صحافة دولية

صحيفة روسية: هل ستتدخل إسرائيل في الحرب اليمنية؟

أوضحت الصحيفة أن إيران يمكن أن تستخدم مضيق هرمز كورقة للمساومة مع الولايات المتحدة الأمريكية- جيتي

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن الحرب اليمنية المستمرة منذ أربع سنوات، التي خلفت وراءها العديد من الضحايا، كما كبدت البلاد خسائر اقتصادية كبيرة.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه "من غير المتوقع أن تنتصر جهة ما في هذه الحرب، التي باتت عبئا يثقل كاهل جميع الأطراف المشاركة فيها، لما تتطلبه من نفقات، ووفقا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، تنفق الرياض ما لا يقل عن 5 مليارات دولار شهريا على الحرب اليمنية".


وأضافت الصحيفة أن "الصراع اليمني أخذ في جذب انتباه العديد من البلدان، الأمر الذي يهدد بزعزعة استقرار الاقتصاد العالمي بشكل كبير، إلى جانب ذلك، تخصص المملكة العربية السعودية أموال طائلة للمرتزقة من أمريكا اللاتينية وجنوب أفريقيا، مقابل الخدمات التي تقدمها هذه الجهات لصالح المملكة".


ومن جهتها، أعربت إسرائيل عن استعدادها للانضمام إلى التحالف الدولي، وقد بات ذلك جليا للعيان، من خلال التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في إطار خطابه الذي ألقاه في العرض العسكري البحري بميناء حيفا.


وقد أعلن نتنياهو أن إسرائيل ستشارك في عملية عسكرية لإلغاء الحظر على مضيق باب المندب، الذي يعد الخط الرئيسي الرابط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي. وأضاف الجانب الإسرائيلي، أنه "إذا حاولت إيران غلق مضيق باب المندب، ستكون عرضة لتحرك عسكري من قبل التحالف الدولي، الذي سيشمل إسرائيل وقواتها المسلحة".

 

اقرأ أيضا: قائد إيراني: أمرنا الحوثيين بضرب ناقلات نفط سعودية‎


وأكدت الصحيفة أن تبني هذه الخطة جاء على خلفية تعرض ناقلتي نفط سعوديتين في البحر الأحمر قرب ميناء الحديدة لهجوم من طرف الميليشيات الحوثية. على صعيد آخر، يعتقد رئيس اللجنة الثورية لجماعة أنصار الله، محمد علي الحوثي، أن حكومة عبد ربه منصور هادي، وقيادة التحالف السعودي ستوقف العمليات العسكرية في البحر، ويمكن أن تمدد الهدنة في المستقبل القريب.


وأوردت الصحيفة أنه من غير المستبعد أن تحاول الولايات المتحدة التأثير على حلفائها لخفض مستوى المواجهة العسكرية مع إيران، في حال قررت إعطاء الأولوية للمحافظة على استقرار أسعار النفط، عوضا عن هزيمة طهران. وسيؤدي إغلاق إيران لمضيق باب المندب أو مضيق هرمز إلى بروز أزمة خطيرة في سوق النفط العالمي، لا سيما أن مضيق باب المندب يؤمن مرور حوالي 30 بالمائة من النفط العالمي (17 مليون برميل من النفط و3 ملايين برميل من المنتجات النفطية)، أما مضيق هرمز فيؤمن مرور حوالي 15 بالمائة من النفط العالمي.


وبينت الصحيفة أن أسباب تهديد إيران والحوثيين بغلق كلا المضيقين مختلفة. فبالنسبة للحوثيين، يعد الأمر بمثابة دعوة غير مباشرة لبعض الجهات الدولية على غرار، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، للتدخل والمساعدة في إنهاء الحرب في أقرب وقت، خاصة وأن الحوثيين في وضع صعب للغاية. فقد نجح التحالف بقيادة السعودية في إبعاد الحوثيين عن بعض المدن الكبيرة.


والجدير بالذكر أن المعركة الرئيسية تدور، في الوقت الراهن، في مدينة الحديدة، البالغ عدد سكانها 600 آلف نسمة، التي تعتبر الممر الرئيسي للمساعدات الإنسانية. ومع ذلك، حتى لو تم طرد الحوثيين إلى الجبال، فذلك لا يشير إلى اقتراب المملكة العربية السعودية من تحقيق النصر.


وأوضحت الصحيفة أن إيران يمكن أن تستخدم مضيق هرمز كورقة للمساومة مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك التسوية اليمنية والهجمات الأمريكية المخطط لها على المنشآت النووية الإيرانية. ومن خلال غلق مضيق هرمز ستحرم إيران نفسها من قناة هامة لتصدير النفط الخاص، الأمر الذي يخدم مصالح واشنطن التي تسعى إلى ضبط إمدادات النفط الإيرانية.

 

اقرأ أيضا: ضربة للقوات اليمنية.. إحصائية لأسراها لدى الحوثي بالحديدة


ومن المثير للاهتمام أن غلق إيران لهذا المضيق قد ولد قدرا من الاستياء بالنسبة للصين والاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يخدم مصالح المملكة العربية السعودية وإسرائيل، اللتين تأملان في إنشاء تحالف دولي جديد، أوسع من التحالف العربي.


وأقرت الصحيفة أن إعلان إسرائيل عن استعدادها لتقديم الدعم المالي والسياسي لأحد أطراف الصراع فضلا عن إرسال قواتها المسلحة، يعكس تغييرات عميقة في مجال العلاقات العربية الإسرائيلية، الأمر الذي قد يعقبه انفراج دبلوماسي. وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل ستدعو لتأسيس تحالف دولي في حال اعتدت إيران على حرية الملاحة في هذه المنطقة.


وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى صعوبة تقييم تطور الوضع في اليمن، لا سيما أنه يمكن لخطوة غير مدروسة تفجير الوضع، وخلق سلسلة من ردود الأفعال التي لا يمكن احتواؤها.