سياسة عربية

اسم باخرة كهرباء تركية يتسبب بجدل وغضب وسخرية بلبنان

السفينة جرى التعاقد معها لتزويد مناطق الجنوب اللبناني بالكهرباء لكن القوى السياسية رفضت رسوها هناك- ترك برس

أثار تصريح لوزير الطاقة اللبناني سيزار أبي خليل كشف فيه بلقاء تلفزيوني أسباب منع باخرة توليد كهرباء تركية من الرسو بمنطقة الزهراني الجنوبية لأسباب مذهبية، غضبا وسخرية وردود فعل كبيرة .

 

ويعاني لبنان منذ عشرات السنين من أزمة كهرباء خانقة تزداد تدهورا مع حلول الصيف، يرجع سببها لبنانيون إلى استشراء الفساد تارة، وتكسب نخب سياسية على ظهر بقاء الأزمة مع وجود متنفذين مستفيدين من بقاء الحال عل حاله تارة أخرى.


وكشف الوزير في مقابلة تلفزيونية، أن قوى جنوب لبنان التي يقودها "حزب الله وحركة أمل" اعترضت على رسو باخرة تركية في منطقة "الزهراني" جنوب لبنان، وهي معقل زعيم حركة أمل ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بسبب ما قال الوزير إنه اسم الباخرة (عائشة)، التي تقل مولدات ضخمة لإمداد لبنان بالكهرباء.

وقال "أبي خليل": "إن الباخرة التركية التي لم توافق عليها فعاليات الجنوب الزهراني، كان اسمها (عائشة غول) فأصبح (إسراء)"، مؤكدا أن تعديل الاسم تم على الأوراق تفاديا للحساسية في الجنوب اللبناني، بعد رفض "حزب الله" و"حركة أمل" دخول السفينة بالاسم الأول، على حد تعبيره.

 


وأشعلت قضية السفينة وتبريرات الوزير وكشفه حقيقة الرفض مواقع التواصل الاجتماعي والصالونات السياسية، التي انقسمت بين الغضب من حديث الوزير تارة وبين رفض رسو الباخرة لمجرد حملها اسم "عائشة غول" .

 

وترفض حركة أمل فكرة البواخر بذريعة التلوث، مضافا إليه سبب آخر أوجزه وزير المال القيادي في حركة أمل علي حسن خليل، بقوله إن "الباخرة ستحرم الجنوب من حل مستدام لا يقوم الا بإنشاء معامل ثابتة".

 

وقالت الحركة في بيان سبق اعتصام مناصريها للاعتراض على الباخرة، إن "رفضها للباخرة يأتي لأن ظاهرها مجاني لثلاثة أشهر والحقيقة هي كلفة باهظة على اللبنانيين لثلاث سنوات،

 

في المقابل تساءل نشطاء عن وجود "الدولة اللبنانية" وكيف يجري السماح لقوى سياسية بمنع رسو سفينة لتغذية مناطقها بالكهرباء لمجرد حملها اسما، فيما انبرى آخرون لإيضاح أن المشكلة لا تكمن بالاسم بل بالأبعاد البيئية الناجمة عن الباخرة، فضلا عن حاجة المنطقة لحلول جذرية وليس انتقالية في ما يخص مشكلة الكهرباء .

 

وتعيش البلاد، التي تعجز عن تأمين طاقة كهربائية وتستعين بالبواخر المولدة للطاقة منذ سنوات، على إيقاع حركة الباخرة الشهيرة التي ضاقت برسوها موانئ لبنان، ما دفعها للرسو بمناطق الشمال "المسيحي" كما أفاد مغردون .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 — Edy Maalouf (@edymaalouf) 6 August 2018

 

 

ولم تقتصر مشكلة الباخرة على التراشق بين مؤيدي رسوها والرافضين لذلك، بل تسببت أيضا بمعركة شعواء بين الحليفين الشيعيين حركة أمل وحزب الله، حيث تبادل نشطاؤهما في مواقع التواصل الاتهامات بالفساد والتخوين والمسؤولية عما آلت إليه أحوال البلاد وتحديدا في ملف الكهرباء . 

 

وبحسب صحيفة "الأخبار" المقربة من حزب الله، فقد جرى تبادل رسائل على أعلى المستويات، اتفقت فيها القيادتان على عقد لقاء مشترك، في مكتب المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل في الضاحية الجنوبية.

 

وبحسب الصحيفة فقد صدر عن المجتمعين بيان أشار إلى أنه «جرى نقاش موسع في القضايا المشتركة، وخصوصاً حول ما حصل خلال الأيام الماضية نتيجة وجهات النظر في موضوع الكهرباء التي تناولها الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء عن حسن نية أو عن سوء نية، وأُرفقت بتحليلات إعلامية في محاولة مكشوفة لإثارة الاختلافات بين الطرفين».