهابيون ومن خلفهم إرسال رسالة إلى الدول التي تعمل على إعادة فتح سفاراتها في طرابلس بأن العاصمة غير آمنة".


وأضاف شتوان لـ"عربي21" أن "الإرهاب في كل مكان يريد نشر أفكاره وأن يزعزع الثقة والأمن، وهذه الأعمال الإرهابية تؤكد بأنها ضد السلطة القائمة أو بمعنى آخر أن السلطة القائمة هي سلطة ديمقراطية تحارب الإرهاب"، حسب قوله.


ضعف "الوفاق" وأمنها


لكن الصحفي الليبي من طرابلس، حسين العريان أشار إلى أن "التفجير مؤشر على الضعف الأمني الذي تعانيه الحكومة رغم كل الترتيبات الأمنية والتغييرات الوزارية"، متسائلا: "كيف انتقل الإرهاب من بنغازي إلى طرابلس ومن وراءه ومن يدعمه؟".


وأوضح العريان في تصريح لـ"عربي21" أن "هدف المهاجمين إيصال رسالة إلى المجتمع الدولي والخارج بأن العاصمة الليبية غير مستقرة أمنيا، خاصة بعد إعلان الخارجية الأمريكية قرب عودة بعثتها الدبلوماسية إلى طرابلس وكذلك ضرب كل الخطط الموضوعة للاستقرار من أهمها انتخابات آذار/ مارس المقبل".

 

اقرأ أيضا: قتلى بهجوم مسلح على مقر خارجية الوفاق الليبي (صور)


لكن رئيس مؤسسات المجتمع المدني بالجنوب الليبي، فرحات غريبي أكد أن "هذه الفترة تشهد بوضوح قوة تنظيم "داعش" في ليبيا، وقدرته على القيام بعدة عمليات ومنها تفجيره لبوابات التفتيش ومراكز الانتخابات ثم المؤسسة الوطنية للنفط والهجوم على قرية الفقهاء وتازربو وأخيرا الهجوم الغادر على الخارجية"، وفق قوله.


وحول سبب ذلك وتداعياته، قال لـ"عربي21": "الإرهاب موجود ما دام هناك انقسام سياسي والمتضمن انقساما في كل مؤسسات الدولة، فالكل يشتغل بضرب وإضعاف الطرف الآخر الان"، حسب رأيه.


تساؤلات دون إجابة


وطرحت الصحفية الليبية من العاصمة والقريبة من الأحداث، أحلام الكميشي بعض التساؤلات، ومنها: نشر التفاصيل الأولية للتحقيقات والكشف عن كيفية دخول هؤلاء إلى مبنى وزارة سيادية في قلب العاصمة، وماذا عن كاميرات المراقبة وما سجلته من خطوات المهاجمين وأنواع الأسلحة المستخدمة في الهجوم؟


وأضافت الكميشي لـ"عربي21" أنه "لا أحد هنا يتكلم عن أنواع الأسلحة المستخدمة أو حجم المواد المتفجرة التي يمكنها أن تحدث هذه الحرائق المتباعدة، ولم يخبرنا أحد عن كيفية مقتل الناطق باسم قوة حماية طرابلس هناك، فالتعتيم الممنهج سيد الموقف"، كما وصفت.