ملفات وتقارير

فتح المعابر مع سوريا.. رئة للشعب أم شريان حياة للنظام؟

هل تعود العلاقات الدبلوماسية بين الأردن وسوريا قريبا؟ - جيتي

بدأ الأردن وسوريا العمل بمعبر نصيب/ جابر الحدودي الأسبوع الماضي، بعد نحو ثلاث سنوات على إغلاقه بسبب الأزمة في سوريا، كما بدأ العمل بمعبر القنيطرة مع الجولان المحتل، وينتظر أن يعود العمل بمعبر البوكمال مع الجانب العراقي.

وتوقفت بإغلاق المعابر الحركة التجارية، والمدنية، والسياحية بين سوريا ودول الجوار، والتي بدأت تعود تدريجيا مع الجانب الأردني إذ شهد المعبر احتشاد مئات السيارات في اليوم الأول.

وأثارت مئات السيارات على الجانب الأردني الجدل، بين مؤيد لعودة "الرئة" السورية للعمل ما يعني عودة الحياة إلى الجانب الأردني اقتصاديا، وبين معارض رأى أن الاحتشاد على معابر "النظام السوري" تنكر لدماء السوريين على مدى 7 سنوات من الحرب هناك.

من جهته قال الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي، فؤاد دبور، إن فتح المعابر مع سوريا يصب في مصلحة الجميع بدءا من الشعب السوري، إلى الدولة السورية، والمواطنين العرب في الجولان المحتل، ومواطني دول الجوار السوري.

وأشار دبورلـ"عربي21" إلى أن فتح المعابر قد يتعدى الفوائد الاقتصادية للجميع ليصبح قضية سياسية ويؤدي إلى عودة العلاقات رسميا بين الأردن وسوريا.

ونفى أن يكون الأمر أخلاقيا بحتا كما حاول أن يصوره المعارضون في سوريا والأردن لاحتشاد المئات على المعبر بانتظار الدخول إلى الأراضي السورية، وحصر الموضوع بـ"التسوق" بأسعار زهيدة والعودة بشيء من الخضار واللحوم.

 

 

 

 

ولفت الأمين العام للحزب إلى أن الأردنيين الذين غادروا لزيارة الأراضي السورية لم يذهبوا من أجل "الزيت واللحم"، مشددا على أن العلاقات الاجتماعية والقرابة والمصالح المشتركة مع سوريا أكبر مما ذكر.

ووصف المشككين بأخلاقيات زائري سوريا بعد فتح المعبر بأنهم "إما جهلة أو حاقدون"، مدللا على ذلك بأن الأسعار التي تداولها المواطنون للفواكه والخضار واللحوم السورية التي "تهافت" عليها المئات غير صحيحة وغير مطابقة للواقع.

ويرى معارضو فتح المعبر مع سوريا أنه لا يعدو سوى كونه إعطاء للشرعية لنظام قتل مئات آلاف السوريين مقابل البقاء في سدة الحكم، وأن استفادة الشعب السوري لا تكاد تذكر في مقابل الفوائد التي يتحصل عليها نظام الأسد.

الحقوقي، وعضو الائتلاف السوري المعارض، هيثم المالح، قال لـ"عربي21" إن المعابر السورية هي منافذ الدولة للخارج، وعليه فإن النظام مستفيد بلا شك، وإنه سوف يبدأ بالتنفس عبرها، هو وكل من ضاق ذرعا بالثورة السورية.

 

 

 

 

وقال المالح إن كل عمل لا يفضي إلى تغيير النظام في سوريا لن يصب في صالح الشعب السوري.

وتساءل المالح: "هل تنظر الأنظمة العربية إلى سوريا من نفس الزاوية التي ينظر منها السوريون؟".

وأشار الحقوقي السوري إلى أن الحسبة الأخلاقية حاضرة في موضوع فتح المعابر بلا شك، وإن الشعوب العربية مطلوب منها التضامن مع الشعب السوري في أزمته.

وأكد المالح أن بعض الشعوب العربية لا تحس فعلا بمأساة الشعب السوري.

يذكر أن وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، تحدث في معرض لقائه نظيره العراقي، إبراهيم الجعفري، عن آمال باقتراب العمل بمعبر البوكمال مع الجانب العراقي، وعودة سوريا للعمل العربي.

ويربط مراقبون بين فتح المعابر مع دول الجوار العربية، واقتراب عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية عن طريق مبادرة عربية.