صحافة إسرائيلية

هكذا تعمل الوحدات الإسرائيلية الخاصة خلف الخطوط (صور)

قال التحقيق إن "أعضاء هذه الوحدات الخاصة يعرفون أنهم يحملون إسرائيل على أكتافهم"- صحيفة إسرائيل اليوم

بالتزامن مع حالة الإحباط التي تعيشها أوساط الأمن الإسرائيلي عقب كشف حماس لصور أفراد القوة الخاصة التي تسللت لقطاع غزة قبل أسبوعين، بثت وسائل الإعلام الإسرائيلية جملة تقارير مصورة ومكتوبة عن وحدات كوماندوز إسرائيلية، في محاولة لترميم صورة الردع التي تضررت كثيرا.


الخبير العسكري بصحيفة "إسرائيل اليوم" يوآف ليمور قال إن "الحديث هذه الأيام عن الوحدات الخاصة فرصة للكشف عن مئات العمليات الخاصة التي تنفذها، وتتخللها عدد لا محدود من اللحظات المتوترة"، معتبرا أن "حادثة خانيونس كشفت أنه لا وقت كثيرا للاستشارات والارتباك، فكل أعضاء القوة يجب أن يكونوا مستعدين ومسرعين ومقررين، وفي حال لم يتم اتخاذ قرار ميداني على الفور، فالأمر كفيل باندلاع حرب".


وأضاف في تحقيق مطول ترجمته "عربي21" أن "هذا ما يحصل للوحدات الخاصة في غزة وفي جبهات أكثر بعدا وتعقيدا، الكل مدرب جيدا ومعد مسبقا، سواء قوات الرد والإنقاذ الذين ينتظرون في الطائرة لإنقاذ أي جنود في الميدان، كما حصل في خانيونس، نحن أمام عملية معقدة تتطلب احتمال صفر في الخطأ، ومخاطرة لا توصف، وتنسيقا وإبداء أكبر قدر من المهنية والمخاطرة التي تفرق بين عملية فاشلة وكارثة قومية".


وأوضح أن "الكيلومترات الثلاثة التي دخلتها القوة الإسرائيلية الخاصة في خانيونس تستغرق منها في الأوضاع الطبيعية دقائق قليلة، لكنها في لحظة الخطر التي حصلت أخذت منها وقتا طويلا، حتى إن قائد سلاح الجو الجنرال عميكام نوركين سمح للطائرات باجتياز حدود غزة دون أنوار، كي تهبط فيها، وتم استدعاء طائرات أخرى لتوفير الحماية لأفراد القوة الذين بدأوا بالانسحاب من خانيونس".


الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الجنرال "أمان" عاموس يادلين قال إننا "أمام عمليات معقدة جدا، لا يعلم بها أحد باستثناء المنفذين وصناع القرارات، ولذلك فإن المخاطرة ملتصقة بها على مدار الساعة كما حصل في غزة، هذه الوحدات الخاصة تمر بتدريبات وخطط سنوية يتم إقرارها مباشرة من رئيس هيئة الأركان، ثم يتم توزيع العمل بين الأقسام المختلفة، كل قسم له مهمة خاصة".

 

اقرأ أيضا: فيسبوك تحذف صور أعضاء قوة إسرائيلية نشرتها "القسام"


وأضاف أنه "في بعض الأحيان يوجد أكثر من وحدة تعمل أمام مهمة واحدة، كما أن البدائل المتوقعة لكل عملية تطرح على طاولة رئيس الأركان، وحينها يتم إقرار الطريقة المفضلة".


القائد السابق للمنطقة الجنوبية وقائد شعبة العمليات بالجيش الجنرال تال روسو، قال إن "فرقا جوهريا بين العمل في الأوقات الطبيعية وحالات الحرب، في المواجهات العسكرية الوحدة مكلفة بتحقيق نسبة نجاح 70- 80 بالمئة، لأنها تخوض المخاطر التي تولد بعض الأخطاء، لكن في الوضع الطبيعي لا مكان للأخطاء، يجب تنفيذ المهمة بصورة كاملة بنجاح 100 بالمئة، فأي فشل تبعاته جنونية، وآثاره كبيرة على أمن الدولة".


