صحافة دولية

"الباييس": نتنياهو يعتمد سياسة جديدة للانفتاح على العرب

ديبي زار تل أبيب وأعلن انفتاحه على إسرائيل- صحافة عبرية

قالت صحيفة "البايس" الإسبانية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بدأ بخطوات جديدة تعتمد سياسة الانفتاح الدبلوماسي على العالم العربي والقارة الأفريقية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد اجتمع، يوم الأحد، برئيس دولة تشاد إدريس ديبي، في مكتبه بالقدس رغم انقطاع العلاقات بين البلدين طيلة 46 سنة.

 

وصرح الجنرال ديبي، عقب الزيارة الأولى من نوعها والذي تولى رئاسة إنجمينا بعد الإطاحة بالدكتاتور حسين حبري سنة 1990، أنها ركزت بصفة خاصة على "مناقشة القضايا الأمنية"، وهو ما أكده الوفد الذي رافقه.

وأكد ديبي أن "كلا البلدين يتشاركان في مكافحة آفة هذا القرن ألا وهي "الإرهاب". كما قام الجيش التشادي بشراء مجموعة من الأسلحة والمعدات العسكرية من إسرائيل لمحاربة تمرد بوكو حرام في صحراء شمال أفريقيا. وأكد الرئيس التشادي، الذي تم الإعلان عن زيارته قبيل ساعات من هبوط طائرته في إسرائيل، أن "قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ سنة 1972 لم يمنعنا من الحفاظ على علاقات جيدة معها".

كما لمح ديبي إلى أن التطبيع الفوري للعلاقات مع إسرائيل كان أمرا غير متوقعا، مشيرا إلى ضرورة حل "القضية الفلسطينية" أولا على أساس "حوار مفتوح".

وأوردت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يرى أن هذه الزيارة، التي وصفها "بالتاريخية"، من شأنها أن تساعد على "استعادة التعاون الذي تم تعليقه" بين البلدين. ومن المتوقع أن يسافر نتنياهو في "القريب العاجل" إلى دول عربية أخرى بهدف تعزيز الانفتاح الدبلوماسي و"القوة الاقتصادية والتكنولوجية" لإسرائيل. ولا تحظى إسرائيل سوى باعتراف مصر والأردن فقط، اللذان وقعت معهما معاهدات سلام سنتي 1979 و1994.

وذكرت أن نتنياهو عمل خلال الأشهر الأخيرة على إعادة تفعيل الاتصالات الدبلوماسية، التي أنشئت بعد اتفاقات أوسلو المبرمة سنة 1993، والتي تم تعليقها بسبب اندلاع الانتفاضة الثانية بين سنتي 2000 و2005.

 

وفي هذا الصدد، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي السلطان قابوس في عمان منذ شهر تقريبا، وحضر ثلاثة من وزرائه اجتماعات دولية في الأسابيع الأخيرة في دول الخليج، التي تشترك معه في مواجهة تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة. كما أعلن نتنياهو، الذي قام بثلاث جولات في إفريقيا خلال السنتين الماضيتين، عن زيارة مرتقبة لدول أفريقيا الوسطى.

ونوهت الصحيفة إلى أن الجيش التشادي تلقى مؤخرا مركبات وسفن عسكرية من الولايات المتحدة كمساهمة في حربه ضد تنظيم الدولة وسط وغرب إفريقيا. ويبدو أن التشاد قد أصبحت في السنوات الأخيرة قوة عسكرية ناشئة وحليفا أساسيا للغرب في الحرب "ضد الإرهاب" في مالي، حيث قادت العمليات العسكرية الإقليمية ضد بوكو حرام.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس ديبي، البالغ من العمر 66 عاما، أدخل تحويرات على الدستور سنة 2005 بهدف ضمان بقائه في السلطة إلى أجل غير مسمى بعد فوزه في جميع الانتخابات التي دعا إليها منذ سنة 1996. في المقابل، أدت الانتخابات الأخيرة، التي أجريت منذ سنتين، إلى سجن أبرز الزعماء السياسيين.

كما تم تسليط رقابة مكثفة على مؤسسات الدولة من قبل حزبه. وعلى خلفية ذلك، نددت منظمة العفو الدولية بأن السلطات التشادية "تنتهك الحق في حرية تكوين الجمعيات من خلال القيود غير القانونية التي تفرضها على مؤسساتها".