سياسة عربية

تحقيق موقع AP عن صفقات نادر وبرويدي مع الرياض وأبو ظبي

كافأت الإمارات بروديدي بعقد استخباري بقيمة 600 مليون دولار - أرشيفية

نشر موقع "أن بي سي نيوز" تحقيقا لـ"الأسوسييتد برس" حول الجهود التي بذلها كل من إليوت برويدي وشريكه التجاري اللبناني الأمريكي جورج نادر لإقناع أميرين عربيين بأنهما قناة خلفية للوصول إلى البيت الأبيض يمرران الرسائل والمديح مباشرة إلى الرئيس.

وذكر التقرير أن برويدي، وهو أحد كبار ممولي حملة دونالد ترامب، وبعد عام من رعاية علاقة جيدة مع الأميرين العربيين من شبه الجزيرة العربية ظن أنه أخيرا اقترب من عقد صفقات تجارية بمليار دولار.

وتزلف لولي عهد كل من السعودية والإمارات اللذين كانا يسعيان لتغيير في السياسة الخارجية الأمريكية لمعاقبة قطر، منافستهما في الخليج والتي يطلقون عليها "الثعبان".

ولفعل ذلك قام رجل الأعمال الكاليفورني بقيادة حملة سرية للتأثير على البيت الأبيض والكونغرس وأغرق واشنطن بالتبرعات السياسية.

ومع حلول كانون أول/ ديسمبر 2017 كان برويدي جاهزا للحصول على الجائزة مقابل كل العمل المتعب الذي قام به، لقد حان وقت جني الثمار. فمقابل الدفع تجاه سياسات معادية لقطر على أعلى المستويات في أمريكا كان كل من برويدي ونادر يتوقعان عقود استشارات ضخمة من السعودية والإمارات، بحسب التحقيق الذي أجرته وكالة الأسوشييتد برس والذي قام على مقابلات مع أكثر من 20 شخصا ومئات الصفحات من الإيميلات المسربة بين الرجلين. وتضمنت الايميلات ملخصات للعمل وعقودا ومقترحات.

وكانت وكالة أنباء الأسوشييتد برس قد نشرت تقريرا بأن برويدي ونادر سعيا لاستصدار قانون ضد قطر من الكونغرس وحاولا إخفاء مصدر تمويل حملتهم. وكشفت مجموعة جديدة من الإيميلات المسربة جهدا سريا للضغط لعزل قطر وتقويض علاقة البنتاغون الطويلة بها. 

وشكك محامي برويدي، كريس كلارك، بتقرير الأسوشييتد برس وقال إنه "يقوم على وثائق مزورة ومفبركة تم الحصول عليها من كيانات لها أجندة بإيذاء برويدي".

وقال كلارك: "للوضوح فإن نادر مواطن أمريكي وليس هناك دليل يشير إلى أنه وجه أفعال برويدي ناهيك عن كونه فعل ذلك نيابة عن كيان أجنبي".

وقامت الأسوشييتد برس بمراجعة الإيميلات وقارنت المحتوى مع عشرات المصادر ووجدت أنها تتماشى مع وقائع حقيقية بما في ذلك جهود كسب ثقة الأميرين والضغط على الكونغرس والبيت الأبيض.

وكشف تلك المجموعة من الإيميلات عن لقاء بالرئيس وتحتوي على تفاصيل لم تعرف قبل عن عمل الرجلين المتورطين في اللغط المحيط بالتحقيقين الجنائيين الأقرب لترامب.

واستخدام الضغط السياسي للحصول على مكاسب شخصية ليس شيئا جديدا في واشنطن بل إن ترامب وعد بأن يقضي على هذه الظاهرة وقال إنه سيقوم بـ"تجفيف المستنقع" حيث قال في تغريدة له خلال الحملة الانتخابية: "سأجعل حكومتنا أمينة مرة أخرى – صدقوني.. ولكن علي أولا أن أجفف المستنقع في واشنطن". 

