سياسة عربية

ما أبعاد زيارة زعيم حزب الإصلاح اليمني وأمينه العام للإمارات؟

فتحت الزيارة الباب واسعا، أمام تساؤلات عدة حول ما يمكن أن تشكله من قيمة سياسية- جيتي

فتحت زيارة زعيم حزب التجمع اليمني للإصلاح، وأمينه العام، إلى الإمارات، الباب واسعا، أمام تساؤلات عدة حول ما يمكن أن تشكله من قيمة سياسية، في صعيد التوجهات الإماراتية المعادية للحزب ذي الخلفية الإسلامية، كما يقول محللون يمنيون.


وكان ظهور زعيم حزب الإصلاح محمد اليدومي، وأمين عام الحزب، عبدالوهاب الأنسي، الثلاثاء، في صور بثتها وسائل إعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، في العاصمة الإماراتية، مفاجئا، في وقت لم يجر الاعلان رسميا عن الزيارة سواء في الاعلام الإماراتي أو الاعلام التابع للحزب اليمني.


بالنظر إلى النهج الإماراتي تجاه الإصلاح والذي يتسم بطابع عدائي، وفقا لمراقبين، هل نشهد تحولا في موقف أبوظبي تجاه الحزب، كون هذه الزيارة هي الأولى للعاصمة الإماراتية منذ انطلاق عمليات التحالف، وبعد عام من لقاء يتيم بين قيادة الحزب وولي عهد ابوظبي بالعاصمة السعودية الرياض.


زيارة عابرة


من جانبه، يرى الصحفي اليمني، عامر الدميني، وهو رئيس تحرير موقع "الموقع بوست" الإخباري، أن لقاء قيادة الإصلاح بالإماراتيين يعد الأول من نوعه في سياق زيارة قيادة الحزب لدولة الإمارات، لكنه الثاني بالنسبة للقاء الجانبين بعد التقائهما نهاية العام الماضي بحضور ولي العهد السعودي.


وقال الدميني في حديث خاص لـ"عربي21" إنه من المؤكد أن كلا الجانبين يسعى للاستفادة من هذه الزيارة، لكنها في حد ذاتها ستكون عابرة، واقتضتها ظروف لحظية معينة، وقد ينتهي تأثيرها بانتهاء المبررات الدافعة لها، على حد قوله.

 

اقرأ أيضا: صورة تكشف زيارة قيادييْن بالإصلاح اليمني لأبو ظبي (شاهد)


وتابع الدميني: "الإمارات لديها سياسة بعيدة المدى بالنسبة لتعاملها مع حزب الإصلاح باعتباره امتداد لجماعات السلام السياسي التي تناصبها العداء، وتسخر لها الامكانيات من الاعلام والسلاح والمؤامرات، سعيا لاجتثاثها وتقليص دورها، والانقضاض عليها".


وأشار الصحفي اليمني إلى أن موقف أبو ظبي الأخير من حزب الإصلاح، وغمرها لقياداته بالود والرضا، بات مستغربا، بعد حملة شيطنة تمارسها آلة إعلامية واسعة ضد الحزب، وكيل اتهامات وصلت حد اتهامه "بالعمل مع الحوثيين ضد الشرعية والتحالف".


كما أبدى استغرابه أكثر، بأن هذا اللقاء بين قيادة الحزب، وولي عهد أبوظبي، جاء بعد أسابيع، من الكشف عن قيام السلطات الإماراتية باستئجار مرتزقة أجانب لاغتيال قيادات في حزب الإصلاح، وفقا لما نشره موقع "بارفييد نيوز" الأمريكي.


لكنه استدرك قائلا: "بالتأكيد الأحداث المستمرة في اليمن أظهرت مواقف كثيرة، ودفعت باتجاه تحولات عديدة"، مبديا عدم تفاؤله من أن هذا اللقاء إلى تغير في سياسة الامارات تجاه حزب الاصلاح في اليمن.


