سياسة عربية

"تكوين العلماء" يقاضي حكومة موريتانيا.. والغضب يصل للشارع

وقفة احتجاجية فرقتها الشرطة الموريتانية ـ فيسبوك

تتوسع دائرة الرفض الشعبي والمجتمعي في موريتانيا لقرار سطات البلاد إغلاق "مركز تكوين العلماء"، وسحب ترخيص "جامعة عبد الله بن ياسين" التابعين للحركة الإسلامية، واللذين يشرف عليهما الداعية محمد الحسن ولد الددو.


وفي الأسبوع الماضي قامت وحدات الشرطة بإغلاق مركز تكوين العلماء، قبل أن تقرر سحب ترخيص جامعة عبد الله بن ياسين، فيما اعتبر تطورا غير مسبوق في التوتر بين السلطة وبين حزب "تواصل" المعارض.

 

اقرا أيضا: رسالة للشيخ الددو حول ماجرى لمركز تكوين العلماء (شاهد)

 
اللجوء للقضاء
وأعلن الشيخ محفوظ إبراهيم فال، مدير مركز تكوين العلماء، نية المؤسسة التي ينتمي إليها اللجوء إلى القضاء لوضع حد لتجاوز السلطات للقانون.


وقال الشيخ محفوظ إبراهيم فال، في تصريحات صحافية، "إن إدارة المركز راجعت والي ولاية نواكشوط الجنوبية الذي أكد ألا علم لديه بالإجراءات المتخذة ضد المؤسسة".


وتابع مدير مركز تكوين العلماء، أن الوالي أكد "عدم توفر الشرطة على أي إذن قضائي أو إداري سوى دعواهم أنها مجرد أوامر عليا".


وأفاد: "لقد قمنا بتقديم شكوى لدى وكيل الجمهورية من هذه الفرقة التي اغتصبت مؤسستنا وطردت طلابنا وعمالنا بدون حق شرعي ولا سند قانوني وسنتابعهم ولن نتخلى عن قضيتنا، وهذا وصل تسلم الشكوى مصدقا من الجهة المعنية بعد أن شكونا إلى الحكم العدل".

الشارع يتحرك 
وعاشت عدد من مدن موريتانيا على وقع وقفات احتجاجية بعد صلاة الجمعة، بعد أن عرف محيط المركز المغلق مظاهرة فرقتها قوات الأمن الموريتانية.


وقالت وكالة "الأخبار" للأنباء، في تقرير نشرته السبت: "عرفت مدن موريتانية داخل البلاد الجمعة تنظيم وقفات احتجاجية رافضة لإغلاق مركز تكوين العلماء من طرف السلطات وسحب ترخيصه".


وتابع التقرير و"من بين المدن التي عرفت تنظيم وقفات احتجاجية مدينة نواذيبو شمال البلاد، والغايرة بولاية العصابة، ومكطع الحجار بولاية البراكنه".


وسجلت أن المشاركين رفعوا شعارات تؤكد رفضهم لإغلاق مركز تكوين العلماء، وتطالب السلطات بالتراجع الفوري عن قرارها، وإزالة أي عراقيل تحول دون مواصلة علمائه لعطائهم العلمي، وتلامذته للتحصيل، والنهل من معين العلماء.

 

و"رفعوا شعارات تندد بمضايقة واستهداف العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، وتشيد بدورها العلمي، ومكانته في العالم الإسلامي".


وكانت الشرطة الموريتانية قد فرقت الخميس تظاهرة نظمها طلاب مركز تكوين العلماء رفضا للإجراءات المتخذة ضد مركزهم كما أوقفت الشيخ محفوظ ولد إبراهيم فال وهو نائب مدير المركز وأحد المدرسين فيه، قبل أن تقرر إخلاء سبيلهما.

منتدى العلماء
من جهته دعا "منتدى العلماء والأئمة لنصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم"، رئيس البلاد إلى إعادة فتح مركز تكوين العلماء، وناشد الجميع التهدئة والحفاظ على الأمن والاستقرار.


