سياسة عربية

القصة الكاملة لمغربي برأته ألمانيا بعد سجنه في ثلاث دول (3-1)

قال إنه اعتنق فكر جماعة الدعوة والتبليغ لأنه وسطي وبعيد عن العنف

قال معتقل إسلامي مغربي سابق في السجون المغربية يحمل الجنسية الألمانية إنه تقدم بطلب رسمي عبر سفارة الرباط في ألمانيا "من أجل التخلي عن الجنسية المغربية".

وأوضح المعتقل الإسلامي المغربي محمد حاجب، الذي قضى سبعة أعوام في السجون المغربية، أن رغبته في التخلي عن الجنسية المغربية تأتي خشية الاعتقال والملاحقة مرة أخرى.

وقال حاجب في حديث مع "عربي21": "لقد تقدمت بطلب رسمي إلى السلطات المغربية لإسقاط الجنسية عني، وأنا لم أتخل بذلك عن وطني فأنا مغربي وسأبقى كذلك، ولن أتنكر لمغربيتي، ولكنني أخشى أن ينالني الاعتقال مرة أخرى بسبب جنسيتي، علما بأنني لم أتلق حتى الآن أي رد على إسقاط الجنسية، وأعتقد أنهم لن يردوا".

ومحمد حاجب هو معتقل سياسي مغربي سابق بسبب انتمائه الإسلامي، وهو من مواليد مدينة تطوان شمال المغرب، والده حمادي حاجب أستاذ لغة عربية، وللمفارقة فوالده حامل للفكر اليساري وكان ناشطا ضمن حركة إلى الأمام في سبعينيات القرن الماضي، ووالدته موظفة في إحدى المحاكم المغربية.

 

 

قدمت بطلب رسمي إلى السلطات المغربية لإسقاط الجنسية عني، وأنا لم أتخل بذلك عن وطني فأنا مغربي وسأبقى كذلك

حصل حاجب على الثانوية العامة في المعاهد المغربية، ثم على شهادة في اللغة الألمانية مكنته من الالتحاق بالجامعات الألمانية لدراسة الاقتصاد.

يقول حاجب: "أتيت إلى ألمانيا، كأي طالب مغربي لدراسة الاقتصاد، وقضيت فيها ثمانية أعوام، وحصلت على الجنسية الألمانية، وهناك التقيت ببعض الطلبة المنضوين تحت ما يُعرف بجماعة الدعوة والتبليغ، التي رأيت أنها جماعة مسالمة لا علاقة لها بالعنف، وخرجت معهم وتعلمت معهم، تعاليم الإسلام العادية المعتدلة. وأعتقد أن جماعة التبليغ وقواعدها معروفة في العالم".

 

 

قصة الاعتقال الأولى

وذكر حاجب أن قصته مع الاعتقال التي غيرت حياته بدأت أواخر العام 2009، حيث سافر في رحلة مع جماعة الدعوة والتبليغ إلى باكستان.

وقال: "سافرت بجواز سفري الألماني، ولكن تصادفت زيارتي إلى باكستان بحملة اعتقالات عشوائية كانت السلطات في إسلام أباد تشنها، فتم اعتقالي ووجهت لي تهمة الدخول إلى الأراضي الباكستانية بطريقة غير شرعية".

وأضاف: "لم أكن أعرف أنني دخلت بطريقة غير قانونية، فقد تم النصب علي، وهذا مُوثّق عند السلطات الباكستانية، التي حققت في الأمر، وتعرفت على هذا النصاب، وتم الإفراج عني وترحيلي إلى ألمانيا كشخص عادي بدون أي تهمة إضافية البتة بعد أربعة أشهر وسبعة عشر يوما قضيتها في السجون الباكستانية".

ونفى حاجب أن يكون قد تعرض إلى أي نوع من أنواع التعذيب في السجون الباكستانية، وقال: "خلال إقامتي في السجون الباكستانية، لم أتعرض للتعذيب أصلا، وتم التعامل معي بطريقة عادية جدا، ولم يتم تلفيق أي تهمة لي، وأنا حقيقة أشكر دولة باكستان لأنها لم تفتعل لي أي تهمة".

 

السلطات الألمانية ترفض استقباله


وأشار حاجب إلى أن قصته لم تنته عند هذا الحد، فلما عاد إلى ألمانيا وحطت طائرته بمطار فرانكفورت في شباط/ فبراير من العام 2010، رفضت السلطات الأمنية الألمانية السماح له بالدخول إلى الأراضي الألمانية، وطلبت منه إكمال رحلته إلى المغرب.

وقال: "حقق معي في مطار فرانكفورت الذي وصلته يوم 17 من شباط (فبراير) 2010، نحو 25 موظفا أمنيا، وأخبروني أنه من غير المسموح لي الدخول إلى ألمانيا، بل وتم إبلاغي أيضا أنهم بصدد البدء بإجراءات سحب الجنسية مني، على الرغم من عدم وجود أي تهمة لي من أي نوع تستوجب ذلك".

وأضاف: "مكثت في المطار ما يزيد على الثماني ساعات، قبل أن يتم ترحيلي إلى مطار الدار البيضاء بالمغرب، رغم أنني لم أكن في أي يوم من الأيام محلّ متابعة جنائية أو أمنية ألمانية، ولذلك اختارت السلطات الألمانية الضغط علي من أجل ترحيلي إلى المغرب". 

وذكر أن "الأجهزة الأمنية الألمانية، حققت معه حول مقصد ذهابه إلى باكستان، وعن ما إذا كان ذهب إلى هناك من أجل الجهاد أم لا".

وقال: "لقد أكدت لهم أنني ذهبت ضمن جولات جماعة الدعوة والتبليغ، وأن السلطات الباكستانية اتهمتني فقط بأنني دخلت البلاد بطريقة غير قانونية".

وأضاف: "للأسف الشديد لم يسمع مني رجال الشرطة الألمان، ولم يتجاوبوا مع اعترافاتي، ولذلك كان هدفهم الأساسي، هو ترحيلي إلى المغرب بتنسيق تام مع المخابرات المغربية، وحتى منذ انطلاقي من إسلام أباد من فرانكفورت، أخبرت المخابرات الألمانية السلطات المغربية أنني قادم، وهذا كان اعتراف الحكومة الألمانية أمام البرلمان الألماني".

وأكد حاجب أنه نظرا لحداثة معرفته بالقوانين الغربية، وأنه لم يكن على إلمام بالقوانين، فلم يطالب بمحام، ولم يكن له أي احتكاك بالقوانين ولم يكن يعرف كيف يتصرف، بالإضافة إلى حالته النفسية المضطربة وهو عائد من تجربة سجن هي الأولى له استمرت أربعة أشهر وسبعة عشر يوما"، مشيرا إلى أن "السلطات الألمانية كانت تعرف ذلك وأنها ضغطت عليه من أجل مواصلة رحلته إلى المغرب وهو ما حصل بالفعل".

 

يتبع..