وقال التحقيق إن "أعضاء هذه الوحدات الخاصة يعرفون أنهم يحملون إسرائيل على أكتافهم، أي خطأ منهم يعني دخول الدولة في حالة حرب، لا يعرف أحد كيف اندلعت، هكذا حصل في غزة، وفي أماكن بعيدة جدا عن إسرائيل، لأن 99.9 بالمئة من جنود الجيش لا يعلمون شيئا عن عمل الوحدات، فقط قادة الجبهات القتالية الكبار يعرفون بعض العمليات التي تنفذها هذه الوحدات في مناطقهم دون أن يدركوا التفاصيل الدقيقة، حتى أن طائرة الإنقاذ التي وصلت لتخليصهم من داخل غزة، لم تعرف طبيعة المهمة التي جاءوا بشأنها".


وأوضح ليمور أن "من وجه انتقاده للجيش على تنفيذ هذه العملية في أوقات التهدئة مع حماس لا يعرف عن مهامها شيئا، لأن هذه الوحدات تعمل أساسا في الظروف الطبيعية، تقريبا كل ليلة، بعضها معقدة أقل في الضفة الغربية، وأخرى تعقيدها أكثر خارج الحدود، لكن كل عملية تتطلب موافقة المستوى السياسي بسبب اجتيازها لحدود دولة أخرى، خشية حصول تورط عسكري أو سياسي".


وختم بالقول إن "قادة هذه الوحدات يقضون عددا غير محدود من الساعات مع رؤساء الحكومات ووزراء الحرب في إسرائيل لإطلاعهم على طبيعة مهماتهم القادمة، بما في ذلك الدخول في تفاصيل التفاصيل، كيف يصلون الهدف، وكيف يخرجون، بحيث تعيش القيادة الإسرائيلية لحظات دراماتيكية حاسمة، بدءا من لحظة وداع أفراد الوحدة، إلى لحظة عودتهم إلى إسرائيل".

 

اقرأ أيضا: جيش الاحتلال يتدرب على سيناريوهات لقتال حماس وحزب الله


المراسل العسكري للقناة 13 نير دبوري قال إن "وحدات كوماندوز إسرائيلية هي: ماغيلان، أيغوز، ودوفدوفان، شاركت خلال عشرة أيام في تدريب لمحاكاة القتال بجبهتين مشتعلتين: ضد حماس في غزة جنوبا، وضد حزب الله في لبنان شمالا، حيث تلقى المقاتلون على الأرض مساعدة جوية في داخل المناطق السكنية التي سيقاتلون فيها، ما يجعلهم مستعدين لكل سيناريو متوقع في ميدان القتال الحقيقي في تلك الجبهتين".

 

وأضاف في تقرير تلفزيوني ترجمته "عربي21" أن "التدريب شهدته مناطق مختلفة من إسرائيل لمحاكاة عدد من السيناريوهات القتالية المتوقعة، بمشاركة واسعة من سلاح الجو، وقوات هجومية برية، وتدربت الوحدات على القتال في مناطق مفتوحة، وأخرى سكنية".


الناطق العسكري الإسرائيلي أوضح أن "التدريب عمل على دمج القوات من مختلف التخصصات في هذه المهام القتالية بهدف تحسين قدراتها واستعداداتها، وهو التدريب السادس لها خلال هذا العام لفحص مدى جاهزية الجيش الإسرائيلي لحالات الطوارئ وظروف الحرب".


صحيفة معاريف ذكرت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "رئيس هيئة الأركان الجنرال غادي آيزنكوت قام بزيارة عدد من ساحات التدريبات، وتحدث مع قادة القوات عن جاهزيتها خلال السنوات الثلاث الماضية التي شهدت دمج وحدات كوماندوز استعدادا للحرب القادمة".


فيما أشار الجنرال كوبي هيلر قائد وحدات كوماندوز إلى أننا "نشهد ذروة هذه التدريبات الحيوية بمشاركة واسعة لكل فرق وقادة كوماندوز، لمواجهة مختلف التهديدات والتحديات الأمنية، وإيجاد حلول عملياتية لها".