وسجل منتدى العلماء والأئمة لنصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم أن قناعته الراسخة "بريادة الدور التربوي والتعليمي الذي يقوم به مركز تكوين العلماء، وتقديره للظرف الذي يهدد مستقبل المئات من طلابه من خيرة شباب الوطن وضيوفه، وتقديره كذلك لمشاعر ذويهم والمشفقين على مستقبلهم".


وناشد المنتدى في بيان نشرته الصحافة الموريتانية، "رئيس الجمهورية التدخل لاستعادة فتح مركز تكوين العلماء".

 

اقرأ أيضا: رئيس موريتانيا: خطر الإسلاميين أكبر من إسرائيل.. والمعارضة ترد

 
وأبدا تطلعه "أن يظل البلد موطن أمن ووئام، بعيدا عن عدوى الفتن والقلاقل التي تجتاح معظم المناطق من حوله".


وطالب "الجميع بضبط النفس، وتهدئة المواقف، والسعي إلى ما يجمع ولا يفرق، ويصلح ولا يفسد، ويبني ولا يهدم، والتزام الحذر واليقظة تجاه أعداء الدين والوطن، وأعداء الاستقرار، ومشجعي الفتن ومروجي الإلحاد والفسوق".


المعارضة الديموقراطية
واعتبرت مؤسسة المعارضة الديمقراطية بمرويتانيا إغلاق "مركز تكوين العلماء" و"جامعة عبد الله بن ياسين" اعتداء على الحريات وحرمانا لآلاف الطلبة من حقهم في التعليم وتضييعا لمجهودهم وتحصيلهم العلمي سنوات عديدة.


ودعت مؤسسة المعارضة في بيان لها، السلطات إلى التراجع الفوري عن هذا القرار الجائر مؤكدة أن التعليم عموما والتعليم الشرعي منه بالخصوص جزء لا يتجزأ من ثقافة وهوية هذا الشعب وكل تضييق عليه أو محاربة له هو بمثابة المواجهة المفتوحة مع الشعب الموريتاني بكل أطيافه وتوجهاته، ولا يمكن أن يعتبر بأي حال من الأحوال معركة ضد تيار سياسي أو مجموعة بعينها.


وحذرت المؤسسة من "تداعيات المنعطف الخطير الذي أخذ يسلكه النظام الموريتاني، بدءا بالاتهامات الجزافية لأطراف فاعلة في المعارضة الديمقراطية بالإرهاب والتطرف، وانتهاء بالإجراءات الأخيرة وغير الموفقة المتعلقة بإغلاق كل من: مركز تكوين العلماء وجامعة الإمام عبد الله بن ياسين".


وأضاف أن "المؤسستين هما مؤسستان تعليميتان معروفتا المناهج والبرامج وتقوم عليهما مجموعة من خيرة أبناء هذا البلد من علماء معتدلين وأساتذة جامعيين، كما يرأس مجلسيهما الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو، فخر شنقيط وسفيرها علما وورعا وخلقا وتسامحا واعتدالا".


وشدد على أن إغلاق المؤسستين يمثل" تعديا سافرا على القانون والحريات العامة في البلد، واستهدافا لقيم هذا الشعب المعروف بحب العلماء وتقديرهم ورعاية المؤسسات التعليمية والتربوية".


ودعت المؤسسة "العقلاء والخيرين في النظام والمعارضة وشركاء وأصدقاء الشعب الموريتاني لتدارك الوضع المقلق الذي يُجر إليه البلد، وتوحيد جهودهم للحفاظ على مكتسبات هذا الشعب في مجال الديمقراطية والحريات العامة، وعدم السماح لأي كان بالعبث أو التلاعب بها، سواء كان ذلك استجابة لضغوط وأجندات خارجية معروفة، أو تناغما مع مصالح أنانية ضيقة لبعض الأطراف داخل السلطة".

 

وفتحت تصريحات الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الباب أمام التوتر مع الإسلاميين، حينما أعلن أن إسرائيل أقل خطرا على البلاد العربية من الحركة الإسلامية.