حول العالم

مفاجأة.. جسم غريب ربما بعثته كائنات فضائية لاكتشكاف كوكبنا

قال الباحثون: "على اعتبار أن الأصل صناعي، فأحد الاحتمالات هي أن أومواموا هو شراع ضوئي يسبح في الفضاء بين النجوم كحطام"- جيتي
نشرت صحيفة "ديلي ميل" تقريرا مثيرا عن الكويكب الغامض "أومواموا" وهو أول جسم بين نجمين تمت رؤيته في النظام الشمسي.

وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الجسم المذكور يمكن أن يكون شراعا شمسيا عملاقا أرسلته كائنات فضائية للبحث عن مؤشرات على الحياة، بحسب دراسة جديدة.

وقام علماء الفلك من مركز هارفارد سميثسونيان لدراسات الفيزياء الفلكية بتحليل الجسم الذي يشبه شكل السيجار، وارتفع بشكل غير متوقع في سرعته، وتغير اتجاهه عندما دخل وسط النظام الشمسي العام الماضي.

واستنتجوا بأن الكويكب الغريب "قد يكون شراعا ضوئيا مصنعا". والشراع الضوئي أو الشمسي تشبه فكرته فكرة أشرعة السفن البحرية التي تعتمد على الرياح، بينما الشراع الضوئي يعتمد على ضوء الشمس لدفعه خلال الفضاء. ويقوم الشراع المصنع من مادة خفيفة بجمع الجزيئات التي توفر بعد تراكمها طاقة دفع تسيّر السفينة في الفضاء.

وقام صمويل بيالي، الذي يجري أبحاثا بعد الدكتوراة في مركز هارفارد سميثسونيان لدراسات الفيزياء الفلكية والبروفوسور أبراهام لويب مدير معهد النظرية والحوسبة، والبروفيسور فرانك بيرد، أستاذ العلوم في جامعة هارفارد،  بإجراء الدراسة التي حملت عنوان "هل يمكن للإشعاع الشمسي أن يفسّر التسارع الغريب لـ (أومواموا)؟"، وظهرت مؤخرا على الإنترنت.

وقال الباحثون إن التسارع الغريب قد يكون ناتجا عن إشعاع شمسي يدفع الشراع الشمسي العملاق.

ووجدوا أن شراعا بسمك جزء من الميليمتر (0.3 – 0.9 مم) قادر على أن يتحمل رحلة عبر المجرة.

وقام البشر بتصميم أشرعة شمسية بأبعاد شبيهة بما في ذلك مشروع إيكاروس الذي صممته اليابان، وكذلك مبادرة ستارشوت وهو مشروع بحث وهندسة لإثبات إمكانية بناء أسطول من سفن الفضاء التي تستخدم تلك الأشرعة وقادرة على السفر إلى المجموعة النجمية "ألفا" على بعد 4.37 سنة ضوئية.

وقال الباحثون: "على اعتبار أن الأصل صناعي، فأحد الاحتمالات هي أن أومواموا هو شراع ضوئي يسبح في الفضاء بين النجوم كحطام من أنظمة تكنولوجية متقدمة.

وأضافوا: "أما السيناريو الآخر والأكثر إثارة فهو أن أومواموا قد يكون مسبارا يعمل بشكل كامل ومرسل من حضارة فضائية إلى محيط الأرض بشكل مقصود".

وخيار آخر يفسّر غياب الاتصال وغياب أي نوع من الإشارات يقول إن الجسم عبارة عن "سفينة فضائية تالفة لكائنات فضائية".

وقال البروفيسور لويب إن هذه القطعة المصنعة دخلت نظامنا الشمسي من الفضاء النجمي. "وتشكل هذه فرصة لتأسيس علم آثار فضائي جديد يقوم على دراسة الآثار من الحضارات الفضائية السابقة".

وأضاف: "اكتشاف أدلة على وجود خردة فضائية مصنعة سيوفر جوابا ايجابيا للسؤال الأزلي: "هل نحن وحدنا في الكون؟". وسيكون لهذا أثر درامي على ثقافتنا ويضيف بُعدا كونيا لأهمية النشاط الإنساني".

 

وقال لويب لموقع "ينيفيرس تودي": "قد يكون أومواموا تكنولوجيا كائنات فضائية فاعلة جاءت لتستكشف النظام الشمسي بنفس الطريقة التي نأمل أن نقوم باستكشاف مجموعة ألفا النجمية باستخدام ستارشوت وتكنولوجيات شبيهة.

 

وكان كويكب "أومواموا" الذي يشبه السيجار في شكله قد شوهد في مرصد هاليكالا في هاواي في 19 أكتوبر من العام الماضي.

 

وحير شكل وتصرف الكويكب العلماء، وهو ما أدى إلى التوقع بأنه قطعة من إنتاج كائنات فضائية. كما أنهم وجدوا أن الكويكب حصل على زيادة في سرعته لدى مروره خلال المجرة، والتي ساعدت على التعرف إليه على أنه مذنب.

 

وكانت التلسكوبات رصدته لأول مرة في أكتوبر من العام الماضي حيث مر بسرعة من داخل المجموعة الشمسية. ومنذ ذلك الوقت غيّر علماء الفلك رأيهم حول الجسم بين كويكب ومذنب لأول زائر من لمجرتنا من بين النجوم.

 

وقال ماركو ميشيلي من وكالة الفضاء الأوروبية إن قياساتهم الدقيقة لموقع أومواموا أظهرت أنه هناك شيئا يؤثر على حركته غير قوى جاذبية الشمس والكواكب.

 

والكويكب كما رصده العلماء يشبه السيجار ومر عن الأرض بسرعة تزيد عن 156 ألف كم في الساعة في أكتوبر، على مسافة تساوي 85 مرة من مسافة القمر عن الأرض. واسمه يعني الكشاف بلغة هاواي. وطول الكويكب حوالي 400 متر. ونسبة الطول إلى العرض حوالي 10 مرات، وهذه أكبر نسبة لأي كويكب تمت مشاهدته في نظامنا الشمسي لحد الآن. ولونه يميل إلى الزهري مع سطوع متفاوت.

 

وحجم الكويكب قريب من حجم ناطحة السحاب (غيركين) في لندن. وهناك قناعة لدى عدد من علماء الفلك بأن الجسم عبارة عن سفينة فضاء تقودها كائنات فضائية بسبب المسافة الطويلة التي سافرها هذا الجسم دون أن يتحطم وبسبب مروره قرب الأرض.

 

ولكن العلماء في جامعة كوينز في بلفاست، والذين تفحصوا الجسم بشكل جيد؛ قالوا إنه يبدو كويكبا كما ظن ابتداء. ويعتقد الباحثون بأن الكويكب تعرض لصدمات كثيرة من دراسة الضوء المنعكس عنه، ولكن لم يحددوا متى حدث اصطدام هذا الجسم. ويعتقدون أنه سيستمر في الدوران لمليار سنة قادمة.