حول العالم

نساء اخترن تقديم أنفسهن "عرائس للمسيح".. ما قصّتهن؟

هناك 4000 بتول على الأقل في العالم، وفقا لمسح في عام 2015- بي بي سي

كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن فئة من النساء المسيحيات قدمن أنفسهن كعرائس لـ"المسيح".

 

اشترت جيسيكا هايز لنفسها فستان زفاف، وطرحة، وخاتما. لكن عندما وقفت عند المذبح بمواجهة الأسقف خلال مراسم دينية مهيبة، لم يكن إلى جانبها عريس، لأملها من الزواج من المسيح.

 

وذكرت "بي بي سي" أن جيسيكا، البالغة من العمر 41 عاما، قررت أن تصبح بتولا أو عذراء مُكرّسة، أي تنضم لمجموعة نساء داخل الكنيسة الكاثوليكية يرغبن في أن يقدمن أنفسهن عرائس للمسيح.

وخلال المراسم، ترتدي المرأة فستانا أبيض اللون كثوب الزفاف، وتتعهد بأن تحافظ على عفتها مدى الحياة، وألا تنخرط في علاقات جنسية أو حُب.

كما يرتدين خاتم زواج، وهو رمز للزواج من المسيح.

وتقول جيسيكا، وهي من ولاية انديانا الأمريكية: "غالبا ما يسألني الناس: "هل أنت متزوجة؟ عادة ما أقدم توضيحا موجزا بأنني أشبه بالراهبة، أي أن هناك التزاما كاملا تجاه المسيح، لكنني أعيش في هذا العالم".

وبخلاف الراهبات، لا تعيش المتبتلات في مجتمعات مغلقة، ولا يرتدين ملابس خاصة، بل يعشن حياة علمانية، ويعملن ويعتمدن على أنفسهن.

وخارج العمل، تكرس جيسيكا معظم وقتها للصلاة الخاصة والتكفير عن الذنوب. وتقدم تقارير إلى أسقف، وتجتمع بصفة منتظمة مع مستشارها الروحي.

وتقول: "أعيش في حي عادي، وأذهب إلى الأبرشية التي تبعد ميلين فقط عن منزلي، وأنا جاهزة لمساعدة العائلة والأصدقاء. ثم أقوم بالتدريس، لذا فأنا محاطة بأشخاص خلال النهار، ولكنني أكرس وقتا خاصا للمسيح ضمن جدولي".

وقالت "بي بي سي"، إنه "حتى ضمن الكنيسة الكاثوليكية، فإن المتبتلات مجموعة غير معروفة على نطاق واسع، وهو ما يرجع جزئيا إلى أن الكنيسة أقرت هذا الأمر قبل أقل من خمسين عاماً فقط".

إلا أن "بي بي سي" ذكرت أن "مفهوم الحفاظ على العذرية قائم منذ فجر الكاثوليكية. ففي القرون الثلاثة الأولى بعد الميلاد، ماتت كثيرات كشهيدات أثناء محاولة البقاء مخلصات للمسيح".

وكان بينهن أغنيس الرومانية، التي ورد أنها قتلت بسبب رفضها الزواج من حاكم روما؛ حفاظا على حياة العفة.

وبعد اختفاء هذه الظاهرة في القرون الوسطى، عادت مرة أخرى في عام 1971 حين أقر الفاتيكان العذرية الأبدية للنساء، بوصفها نمط حياة تطوعيا داخل الكنيسة.

وبحسب الجمعية الأمريكية للعذراوات المُكرّسات، فإن عددهن في جميع الولايات الأمريكية لا يتجاوز 254 سيدة فقط.


وهناك 4000 بتول على الأقل في العالم، وفقا لمسح في عام 2015.

وعلقت جيسيكا على نظرة المجتمع لهن: "يتعجب الكثيرون، ويقولون لي (أنت مثل الشخص العازب). لذا علي أن أشرح أن المسيح هو علاقتي الأساسية، وأن ما أقوم به هو منحه جسدي".

ولاحقا، جاء في مادة مثيرة للجدل أن الفاتيكان طلب من المتبتلة "إبقاء جسدها في حالة مثالية، أو أن تكون قد اتبعت العفة بطريقة مثالية"، وأن هذا أمر مهم، لكنه ليس شرطًا "أساسيًا".

وجدت رابطة المتبتلات الأمريكية التي تنتمي إليها جيسيكا أن هذه المبادئ التوجيهية "مخيبة للآمال".

وقالت الرابطة في بيان إنه "من الصادم أن نسمع من الكنيسة الأم أن العذرية الجسدية لم تعد تعتبر شرطا أساسيا".