سياسة عربية

ما دلالات القرار الأمريكي بشأن ملاحقة "العمال الكردستاني"؟

واشنطن رصدت مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات عن قادة حزب العمال الكردستاني- جيتي

على نحو مفاجئ، وفي إجراء غير مسبوق، أعلنت الولايات المتحدة في بيان نشرته سفارتها بتركيا، عن تخصيص مكافآت مالية لمن يدلي بأي معلومات حول ثلاثة قادة كبار من حزب "العمال الكردستاني" (بي كا كا)، الذي تصنفه تركيا في قائمة التنظيمات الإرهابية.

وحدد البيان أسماء كل من مراد كارايلان (5 ملايين دولار)، وجميل باييك (4 ملايين دولار)، ودوران كالكان (3 ملايين دولار).

ويرى مراقبون أن الخطوة الأمريكية هذه تؤذن ببداية مرحلة جديدة من التعاون الأمريكي-التركي في سوريا، وخصوصا لدى النظر إلى الارتباط الوثيق بين ما تعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن، وبين "العمال الكردستاني".

وفي هذا السياق رأى الباحث أحمد السعيد، أن الخطوة الأمريكية جاءت ثمرة للضغوط التي تمارسها أنقرة على واشنطن، لا سيما وأنهما يصنفان "العمال الكردستاني" على قوائم الإرهاب.

وعن دلالة القرار الأمريكي، قال لـ"عربي21" إن "هذا القرار يمهد للفصل التام بين"قسد" وبين "العمال الكردستاني"، حيث ترى واشنطن أنه من الضروري أن تهتم "قسد" بأجندتها المحلية، من مقاتلة تنظيم الدولة، وحماية المناطق الخاضعة لسيطرتها، بدلا من التركيز على أهداف عابرة للحدود، ومزعجة للجيران، وعلى رأسها تركيا".

واعتبر السعيد، أن تحديد واشنطن لاسم "جميل باييك" تحديدا، وهو الشخص الذي يمسك بقرار المليشيات الكردية في سوريا، بمنزلة تهديد صريح لـ"قسد" بأن التعامل مع "العمال الكردستاني" لم يعد مقبولا، وأنه في حال تجاهل هذا التهديد، فإن "قسد" مهددة برفع الغطاء الأمريكي عنها، وتركها تواجه مصيرها منفردة.

لكن وبحسب الباحث ذاته، فإن بنية "قسد" وتبعيتها تجعل من تنفيذ كل ذلك، أمرا صعبا للغاية، موضحا أن "تخلي قسد والمليشيات الكردية عن مرجعية جبال قنديل، يعني التخلي عن الأهداف التي قامت عليها المليشيات الكردية، وهي تأسيس كيان انفصالي في شمال سوريا".

 

اقرأ أيضا: تركيا تثمن قرارا أمريكيا بشأن قادة حزب العمال الكردستاني

بدوره، أشار المحلل السياسي فواز المفلح، إلى تزامن قرار الولايات المتحدة مع التقارب الأمريكي-التركي الأخير، لافتا في الوقت ذاته إلى تعثر المعارك التي تخوضها "قسد" ضد تنظيم الدولة في جيب "هجين" شرقي الفرات.

وبحسب المفلح، فإن أمريكا تضغط بقوة على "قسد" حتى تكون الأخيرة جادة بحربها على التنظيم، مشيرا إلى الاستياء الواضح الذي خلفه إعلان "قسد" عن وقف معاركها في ريف دير الزور الشرقي احتجاجا على تعرض مواقع تابعة لها للقصف من قبل المدفعية التركية.

وأضاف في حديثه لـ"عربي21" أن الهدف من الخطوة الأمريكية هو وضع "قسد" بين خيار قتال التنظيم والتخلي عن الأجندات غير السورية، وبين رفع الدعم عنها، وتركها تواجه مصيرها المحتوم، بين سندان النظام، ومطرقة تركيا.

وفي السياق ذاته، أشار المحلل السياسي إلى ترحيب تركيا بالإعلان الأمريكي، مرجحا أن يشهد الملف السوري تطورات إيجابية.

 

اقرأ أيضا: مكافآت أمريكية مقابل معلومات عن قادة بـ"العمال الكردستاني"

يذكر أن تركيا كانت قد ثمنت قرار الولايات المتحدة الأمريكية، وقالت في بيان لها، اليوم الأربعاء، إن تركيا تنظر بإيجابية لقرار واشنطن، وأضافت أن أنقرة تتوقع من واشنطن دعم القرار بإجراء ملموس في سوريا والعراق في ما يتعلق بالحرب ضد حزب العمال الكردستاني والأذرع التابعة له.