ملفات وتقارير

روسيا وإيران خطفتا ولاء هذه القوات من الأسد.. تعرف عليها

قوات الأسد عانت من التعداد القليل ولجأ نظام الأسد للتجنيد الإجباري وتجنيد مليشيات لحسابها- جيتي

يدور صراع خفي في منظومة التحالف بين داعمي النظام السوري، روسيا وإيران، ببسط النفوذ على المليشيات المسلحة النظامية وغير النظامية، وخطف ولائها من نظام الأسد بحرب سباق نفوذ بينها.

ويثير تغير ولاء بعض المليشيات الداعمة للنظام السوري على الأرض، لتصير بيد روسيا وإيران، الاهتمام، ففي حين أن القوات تقاتل ميدانيا لصالح النظام السوري، إلا أن ولاءها يبدو لصالح حلفائه، وتأتمر بأمرها، وفق ما أكدته مصادر لـ"عربي21"، شددت على وجود صراع تنافس لجلب ولاء المليشيات المسلحة.

وخلال هذا التنافس، قال الخبير العسكري العقيد السوري أديب عليوي لـ"عربي21"، إن هناك تطورات أدت إلى حل بعض المليشيات التي لا يمكن كسب ولائها على يد روسيا بعد توجهها الجديد بالتخلص من المليشيات غير النظامية، والاستعاضة عنها بأخرى نظامية، يمكن السيطرة عليها.

اقرأ أيضا: مصدر عسكري لـ"عربي21": روسيا تحل مليشيات تقاتل مع الأسد

وتاليا القوات التي استطاع حلفاء النظام السوري اختطاف السيطرة عليها:

الفيلق الخامس

 

 
أعلنت القيادة العامة لقوات النظام السوري في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، تشكيلها كفيلق جديد من المقاتلين الذين قالت إنهم "متطوعون"، باسم "الفيلق الخامس اقتحام"، بحجة "القضاء على الإرهاب"، وقوامه 150- 300 ألف مقاتل أعمارهم 17- 50 عاما.

وتم إنشاء هذه القوات بمساعدة المشرفين الروس في اللاذقية، حيث يتألف الفيلق من ستة ألوية مشتقة من قوات الدفاع الوطني صاحبة الولاء الإيراني، ما عكس تنافسا مع إيران أيضا. 

ويمتد نفوذ "الفيلق الخامس اقتحام" ليشمل كامل سوريا، ويسيطر عليه مباشرة جنرالات روس، يأتمر الفيلق ويتحرك وفقا لأوامرهم، وفق ما أكده الخبير العسكري عليوي لـ"عربي21".

ويدور صراع بين الفيلق الخامس والفرقة الرابعة من ناحية التجنيد في الجنوب السوري، لا سيما أن ولاء الأول لروسيا والثاني للنظام.

قوات الدفاع الوطني

 

 
وشكل النظام السوري مليشيات مقاتلة تحت مسمى قوات الدفاع الوطني في 2012، محاكيا بذلك قوات الباسيج الإيرانية شبه العسكرية، وذلك لتعويض النقص البشري الحاصل لديه بين صفوف القوات التي تقاتل إلى جانبه بعد هزائم متتالية في حينها من المعارضة السورية وانشقاق الكثيرين من جنوده لصالح الثورة، ومقتل الكثير من قواته.

 

وكسبت إيران ولاء هذه المليشيات لا سيما أنها تضم في صفوفها غالبية من المتطوعين والمقاتلين من الطائفة الشيعية، وأنها تقوم بتمويلها وتدريبها وتوجيهها.
 
وسبق أن قام جنود روس باعتقال قائد قوات الدفاع الوطني في دير الزور، بدون حدوث أي مقاومة، كدلالة على التوتر الناشئ بين الروس وبين هذه المليشيات التابعة لإيران.

وكان القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، أكد أهمية قوات الدفاع الوطني السورية، داعيا النظام إلى الاعتراف قانونيا بشرعية هذه القوات، وفق وكالة فارس الإيرانية.

