صحافة دولية

"ديلي ميل": هذا ما جرى للصحفي خاشقجي بإسطنبول (صور)

الصحيفة نقلت عن صديق خاشقجي تخوفه من تعرضه للتعذيب داخل القنصلية السعودية- تويتر

نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرا، تطرقت فيه لحادثة اختطاف المعارض السعودي، جمال خاشقجي بعد دخوله مقر قنصلية بلاده في العاصمة التركية إسطنبول.


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إن هذه الحادثة أثارت المخاوف من أن خاشقجي قد يكون مختطفا من النظام السعودي. والجدير بالذكر أن خاشقجي عُرف بانتقاده لسياسات ولي العهد، محمد بن سلمان.


وأشارت الصحيفة إلى أن خاشقجي توجه، الثلاثاء، للسفارة السعودية بإسطنبول برفقة خطيبته، خديجة جنكيز، للحصول على وثيقة تثبت طلاقه من زوجته السعودية، حتى يتمكن من الزواج ثانية في تركيا، إلا أنه لم يخرج من المبنى منذ ذلك الوقت. 


وفي هذا الصدد، قالت خديجة: "لا أعرف ما الذي يحدث، ولا أعرف إن كان في الداخل أم أنه أخذ إلى مكان آخر. نحن نريد أن نعرف مكانه وأن يخرج من القنصلية بطريقة آمنة وسليمة، بالطريقة ذاتها التي جاء بها إلى تركيا".


من جانب آخر، قال توران كسلاكجي، من المركز التركي العربي للإعلام، الذي كان يساعد خديجة، إنه يعتقد أن خاشقجي ما زال داخل المبنى. وأضاف كشلاكجي أن "جمال لم تكن تساوره أي مخاوف من السلطات السعودية قبل دخوله. كما نعتقد أنه سيطلق سراحه في غضون يومين".


وأوردت الصحيفة أن السلطات التركية اتصلت بنظيراتها السعودية وحذرتها من أن قوات الأمن قد أحاطت بالقنصلية. وتجدر الإشارة إلى أن خاشقجي ترك هاتفه لدى خطيبته خديجة وطلب منها الاتصال بقوات الأمن في حال لم يخرج من القنصلية. وقد قال صديق للكاتب إن السفارات في جميع أنحاء الشرق الأوسط تطلب بشكل روتيني عدم الدخول بالهاتف كإجراء أمني وقائي.


وأشارت الصحيفة إلى أن خاشقجي، البالغ من العمر 59 سنة، كان يشغل منصب مستشار حكومي، واختار الولايات المتحدة منفى له لتجنب اعتقاله بعد انتقاده لسياسات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وتدخّل الرياض في الحرب اليمنية. وكان خاشقجي يعارض سياسات السعودية تجاه قطر وكندا، فضلا عن حملة القمع المسلطة على وسائل الإعلام والناشطين.


ونقلت الصحيفة تصريحات صديق خاشقجي، غالب دالاي، الذي عبر عن قلقه من إمكانية تعرض المعارض السعودي للتعذيب، حيث قال: "نحن قلقون للغاية، خاصة أنه لا سيادة للقانون في السعودية. إن حياته في خطر وكل ذنبه أنه كتب بعض المقالات في صحيفة واشنطن بوست. نحن نمر بوقت عصيب للغاية، علما بأنه لم يتم القبض عليه لأي سبب محدد. لقد علموا أنه في إسطنبول وأنه كان قادما إلى القنصلية للحصول على بعض الأوراق. بالتالي، أعتقد أنهم كانوا مستعدين لذلك، واغتنموا الفرصة".


وكان خاشقجي قد كتب في أيلول/ سبتمبر سنة 2017: "لقد تركت بيتي وعائلتي وعملي، وها أنا أعمل على إيصال صوتي. في الحقيقة، أن أفعل عكس ذلك يعتبر خيانة لأولئك الذين يقبعون في السجن. وبالنسبة لي، أستطيع التعبير عن رأيي في وقت يصعب على الكثيرين فعل ذلك".


وذكرت الصحيفة أن متحدثا باسم وزارة الخارجية الأمريكية أوضح أنهم يحققون في الأمر، قائلا: "لقد رأينا هذه التقارير ونسعى للحصول على مزيد من المعلومات في هذا الوقت".


وخلال مسيرته المهنية كصحفي، أجرى خاشقجي عدة مقابلات مع زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، في أفغانستان والسودان، كما أنه شغل مرتين منصب رئيس تحرير صحيفة "الوطن". وقد قدم المشورة في العديد من المناسبات للأمير تركي الفيصل، رئيس المخابرات السعودية السابق. وكانت تجمعه علاقة وطيدة برجل الأعمال الأمير، الوليد بن طلال.


من جانبه، قال رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي"، ديفيد هيرست، وصديق خاشقجي إن "الإقدام على مثل هذا الفعل يظهر تهور الحكومة السعودية. إن خاشقجي لا يعتبر نفسه منشقا، بل هو فخور بالمملكة العربية السعودية، كما أنه معتدل في آرائه، لكنه يعتقد أن النظام الحالي مفلس أخلاقيا".


وأضاف هيرست أن "تركيا لن تكون سعيدة بما يحدث على أراضيها، فهي تأخذ أي هجوم على سيادتها على محمل الجد، وهو ما يعني أنه سيكون هناك حادث دبلوماسي. وستواجه المملكة العربية السعودية مشكلة حقيقية لأن أي طرف لن يرغب في التراجع".


وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية، التي تحتل المرتبة 169 من 180 دولة صنفت بحسب مؤشر منظمة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة، شرعت في الترويج لحملة "تحديث" منذ تعيين محمد بن سلمان سنة 2017 وليا للعهد. لكن المملكة المتشددة التي تم تأييدها عند رفع حظر قيادة النساء مؤخرا، أثارت انتقادات شديدة بسبب طريقة تعاملها مع المعارضة.


وأفادت الصحيفة أنه من بين المعارضين الآخرين الذين سجنهم النظام السعودي؛ الاقتصادي عصام الزامل، وهو صديق لخاشقجي. وقد اتُهم هذا الأسبوع بالانضمام إلى منظمة إرهابية والاجتماع بدبلوماسيين أجانب والتحريض على الاحتجاجات.


وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين تركيا والسعودية ودول خليجية أخرى قد توترت منذ أن ساندت تركيا قطر، بعد قطع السعودية ومجموعة من الدول الأخرى علاقتها معها، بالإضافة إلى العلاقة التي تجمع أنقرة بطهران، المنافس اللدود للرياض في الشرق الأوسط.