صحافة إسرائيلية

صفقات الأسلحة من وإلى إسرائيل تحرجها لدى بروكسل وواشنطن

أذربيجان تعد سوقا رائجة لبيع السلاح الإسرائيلي- جيتي

قال يوسي ميلمان الخبير الأمني الإسرائيلي إن "صفقة سلاح إسرائيلية جديدة إلى أذربيجان تسببت لها بإحراج كبير، لأنها تخالف تعليمات الاتحاد الأوروبي، وتشمل معدات قتالية مثل مدافع ومنظومات إطلاق صواريخ".


وأضاف ميلمان في تحقيقه على صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "هذه الأسلحة مصدرها التشيك، لكنها وصلت عبر سلوفاكيا، ومنها إلى شركة ألبيت الإسرائيلية لصناعة الأسلحة، ومن إسرائيل تم إرسالها لأذربيجان، وبلغت قيمة الصفقة خمسين مليون دولار".


وأوضح أن "أذربيجان الدولة المحاذية لإيران، والمطلة على بحر قزوين، تعتبر حليفة استراتيجية لإسرائيل منذ عقدين من الزمن، وصفقة الأسلحة الجديدة هذه ستحرج إسرائيل كثيرا، حيث تخشى أوساطها الأمنية من غضب النظام الدكتاتوري للرئيس الأذري إيلهام ألييف، بسبب نشر أخبار الصفقة في الإعلام الإسرائيلي، وقد سبق لمسؤولين أذريين قريبين من الرئيس أن أعربوا عن استيائهم من مواصلة الصحافة الإسرائيلية الحديث عن هذه التقارير المعادية، ولم يحصلوا على توضيحات من الحكومة الإسرائيلية لأنها غير مسيطرة على وسائل الإعلام، ولا تستطيع أن تملي على الصحفيين الإسرائيليين ماذا يكتبون".


وأشار أن "السنوات الأخيرة توثقت العلاقات كثيرا بين تل أبيب وباكو، حتى إن الأخيرة شهدت وصول خلايا مسلحة من إيران وحزب الله لتنفيذ عمليات انتقامية لاغتيال عماد مغنية قائد الحزب العسكري، المنسوب لجهاز الموساد، حيث خططوا في 2012 لاستهداف السفير الإسرائيلي هناك، وبعض المتدينين اليهود في معبد لهم، ومؤسسات يهودية أخرى، ولكن بفضل المعلومات التي وفرها الموساد لأجهزة الأمن الأذرية تم إحباط هذه العمليات، فتم اعتقال المتهمين، وتقديمهم للمحاكمة".


وأضاف أن "تقارير صحفية أخرى تحدثت عن تشغيل إسرائيل لمحطة تنصت في أذربيجان للحصول على المعلومات من داخل إيران، والاستفادة منها بتوجيه ضربة عسكرية لمفاعلاتها النووية، لكن أذربيجان نفت هذه التقارير، وكذلك نفت معلومات ترددت في بعض المحافل الدولية تفيد بأنها ساعدت عناصر الموساد في سرقة الأرشيف النووي الإيراني، في يناير الماضي".


ميلمان، وثيق الصلة بالمؤسسة الاستخبارية في إسرائيل، أوضح أن "أذربيجان تعد سوقا رائجة لبيع السلاح الإسرائيلي، ففي أواخر 2016 حين زارها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كشف الرئيس إلييف أن بلاده تشتري من إسرائيل منظومات تسلحية بقيمة خمسة مليارات دولار، لكن القضية الجديدة تأخذ أبعادا متزايدة في أذربيحان، لأنه تبين أن الاتحاد الأوروبي قرر عدم بيعها أسلحة بسبب صراعها المستمر مع جارتها أرمينيا، فضلا عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان".


وأشار أن "ما قد يكشف عن تورط إسرائيل في هذه الصفقة، أن تحقيقا أجراه التلفزيوني التشيكي عثر على وثائق في بيع وتوريد الأسلحة تعود لشركة "ألبيت" الإسرائيلية للصناعات العسكرية، وبموافقة من وزارة الدفاع الإسرائيلية، حيث وصلت الطائرات الأذرية لمطار بن غوريون، وتم تزويدها بالوقود، ثم واصلت سيرها لأذربيحان، مما يعني أن التشيك وسلوفاكيا نفذتا صفقة الأسلحة بتجاوز معايير الاتحاد الأوروبي، وتم استخدام إسرائيل في الصفقة كما يشبه عملية غسيل الأموال.

 

في موضوع آخر، قال يشاي فريدمان مراسل صحيفة مكور ريشون إن "مركز عدالة لحقوق الإنسان داخل إسرائيل، وجه كتابا لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبياو يطلب منه وقف توريد الأسلحة للجيش الإسرائيلي، ومطالبة الولايات المتحدة بفتح تحقيق في الاستخدام الفتاك للجيش الإسرائيلي للأسلحة الأمريكية ضد المتظاهرين الفلسطينيين على حدود غزة".


ونقل عن ناديا بن يوسف ممثلة مركز عدالة في واشنطن في الرسالة التي اطلعت عليها "عربي21" أن "الإدانة التي وجهت ضد إسرائيل من المجتمع الدولي، والأمم المتحدة والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، قابلها غياب معايير المحاسبة في الولايات المتحدة باتجاه إسرائيل، مما يدفع الأخيرة لمواصلة القتل غير القانوني للفلسطينيين، لأن ما حصل في الأسابيع الماضية من استخدام سلاح غير مسبوق ضد المتظاهرين الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم، يمثل تجسيدا حقيقيا للأيديولوجية الإسرائيلية غير المتسامحة إزاء مطالب الفلسطينيين العادلة بالاستقلال الذاتي والمساواة".


وأوضحت أن "المنظمات التي وقعت على كتاب وقف تصدير السلاح لإسرائيل هي: عدالة، الحق، الميزان، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أمنستي، وغيرها، وتطالب وزارة الخارجية الأمريكية فتح تحقيق شامل في كيفية استخدام إسرائيل للسلاح القاتل ضد المتظاهرين الفلسطينيين في غزة، ووقف تقديم أي مساعدة عسكرية لجميع الوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي المتورطة بأعمال القتل في غزة، بما ينسجم مع القانون الأمريكي الذين ينظم عمليات تصدير السلاح".


وختمت الرسالة بالقول أن "إسرائيل هي الدولة الأكثر استفادة من السلاح الأمريكي حول العالم، وقد ثبت أن معظم بنادق قناصتها قرب عزة هي من إنتاج أمريكي، من طراز رامنغتون إم24، لإطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين".