ملفات وتقارير

معاناة المصريين مع الحج مستمرة بسبب الرسوم والاحتكار

تُقَدًر حصة مصر من الحجاج لهذا العام بنحو 70 ألف تأشيرة - جيتي

ارتفعت أسعار جميع برامج الحج لهذا العام في مصر للعام الرابع على التوالي لتتراوح ما بين 65 ألف جنيه (3.6 ألف دولار) و 120 ألف جنيه (6.7 ألف دولار) ، بدون تذكرة الطيران التي ارتفعت بدورها، وتعد أسعار الحج بمصر من أغلى أسعار الحج على مستوى العالم.

ووفق مندوبي بعض شركات السياحة الذين تحدثوا لـ"عربي21" فإن الزيادة الجديدة في برامج الحج للعام الجاري ارتفعت ما بين 20 إلى 30%، وسط تذمر سواء من قبل راغبي الحج أو شركات الحج السياحية في مصر على حد سواء.

وبرر مجلس أمناء المؤسسة القومية لتيسير الحج والعمرة في مصر، ارتفاع أسعار الحج لهذا العام نتيجة زيادة قيمة الضرائب التي تم إقرارها من قبل الجانب السعودي على أسعار الخدمات بالمملكة، على حد قولهم.

وفند رئيس لجنة السياحة الدينية السابق بغرفة شركات السياحة، باسل السيسي، في تصريحات صحفية، ارتفاع أسعار تذاكر طيران الحج السياحي التي أعلنتها "مصر للطيران" قائلا: إنها "غير متوقعة ومبالغ فيها".

احتكار تذاكر الحج


ورفعت شركة مصر للطيران، التي تحتكر سفر الحجاج، سعر التذكرة إلى 30 ألف جنيه بعدما كانت 11 ألف جنيه في العام الماضي، أي بزيادة أكثر من الضعفين، ما شكل مفاجأة لكثيرين.

وتُقَدًر حصة مصر من الحجاج لهذا العام بنحو 70 ألف تأشيرة، يجرى عليها جميعا القرعة حيث يفوق أعداد المتقدمين أعداد التأشيرات. وتشمل برامج الحج أربعة مستويات تتفاوت في مستوى الخدمات سواء لحج الجعيات الأهلية أو الشركات السياحية.

أسعار مبالغ فيها

 

في حين يرتفع سعر الحج المباشر (اقتصادي)، ولكن بدون قرعة، إلى 140 ألف جنيه ( نحو 8 آلاف دولار) بدون تذكرة الطيران 30 ألف جنيه، أي ليصبح الإجمالي نحو 170 ألف جنيه (نحو 10 آلاف دولار)، غير شاملة مصاريف الحاج الشخصية، وفق شركة بوابة العالم للسياحة.


وعزا مندوب الشركة، محمود التونسي، ارتفاع سعر تأشيرة الحج، في حديثه لمراسل "عربي21" إلى "ارتفاع سعر تذكرة الطيران إلى أكثر من الضعف، لتصل إلى 30 ألف جنيه، في خطوة غير متوقعة، وارتفاع سعر التأشيرة المباشر من السعودية إلى 70 ألف جنيه من مصدرها".

وأضاف أن "هذه التأشيرات تمنحها السلطات السعودية لأشخاص يقومون بدورهم ببيعها لشركات السياحة في مصر، ومن ثم نقوم بشرائها وعمل برنامج حج عليها، ولكنه في منطقة تسمى العزيزية تبعد عن الحرم بنحو ألفي متر".

الفرصة البديلة


وفي محاولة للتغلب على ارتفاع أسعار الحج، قال رئيس إحدى الشركات السياحية، وعضو غرفة السياحة، علاء الغمري، "مع ارتفاع الأسعار لم يجد بعض الراغبين في الحج بد من تقليل مستوى برنامج الحج حتى يتمكن من أداء الفريضة".

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" أن أسعار برامج الحج زادت بنحو 20 بالمئة"، مشيرا إلى أن "انخفاض سعر الجنيه أمام الريال، أدى إلى زيادة أسعار برامج الحج، حيث أن غالبية تكاليف البرامج من سكن وانتقالات ورسوم وغيرها يتم دفعها في السعودية".


استغلال الحجاج

وانتقد الشيخ شعبان عبدالمجيد، إمام وخطيب، غلاء أسعار الحج، قائلا: "تكاليف الحج بهذه الصورة مرتفعة جدا، ولا مبرر لها، سوى السعار الذى أصاب أصحاب شركات السياحة من الجانب السعودي، أو من الجانب المصري".

وانتقد في حديثه لـ"عربي21": "استغلال حاجة الناس للحج للتربح"، داعيا "الحجاج الذين أدوا الفريضة، أن يكتفوا بها، ويوجهوا تكاليف حج التطوع لأبواب خير أخرى، ربما أكثر أجرا لهم، وأكثر نفعا للمجتمع وللناس".

ورأى أن "الحكومة المصرية ترفع أسعار برامج الحج لصد الناس عن أداء هذه الفريضة؛ لإن تدين الناس، وارتباطهم بالإسلام، حتى لو كان شكليا يزعج الحكومات المستبدة، وكذلك استجابة للضغوط الغربية عليهم، في محاربة  كل أشكال التدين، مثل حذف حصص التربية الدينية من المدارس، والتضييق على الأئمة في المساجد ولاسيما الأحرار منهم، ومناهضة الحجاب... وهذا غيض من فيض".