ورفضت محامية نادر، كاثرين روملر، التعليق، بينما أكد مسؤول سعودي كبير أن الحكومة تناقشت مع نادر ولكنه قال إنها لم توقع أي عقد معه أو مع برويدي.

ولم يسجل برويدي أو نادر بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، بهدف معرفة ما إن كان الشخص الذي يعمل في مجال الضغط السياسي يعمل لصالح دولة أجنبية أم لا، حيث يطلب من أي وكيل يعمل لجهة أجنبية أن يعلن ذلك حتى لو لم يكن يتقاضى أموالا مقابل عمله، ومخالفة القانون تحمل غرامة أقصاها 10 آلاف دولار وسجنا يصل إلى 5 سنوات.

وأصر برويدي على أنه ليس بحاجة للتسجيل لأن حملته ضد قطر لم تكن موجهة من جهة خارجية ولكنها جاءت بمبادرة منه. ولكن الوثائق تظهر أن عملية الضغط السياسي كانت مرتبطة بعقود من البداية وتضمنت مهمات سياسية محددة للأميرين – وقد سجلت كل من السعودية والإمارات في أحد جداول (شركة سيركيناس أل أل سي) التابعة لبرويدي على أنهما زبونان.

وتظهر مختصرات كتبها برويدي عن اجتماعين مع ترامب بأنه مرر رسائل من الأميرين للرئيس وأنه قال لترامب إنه يسعى للحصول على صفقات تجارية معهما.

وكان الشريكان يركبان موجة نجاح كبيرة في خلق جو معاد لقطر في واشنطن في كانون أول/ ديسمبر العام الماضي. فكانت السعودية تجد صعودا جديدا بعد انتخاب ترامب وسعى برويدي لادعاء الفضل لنفسه بحسب ما تظهر الإيميلات، وكان حريصا على الحصول على أول دفعة من عقد جمع معلومات مع الإمارات قيمته 36 مليون دولار.


وكان يمكن لكل هذا أن يجري بسلاسة لولا أنه تم تعيين روبرت مولر كمستشار قانوني خاص للنظر في دعوى التدخل الروسي في انتخابات عام 2016.

والعلاقة بين برويدي (60 عاما) ونادر (59 عاما) تجسد تأثير المطلع، ما جعل الناس يطلقون على المتعاقدين في واشنطن لقب "قطاع طرق الدائري".

تميزت حياتهما العملية بنجاحات وسقوط وأحكام بارتكاب جرائم. وجاءت إدارة ترامب لتوفر فرصة للعودة إلى المجد.

وعمل برويدي الذي أثرى من الاستثمار مديرا للتمويل في اللجنة القومية للحزب الجمهوري منذ عام 2006 إلى 2008. ولكن عندما قرر صندوق تقاعد تابع لولاية نيويورك استثمار 250 مليون دولار معه، وجد المحققون أنه أمطر المسؤولين في الولاية بهدايا غير قانونية تصل قيمتها إلى مليون دولار بينما يحصل هو على 18 مليون دولار رسوم إدارة. واعترف في 2009 بارتكاب جناية مكافأة سوء التصرف الرسمي. 

وسماها آندرو كومو، المدعي العام لنيويورك وقتها بأنها: "مكافأة على الطريقة القديمة".

وقال كومو الذي يشغل منصب حاكم ولاية نيويورك الآن: "إن ذلك كان بالفعل رشوة لمسؤولي الولاية وليس لواحد فقط".

وبعد ثلاث سنوات تم التخفيف من الحكم على برويدي وخفضت التهمة من جناية إلى جنحة بعد أن وافق على دفع مبلغ 18 مليون دولار للولاية.

أما نادر فمشكلته الاعتداء الجنسي على الأطفال.

وكان نادر قد أسس في الثمانينيات لدى هجرته من لبنان إلى أمريكا مجلة سياسية هي "ميدل إيست إنسايت". وفي التسعينيات أصبح لاعبا خلف الكواليس حيث كان يرتب المأدبات بين الشخصيات العربية والإسرائيلية مع ذوي النفوذ في واشنطن ومع أعضاء الكونغرس.

