صحافة إسرائيلية

مطالبات إسرائيلية بفصل موظفي حماس من الأونروا

زعم باحث إسرائيلي أنه "قبل 19 عاما سيطرت حماس على اتحادات النقابات المهنية للأونروا"- جيتي

شككت الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة "مكور ريشون" اليمينية هوديه كريش خزوني، في جدوى التقليصات التي تعتزم الولايات المتحدة القيام بها في موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، لا سيما بسبب ما تعتبره مبادؤها العدائية لإسرائيل.


وقالت في التحقيق المطول الذي ترجمته "عربي21" إن "أساس إقامة الأونروا كان خاطئا، والقرار الأمريكي الأخير بتجميد بعض مساعداتها المالية بناء على طلب صهر الرئيس الأمريكي جيراد كوشنير، جاء صائبا، لأن تنفيذ صفقة القرن يتطلب إزالة الأونروا من الوجود تدريجيا".


وأوضحت أن "كوشنير يعمل ضد الأونروا بالشراكة مع المبعوث الأمريكي للمنطقة جيسون غرينبلاث، باعتبار هذه المؤسسة الدولية تعمل على تخليد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهي منظمة فاسدة، وغير مجدية، ولا تساعد على التوصل للسلام".


وزعمت أن "الأونروا اتهمت خلال السنوات الماضية بغض الطرف عن تقديم المساعدة للعمليات المعادية والعنيفة ضد إسرائيل، سواء من خلال نقل المسلحين في سيارات الإسعاف التابعة لها، واستخدام العيادات الطبية والمدارس في قطاع غزة لإنشاء أنفاق تحتها".


وكشفت النقاب أن "ضغطا كبيرا مارسه كوشنير خلال جولته الإقليمية الأخيرة على الأردن لإلغاء وضعية مليوني فلسطيني يعيشون في المملكة، على أنهم لاجئون، كي يتوقف عمل الأونروا هناك".


ونقلت عن عضو الكنيست السابقة عن حزب العمل عيناف ويلف، أن "الخطوة الأمريكية الخاصة بتقليص مساعدات الأونروا تعني تغييرا في السياسة الأمريكية تجاه المنظمة الدولية، في ظل القناعات المتزايدة في أوساط الطاقم الأمريكي الخاص بعملية السلام بأن حق العودة يوجد في قلب الصراع".

 

اقرأ أيضا: صحيفة: إسرائيل طلبت من أمريكا عدم تجميد مخصصات الأونروا


وأضافت أن "هذا الطاقم المكون من كوشنير وغرينبلث والسفير الأمريكي في تل أبيب ديفيد فريدمان والسفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيللي، يريدون التوصل لإنهاء الصراع، ويعتقدون أنه لا يجب أن تترك قضية الأونروا بدون حل، كما فعلت الإدارات الأمريكية السابقة، وبات واضحا أن الدعم التقليدي الذي تقدمه واشنطن للأونروا يتعارض مع توجهاتها لتحقيق السلام".


وأشارت ويلف مؤلفة كتاب "الحرب على حق العودة"، إلى أن "القناعة الأمريكية الجديدة تعطي دعما للحكومة الإسرائيلية التي تعمل على تأبيد بقاء الأونروا، وباتت في السنوات الماضية الدولة التي تمارس ضغطا واسعا على الدول لإبقاء دعمهم لهذه المنظمة، وتبدي قلقها إن تراجعت أي دولة عن مساعدتها للأونروا، منطلقة في ذلك من أسباب أمنية".


وتضيف أنه "حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا وقف تحويل المساعدات المالية للأونروا أرسلت إسرائيل لواشنطن الجنرال يوآف مردخاي منسق شؤون المناطق الفلسطينية في وزارة الحرب، وتساحي هنغبي وزير التعاون الإقليمي، لثنيها عن قرارها، وإعادة الأموال المستقطعة، وفيما أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو دعمه للقرار الأمريكي، لكنه في الوقت ذاته طالب بإبقاء الوضع على حاله".


أما الباحث الإسرائيلي في قضية الأونروا منذ سنوات طويلة ديفيد بادين فقال إنه "ليس هناك من سبب للشعور بالتفاؤل من قرار تقليص الأونروا، لأننا أرسلنا في يناير الماضي طاقما من الخبراء للكونغرس الأمريكي، وكتابا خاصا مفصلا لكوشنير ضد الأونروا، لكن ردود الفعل الأمريكية ليست على ذات المستوى من الأهمية".


وأضاف أن "أحد الأشياء الخطيرة للأونروا هو البرنامج التعليمي، وهنا لا تغيير يذكر، بالعكس فإن خطة السلام الأمريكية لا تتطرق لأي شيء يخص التعليم، وهذه ثغرة خطيرة، وتعتبر أحد إشكاليات اتفاق أوسلو، لأن برامج التعليم الخاصة بالأونروا تميل إلى حماس".


وزعم أن "معلمي الأونروا في غزة من حماس، وموازناتها المستقطعة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تصل لجيوب كوادر الحركة، بما يخالف قوانين الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي وأستراليا وبريطانيا، لكن هذا هو الواقع".


وختم بالقول إنه "قبل 19 عاما سيطرت حماس على اتحادات النقابات المهنية للأونروا، بما فيها المعلمين، واليوم هناك 20 ألف موظف من حماس في صفوف الأونروا، والدول المانحة ملزمة بفصل أي موظف تثبت علاقته بالحركة، وهنا يمكن إدارة معركة عسكرية قاسية مع حماس دون إطلاق رصاصة واحدة".