صحافة دولية

فليت: هل تؤتي قمة سنغافورة أُكلها؟

ما تزال الاتفاقية غامضة - جيتي

نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن لقاء القمة بين الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى توطيد العلاقة بين الطرفين. ويعد هذا اللقاء تاريخيا بالنظر إلى توتر العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية منذ وقت طويل.

 

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العديد من المراقبين يرون أن العلاقة التي تجمع بين دونالد ترامب ونظيره كيم جونغ أون في الوقت الراهن، باتت أكثر تقاربا، مقارنة بالعلاقة التي تربط الرئيس الأمريكي بعدد من الزعماء الأوروبيين على غرار رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.

وأكدت الصحيفة أنه في يوم الاثنين، أجرى الرئيس الأمريكي حوارا ثنائيا مع رئيس الوزراء السنغافوري، لي هسين لونغ، فيما التقى الرئيس الكوري الشمالي بلونغ يوم الأحد. ويعد لقاء القمة بين ترامب وجونغ أون تاريخيا بالنظر إلى أن الصراع الأمريكي الكوري الشمالي يعتبر من أكبر الصراعات الإقليمية. ولم يحاول مختلف الأطراف المتداخلة في هذا الصراع حله على الإطلاق.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيسين الكوري الشمالي والأمريكي اختارا سنغافورة مكانا لانعقاد القمة، وذلك لأن هذه الدولة تشكل قوة رمزية بالنسبة لكلا الطرفين. فمنذ 40 سنة، تحافظ سنغافورة على علاقات وطيدة مع كل من كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية على حد السواء. بالإضافة إلى ذلك، يثق الرئيس الأمريكي ونظيره الكوري الشمالي في سنغافورة، حيث أنها لا تمثل طرفا في الصراع الحدودي حول بحر الصين الجنوبي.

وأضافت الصحيفة أن ترامب تخلى عن فكرة نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية. ومن خلال هذه القمة، يهدف الرئيس الأمريكي إلى تحقيق مكسب سياسي قبل انتخابات الكونغرس المزمع انعقادها في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، حيث سيحاول تبديد مخاوف الأمريكيين من البرنامج النووي الكوري الشمالي من خلال إطلاق حوار عقلاني مع جونغ أون.

وأوردت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي، وقبل أن يشد الرحال إلى سنغافورة، صرح بشأن لقاء القمة الذي سيجمعه بنظيره الكوري الشمالي، قائلا: "سنسعى إلى التحاور بشكل جدي والتعرف على بعضنا البعض على الأقل. من المنتظر أن نلتقي ونحقق قدرا من التقارب. كما سنحاول فتح باب التفاوض. أعتقد أنكم تعلمون ماهية الهدف الأسمى الذي نطمح إلى تحقيقه، لكن الأمر قد يستغرق وقتا طويلا".

وأفادت الصحيفة أن جونغ أون يسعى إلى أن تصبح كوريا الشمالية دولة إستراتيجية تحظى بثقل دولي على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وبقية القوى العالمية. في الوقت نفسه، يطمح الرئيس الكوري الشمالي إلى التخفيف من حدة التهديد الأمريكي عن طريق دعم معاهدة الحظر الشامل للأسلحة النووية. في الأثناء، لا يريد زعيم كوريا الشمالية التخلي عن الأسلحة النووية، بل يريد استثمار المليارات التي أنفقها في برنامجه النووي.

وبينت الصحيفة أن صحيفة كورية شمالية أكدت أن كوريا الشمالية ستعزز اقتصادها من منطلق كونها قوة نووية وستمضي قدما في وقف تجاربها النووية حسب جدولها الزمني. في هذا الصدد، أوردت هذه الصحيفة أنه "في حال رُفعت العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، فستصبح شريكا مهما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية. ومن الممكن أن تصبح شريكا سياسيا عالميا".

وأوضحت الصحيفة أن جونغ أون قد يقدم لترامب عروضا مثيرة على غرار تفتيش مصانع الصواريخ ووقف اختبارات محركات الصواريخ، علاوة على تسليم بعض الرؤوس النووية والصواريخ. وفي حال تم تسليم  الترسانة النووية، فستثبت بيونغ يانغ أنها قوة نووية محل ثقة وقادرة على إعادة التسليح بشكل سريع. وبهذه الطريقة، سيتمكن الرئيس الكوري الشمالي من التخلص من بعض العقوبات مع الحفاظ على قوته النووية ودون التعهد بنزع السلاح النووي بشكل كامل.

وذكرت الصحيفة أن أقصى نتيجة مرتقبة للقاء القمة بين ترامب وجونغ أون تتمثل في الدخول في حوار بناء وجدي، خاصة وأن الصراع الكوري الشمالي الأمريكي معقد للغاية. ولعل الهدف المشترك بين الطرفين هو الحد من النفوذ الصيني. من جهتها، لا ترغب الصين في ظهور قوة نووية حليفة للولايات المتحدة الأمريكية على حدودها.

وفي الختام، قالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكي ونظيره الكوري الشمالي قد يتوصلان إلى اتفاق عدم اعتداء. ومن المنتظر أن يشكل هذا الاتفاق ضمان سلام بالنسبة لليابان.