سياسة عربية

حماس تحيي انطلاقته الـ31 وتؤكد استمرار المقاومة

حماس أطلقت فعاليات انطلاقتها تحت شعار "مقاومة تنتصر وحصار ينكسر"- جيتي

تستعد حركة المقاومة الإسلامية حماس، للاحتفال بذكرى انطلاقتها الـ31، يوم الأحد القادم في ساحة الكتيبة الخضراء وسط مدينة غزة تحت شعار "مقاومة تنتصر وحصار ينكسر".

وقالت حماس في بيان لها: "إن انطلاقة هذا العام تأتي استكمالاً لانتصارات شعبنا المباركة بمسيرات العودة والمقاومة الباسلة في كل المواقع والميادين، والتي كشفت أكذوبة الجيش الإسرائيلي الجبان وفضحت إجرامه وعنجهيته".

وأضافت حماس على لسان القيادي فيها أسامة المزيني، أن مهرجان الانطلاقة "يؤكد أن حركة حماس التي انطلقت لتفجر الانتفاضة، وتقود جماهير شعبنا في مواجهة المحتل محافظة على الثوابت، رافضة التفريط والتطبيع، متمسكةً بالبندقية ووحدة الصف، حريصةً على العمق الاستراتيجي لمحيطنا العربي والإسلامي".


وتحدث خبراء لـ"عربي21" عن واقع حركة حماس بعد نحو ثلاثة عقود على انطلاقتها، سواء على الصعيد المحلي أم العربي أم الدولي، مشيرين إلى أن حماس تعرضت لحصار كبير كان الهدف منه تصفية المقاومة الفلسطينية.


من جهته، أكد الخبير السياسي البارز، عبد الستار قاسم، أن "العديد من الأنظمة العربية داعمة للاحتلال، وتحرضه ضد المقاومة بصورة عامة، في الوقت الذي تسعى فيه حماس كحركة مقاومة، إلى تحقيق ورفع عزة وكرامة العرب والمسلمين"، لافتا إلى أن هذا الأمر "لا يروق لحكام العرب؛ لأن بقاء عروشهم مرتبط بانحناء رقابهم".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "حماس تريد أن تخرج من هذا الذل والهوان، وهذا أمر غير مقبول؛ لأنه لا يرضي إسرائيل ولا أمريكا".

وأوضح قاسم، أن "العروش العربية مربوطة بالإرادة الإسرائيلية والأمريكية؛ بالتالي فإن وجود حماس يسرع في سقوطها، في حين أن الخيار هو بقاء تلك الأنظمة العفنة وليس لسقوطها"، مضيفا: "لذلك لا ترجو شيئا من العرب ولا تطلب، وإن طلبت فسيذلونك ويلحقونك بركبهم".

وفي الجانب الفلسطيني، شدد على أن "المقاومة هي أكثر ما يهم الشعب الفلسطيني، وعندما يشاع أن هناك اتفاقا بين حماس وفتح، فالناس تبحث عن وضع المقاومة في هذا الاتفاق، لأنهم متمسكون ومتعلقون بها".

وذكر الخبير السياسي، أن "حماس هي الأكثر جماهيرية، ولها التأثير الأكبر في الساحة الفلسطينية، وهي من أنقذ الوضع الفلسطيني؛ وأبقت الشعب الفلسطيني على خارطة المنطقة في مواجهة الاحتلال، وبدلا من أن تكون من أتباع اتفاق أوسلوا، الذين ضيعوا القضية، حافظت حماس على القضية ميدانيا وعلى مكانة الحقوق الوطنية الثابتة".

"شرعية البندقية"


واعتبر أن "حماس لها دور فاعل، وتشكل اليوم عنوانا للشعب الفلسطيني وللشرعية الفلسطينية كذلك، المتمثلة في البندقية، إضافة لمنظمة التحرير الفلسطينية التي يتمسك بها قلة من الناس، كما أن هذه الحركة باتت تمثل عنوان العمل العسكري للشعب الفلسطيني، عنوان الكرامة والعزة كذلك".

وحول ضعف الدعم العربي على مختلف أشكاله لحركة حماس، رأى الخبير، أنه "في حال انتظرت حماس دعما من الأنظمة العربية، فهي ستنتهي إلى ما انتهت إليه منظمة التحرير؛ لأن من يقدم دعما سيضع شروطا".