ووفقا لرئيس "الموقع بوست" فإن الحزب يعول على هذه الزيارة لإذابة الران المترسب بينه وبين حكومة أبوظبي، التي بدورها لديها دوافعها الخاصة لهذا التقارب، مستبعدا أن تؤثر هذه اللقاءات أي تأثير في نظرة الإمارات تجاه الإصلاحيين على المدى البعيد، نظرا لحالة التجييش والتخوين المتواصلة ضد الحزب بلا توقف.


خطوة إيجابية


وفي هذا السياق، أكد نائب رئيس الدائرة الإعلامية بحزب الإصلاح، عدنان العديني، أن لقاء قيادة الإصلاح مع الأشقاء في قيادة دولة الإمارات، تعتبر امتدادا للقاءات سابقة برعاية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.


ووصف العديني في منشور له عبر حسابه بموقع "فيسبوك"، الزيارة أنها خطوة إيجابية ومهمة في اتجاه  تعزيز وتلاحم التحالف الداعم للشرعية .


وقال القيادي بحزب الإصلاح إن هذه الزيارات الهدف منها هو تحقيق أهداف "إسقاط الانقلاب واستعادة الدولة وهي السياسة التي تحكم كل تحركات الإصلاح الخارجية وتتم في سياق تكامل الجهود بين الشرعية بقياداتها السياسية والقوى السياسية الداعمة لها ومنها الإصلاح".

 

من جهته، أكد الكاتب والباحث السياسي اليمني، أنور الخضري، أن الإمارات اليوم أصبحت في أزمات عدة نتيجة وجود قضايا مرفوعة في المحافل والمحاكم الدولية تدينها في عدة جرائم، خصوصا فيما تخص اليمن.

 

اقرأ أيضا: اليمن يتهم الإمارات بعرقلة دخول منتخبه الرياضي إلى أراضيها


وقال في حديث خاص لـ"عربي21" إن الإصلاح كحزب يمني كبير موجود في الشرعية وفي الميدان، له منابره الإعلامية وقنواته الدبلوماسية يمثل جزءا مهما في معادلة مستقبل اليمن، مضيفا أنها لن تستطيع تجاوز القوى المحلية اليمنية في فرض أجنداتها وتحقيق مطامعها.


وتابع الخضري: "في حال وقف الإصلاح ضد الأجندات والمطامع التي تهدف الإمارات تحقيقها في اليمن فإنها ستقف أمام تحدي حقيقي".


ويشير الكاتب اليمني إلى أن زيارة قيادة حزب الإصلاح إلى أبوظبي، لا يعدو عن كونها محاولة إماراتية استمالة الحزب واستقراء آرائه ومواقفه، بالإضافة إلى سعيها لإيقاف حملة الهجوم عليها داخليا وخارجيا، كي تحسن صورتها أمام الرأي العام الدولي، لكنه حث الإصلاح على الانحياز لحقوق الشعب اليمني ومصالحه وقضايا الوطن العادلة.


كما استبعد أن ينجر الحزب لاستخدامه وتوظيفه بشكل آني من أنظمة استمرأت الغدر بحلفائها.‏ وفق تعبيره.


ترتيب بيت الشرعية


بموازاة ذلك، كشفت صحيفة "العرب" اللندنية، أن تواجد قيادات حزب الإصلاح في العاصمة أبو ظبي، يأتي في سياق ترتيب معسكر الشرعية، ونقلت عن مصادر سياسية يمنية، قولها إن تواجد عدد من قيادات حزب الإصلاح اليمني في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، يأتي في سياق الخطوات التي يقوم بها التحالف العربي لترتيب البيت الداخلي في معسكر السلطة اليمنية المعترف بها دوليا، والعمل على بناء تحالف يمني عريض لتسهيل إنجاز أهداف الشرعية والتحالف العربي في اليمن.


وحسب الصحيفة اللندنية فإنه "على هامش اللقاءات تم التطرق لتطورات الملف اليمني وآليات تهيئة الأجواء لاستئناف المشاورات بين الفرقاء اليمنيين نهاية نوفمبر الجاري، في العاصمة السويدية أمستردام".