ملفات وتقارير

دبلوماسي مصري يعتزل العمل العام.. وسياسيون يتضامنون

السفير إبراهيم يسري: حاولت جاهدا منذ عام 2000 أن اتعقب قضايا الشأن العام قضائيا وليس سياسيا- فيسبوك/ أرشيفية

وجه مساعد وزير الخارجية المصري، السفير إبراهيم يسري، رسالة إلى جميع المصريين قائلا إنه يستأذن في الانصراف من العمل العام، نظرا لظروفه الصحية وتقدمه في السن، داعيا إياهم لإكمال مسيرته في استكمال الدعاوى القضائية التي رفعها سابقا.

وقال: "حاولت جهدي منذ عام 2000 أن أتعقب قضايا الشأن العام قضائيا وليس سياسيا، وعلى نفقتي الخاصة ودعم المصريين الوطنيين الشرفاء. والآن نظرا لظروفي الصحية وتقدمي في السن وانتظارا لقضاء الله فقد طلبت من كوكبة من المحامين الوطنيين متابعة الطعون والدعاوي العالقة، وأوجه الدعوة هنا إلى المزيد من الزملاء المحامين وكل الوطنيين المصريين أن يدعموها بالتدخل وحضور الجلسات".

 

وأضاف- عبر حسابه على "فيسبوك"-: "أطلب المعذرة فقد اخترت في التصدي لها الطريق القضائي، وقد قدمت هذه الطعون والقضايا من أجل مصر وشعبها الأبي، وأثق تماما في الحكم لصالح الشعب علما بأنها مستوفاه من حيث ما قدم من مستندات ومذكرات قانونية كثيرة تؤيد مطالب الشعب والحفاظ على ثرواته وكرامته".

 

طعون من أجل مصر

وأشار إلى أن هناك 5 طعون وقضايا قام برفعها، ولم تنظر بعد ولم تحدد لها جلسات قضائية حتى الآن، ومنها دعوى بطلان حكم ترسيم الحدود البحرية مع قبرص الذي قال إنه أفقد مصر ثلاثة حقول من الغاز أحدهم لقبرص واثنين لإسرائيل، وطعن على الاتفاق الذي يسمح لقبرص بالبحث في مصر عن الغاز دون المعاملة بالمثل.

ومن بين الطعون التي أقام "يسري" أيضا طعن على ما وصفه بالاتفاق الثلاثي المشؤوم في مدينة الخرطوم السودانية بالتنازل عن كل حقوق القاهرة القانونية والتاريخية في حصتها من مياه النيل، بالإضافة إلى الطعن بانعدام حكم المحكمة الدستورية العليا في قضية تيران وصنافير بالمحكمة الدستورية العليا.

وكذلك، طعن السفير إبراهيم يسري في المحكمة الإدارية العليا باستمرار تنفيذ حكمها بمصرية تيران وصنافير، مطالبا بإعادة أمر السلطة التنفيذية بتنفيذ الحكم وإلغاء التنازل عن الجزيرتين لصالح السعودية.

وشدّد "يسري" على أنه للمرة الأولى منذ وقت بعيد يقابل هذه "الروح الوطنية النضالية، مما يطمئنني أن مصر لن تنهزم في الداخل أو الخارج طالما أنجبت أمثالكم من المواطنين المخلصين لها والحافظين لترابها ومائها وتاريخها".

 


واستطرد قائلا: "لقد كتبت هذه الكلمات عندما أحسست بقرب قضاء الله أنبه فيها إلى أهمية دعم هذه القضايا التي تعني حقيقة الحفاظ على شرعيتها ونيلها وغازها وذهبها وكل ما منحه الله لنا من ثروات".

ولفت إلى أنه كان حريصا طوال حياته بعدم الانخراط في "الأحزاب والجماعات الأيدلوجية مع مداومة الاتصال معها لتبادل الآراء دون أن ينحاز لأي منها، متمنيا نجاحها في خدمة الوطن"، مؤكدا أن عمله اقتصر على "الأمور التي تناسب تخصصي القانوني، وهذا ما لم يفهمه الأصدقاء في بعض المواقف".

ونوه "يسري" إلى أنه رفع "هذه الدعاوي القضائية ابتداء بمفردي دون أن أستند إلى أي تنظيم سياسي، ولم يسمع بها أحد إلى أن نشرتها الصحف فتقاطرت رموز ونخب وناشطين لدعمها".

وتابع: "لكن ذلك لم يتكرر عندما رفعت دعاوى أكثر أهمية لانقسام الوطنيين نتيجة لجو سياسي مضطرب لم يتبلور بعد تسبب في ضياع أهم عناصر الحياة السياسية نتيجة انعدام الشرعية".

وأردف: "لقد عاد إليّ الأمل عندما رفعت قضية تيران وصنافير وسط زخم شعبي كبير إلى أن صدر الحكم التاريخي بمصريتها، ولكن القائمين عليه من الزملاء المحامين وغيرهم كانت لديهم مشاغل أخرى مما اضطرني إلى رفعهما منفردا".

وأكمل: "الآن اطمئن قلبي عندما وصلتني مئات الرسائل تتحدث بحماس وقوة عن أهمية هذه القضايا. وفي النهاية أود أن أعبر عن سعادتي وشكري وامتناني لكم جميعا، وإنني معكم حتى الرمق الأخير".

 

"تضامن سياسي"

من جهته، قال الرئيس السابق لحزب البناء والتنمية، طارق الزمر، عبر "فيسبوك": "هذا يوم حزين من أيام مصر؛ فما أندر من ضحى لأجلها مثل سيادة السفير، وما اخلص من أحبها مثل حب سيادته.. شفاك الله وعافاك سعادة السفير، ونفع بكم دوما".

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، سيف الدين عبدالفتاح، عبر "فيسبوك": "السفير العظيم إبراهيم يسري قدوة كبري وإخلاص عظيم.. اللهم احفظه بحفظه ورعايته".

ووجه الناشط السياسي، محمد كمال، "تحية إجلال وتقدير للدور الوطني المتجرد المخلص والمحب الذي لعبه ولايزال السفير إبراهيم يسري".

ووجه الشاعر عبدالرحمن يوسف، رسالة إلى "يسري"، قائلا: "أستاذنا العظيم في الوطنية والعطاء والارتقاء فوق الصغائر. ستبقى رمزا لكل مصري مخلص، نفع الله بكم وأثابكم على جهودكم وجهادكم".

ورأى الأكاديمي والناشط السياسي المصري، ممدوح حمزة، أنه من حق "يسري" أن يرتاح ذهنه، مضيفا: "أرجو من حماة الوطن من السادة القانونيين والمحاميين أن يتصلوا بأستاذنا السفير إبراهيم يسري للتنسيق في استمرار النضال القضائي حماية لثروات الوطن".

وقال عضو المجلس الثوري، أحمد عبدالجواد: "الوالد المعلم معالي السفير إبراهيم يسري يستأذنكم أن تكملوا مسيرته الناصعة البياض. نشهد الله أنكم معالي السفير لم تركنوا للراحة أبدا وكان الوطن وإعلاء شأنه هدفا نصب أعينكم دائما وما تخاذلتم يوما عن تلبية النداء. كنتم خير معلم وخير سفير ومعلم للأجيال".

وأضافت الناشطة السياسية، غادة نجيب: "السفير إبراهيم يسرى بطل حقيقي، وصاحب قضية حقيقي. إنسان حقيقي في زمن بلاستيك وناس لابسه ماسكات. ربنا يجعله في ميزان حسناتك ويجازيك عنا وعن كل أفعالك كل الخير".