وتابع: "على قلة الإمكانات، تبقى الإرادة حال توفرت، فكل شيء بعدها يهون، وفي حال غيابها؛ لو توفرت كل إمكانات الأرض فلن تساوي شيئا"، مدللا على ذلك بأن "ثلاثة جيوش عربية هزمتها إسرائيل في ساعتين، بينما إسرائيل اضطرت إلى طلب وقف إطلاق النار بعد يوم ونصف فقط من جولة القتال مع المقاومة".

ونبه قاسم، إلى أن "العرب وإسرائيل والولايات المتحدة، كلهم معنيون بتحطيم المقاومة المتمثلة في حماس، وبالتالي فإنها يجب أن تبقي حماس على إرادة قوية وصلبة، مع الحفاظ على دعم الشعب"، موضحا أن "أهم بنود بقاء الدعم الشعبي والتفاف الناس من حولك، هو تحقيق العدالة بينهم".

من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية، هاني البسوس، أن "حركة حماس؛ الفصيل الفلسطيني الأقوى عسكريا، أصبحت تشكل تهديدا واضحا للمنظومة الأمنية الإسرائيلية".

ولفت في حديثه لـ"عربي21"، أن "إسرائيل حاولت تصفية الحركة ولم تفلح في ذلك، وحاولت إضعافها ولم تنجح، والأمثلة على ذلك كثيرة؛ من حادثة إبعاد مئات من قياداتها لمرج الزهور وحتى عدوان 2014، إضافة للحصار الإسرائيلي المستمر".

"حماس متماسكة"


أما بشأن علاقتها مع الدول والأنظمة العربية المختلفة، فقد نوه البسوس، إلى أن "لدى معظم تلك الدول مشاكل داخلية وخارجية، ولا أعتقد أن أيا منها معني بدعم حماس، خاصة أنها على قائمة المنظمات (الإرهابية) للولايات المتحدة الأمريكية، لأن الكثير من الدول العربية لديها علاقات قوية مع واشنطن".

وأضاف: "وأما بشأن دعم تلك الدول لحماس؛ كحركة تحرر وطني، فالمسألة خلافية من الناحية السياسية، فما تراه حماس يختلف عن رؤية غيرها، وما تعتبره واجبا على العرب من دعم، فقد يعتبره العرب تسييسا لدعم فصيل وليس لدعم الموقف الوطني الفلسطيني".

ونوه أستاذ العلوم السياسية، إلى أن طريقة تعامل "حماس" مع الأنظمة العربية، "جيدة جدا"، لافتا إلى أن الحركة الفلسطينية "بحاجة إلى المزيد من التواصل والبحث عن وسطاء، من أجل تطوير وتحسين تلك العلاقة".

وردا على سؤال "إلى أين سيصل هذا الوضع بحماس في حال استمرت ملاحقة الاحتلال وتفرج العرب؟"، أوضح أن "حماس مازالت متماسكة وقوية، ولكن هناك تخوف من شن إسرائيل عدوانا جديدا على قطاع غزة والبنية التحتية للحركة"، مؤكدا أن "شعبية الحركة كبيرة جدا، رغم أن وضعها التنظيمي في الضفة سيئ؛ نتيجة الملاحقة الأمنية الإسرائيلية والفلسطينية من قبل السلطة".

وانطلقت "حماس" في 14 كانون الأول/ ديسمبر 1987، بالتزامن مع بداية انتفاضة الحجارة الكبرى، وخلال الفترة الماضية عملت على تطوير أجهزتها المختلفة، وانخرطت في العمل السياسي الفلسطيني، وحافظت على توجهها في العمل العسكري وتطويره رغم ما تعانيه من حصار خانق.

وخلال هذه المسيرة، اغتالت "إسرائيل" العديد من أبرز قياداتها ومنهم؛ مؤسسها وقائدها السابق الشيخ أحمد ياسين، وخليفته عبد العزيز الرنتيسي، إضافة للعشرات من قياداتها في المجالات المختلفة؛ الدعوية والعسكرية والأمنية والسياسية.