الحشد الشعبي

وكشف عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني ياسر الفرحان، لـ"عربي21" في وقت سابق عن أن إيران تسعى لتشكيل حشد شعبي في سوريا على غرار الحشد في العراق الموالي لها.

وقال: "إيران تسعى لتغيير شكل مليشياتها الطائفية وجعلها قوات شرعية لها في سوريا، وذلك على غرار الفيلق الخامس الذي أسسته روسيا قبل عام تقريبا".

وأضاف أن "إيران تريد ضمان بقاء نفوذها في سوريا"، مشيرا إلى أن "الأنباء الواردة عن تشكيل حشد شعبي سوري هو للتغطية على عناصر الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الطائفية المنتشرين في سوريا".

صراع نفوذ وتفكيك مليشيات

واستجلب ذلك صراع النفوذ بين روسيا وإيران والنظام على المليشيات المسلحة، وبحسب عليوي فإن من بين المليشيات التي تم تفكيكها بإرادة روسية:

- مليشيا صقور الصحراء التي يقودها أيمن جابر صديق بشار أسد.

- مليشيا جمعية البستان التابعة لرامي مخلوف.

- مليشيا الدفاع الوطني في اللاذقية، التي أسسها هلال الأسد.
 
- مليشيا محمد حمشو في دمشق وريفها.

بالإضافة إلى اعتقال كل من جابر درغام في طرطوس وسيمون الوكيل في محدده، ورسمت في حمص.

اقرأ أيضا: حزب الله يستنسخ نفسه بجنوب سوريا.. وحرب تجنيد بدرعا

وأكد أن لكل منطقة من المناطق التي يتواجد فيها النظام السوري، مليشياتها ورموزها الذين باتوا أهدافا روسية، يجب التخلص منها، وترسيخ قوات محلها على شاكلة الفيلق الخامس.

وضمن محاولات روسيا تفكيك المليشيات التي تعتبرها متمردة، فإنه إلى الآن لم يتم تفكيك أي مليشيات كبيرة تمتد على كامل الأراضي السورية، حيث تم إدراج البعض منهم جزئيا، داخل الفرقة الرابعة.

وبحسب تقرير لموقع "المونيتور"، ترجمته "عربي21"، فإن روسيا تريد توسيع نفوذها في سوريا، عبر القيام بخطوتين على الأقل. أولا، مشاركة النظام في إنشاء جيش سوري جديد، يتم فيه دمج بعض فصائل الثوار وقوات "قسد"، مع القوات الحالية التي تقاتل إلى جانب النظام.

وثانيا، يتعين عليها حل العديد من المليشيات المحلية، ولا سيما قوات الدفاع الوطني، التي هي في الواقع عبارة عن جيش مواز أنشأته إيران بالتعاون مع حزب الله. حيث تتصاعد مشكلة كبح جماح الفصائل الموالية للنظام. 

ويسعى المشرفون العسكريون الروس، بحسب ما يفيد التقرير، إلى محاولة إصلاح قوات الدفاع الوطني، وكبح جماحها، خصوصا أنها انتهكت العديد من القواعد التي فرضها عليها النظام وخرجت عن السيطرة وأصبحت مشكلة تهدد قوات أمن النظام نفسها.

وبحسب "المونيتور"، فإنه على الرغم من بعض الجهود المبذولة للحد من النفوذ الإيراني في جنوب سوريا، والذي تزامن بشكل أساسي مع التغيرات في استراتيجية طهران بأكملها، حيث لم تعد بحاجة إلى مثل هذا الوجود البارز في سوريا، إلا أنه من غير المرجح بحسب التقرير أن تتمكن موسكو من السيطرة الكاملة على المليشيات في سوريا.

وختمت بالقول إن المليشيات المسلحة التابعة للنظام، التي عانت من خسائر فادحة خلال الحرب، ستطالب بجزء من السلطة في سوريا في مرحلة ما بعد الحرب. ومن المرجح ألا يؤدي ذلك إلى تغيير في النظام، إلا أن ذلك يعني زيادة أكثر في الفساد والمحسوبية أكثر مما هو عليه الحال الآن، وفق قولها.