في 2004 تم توجيه عشر تهم له بالاعتداء جنسيا على الصغار في جمهورية الشيك وتم الحكم عليه بالسجن لمدة عام، بحسب ما كشفت عنه الأسوشييتد برس في آذار/ مارس. وبحسب السلطات هناك فقد قضى فترة السجن في براغ ثم تم طرده من البلد.

ثم ظهر نادر في العراق بعد غزوه عام 2003 حيث كان المتعاقدون يحصلون على أموال طائلة وعمل مع إريك برنس مؤسس شركة بلاكووتر سيئة السمعة.

ثم انتقل إلى الإمارات ليعمل مستشارا للأمير وولي العهد محمد بن زايد.

وكانت علاقات نادر مع الأمير محمد بن زايد وإريك برنس هي التي نبهت المحققين في الموضوع الروسي.

وكان فريق مولر مهتما باجتماعين حصلا قبل تنصيب ترامب؛ الاجتماع الأول كان في جزر السيشلز والآخر في برج ترامب. وكان نادر ومحمد بن زايد حاضرين في الاجتماعين.

وجاء في التحقيق أنه بعد أسابيع من هذه اللقاءات، التقى برويدي ونادر لأول مرة خلال عملية تنصيب ترامب. وأخذ الرجلان ببناء شركتهما وأرسل نادر إلى برويدي عنوانه الإلكتروني الخاص على خدمة "بروتون ميل" المشفرة. ومنذ البداية عمل الرجلان على مهمة من قناتين: مواصلة الحملة ضد قطر والتي تقربهم من الأميرين وتحويل النجاح إلى عقود بملايين الدولارات في مجال الدفاع حسبما تكشف الوثائق. وكانت العلاقة في بدايتها حيث كان برويدي مقربا من الرئيس فيما زعم نادر أنه حصل على ثقة الأميرين.

وفي 7 شباط/ فبراير كتب برويدي إلى موظفين في لجنة مجلس النواب للشؤون الخارجية بشأن مشروع قرار يفرض عقوبات على قطر بسبب دعمها الجماعات الإرهابية وكجزء مما وصفه نادر في بريد إلكتروني بـ"دق قطر".

 

وفي اليوم التالي أرسل برويدي إلى نادر عددا من من الأسئلة حول عقود محتملة مع السعودية لتدريب القوات السعودية على القتال في الحرب اليمنية التي تحولت إلى كارثة إنسانية وجلبت العديد من اللاعبين إليها خاصة الإمارات العربية.

 

واقترح برودي ونادر عددا من الخطط للأميرين بكلفة مليار دولار. ومنها خطة لإنشاء قوة مسلمة من 5,000 جندي، وأخرى لمساعدة الإمارات في جمع المعلومات الاستخباراتية، وثالثة تقترح تقوية الدفاعات البحرية وقوات الحدود السعودية، وأخرى لإنشاء مركز مكافحة إرهاب في السعودية. وفي رد من نادر قال إن الأميرين راضيان عن الخطط خاصة ولي عهد أبو ظبي.

ولكن كان الهدف الأول هو التركيز على حملة "لمعاقبة قطر وفضحها" كما تظهر الإيميلات بميزانية تصل إلى 12 مليون دولار، والضغط على الولايات المتحدة بـ"مساعدة جهودها الإكراهية ضد إيران" كما تكشف وثيقة مؤرخة في آذار/ مارس 2017. وكان ملخص الوثيقة هو إظهار دعم قطر لإيران والجماعات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين.

 

وكان برويدي ونادر يهدفان إلى الضغط على الحكومة الأمريكية من أجل معاقبة قطر ونقل القاعدة العسكرية الأمريكية منها لمكان آخر في الخليج. وقال برويدي إن لديه خطا مفتوحا مع وزير الخزانة ستيفن مانشين. وكتب لنادر: "مانشين صديق قريب لي (وسأحضر أنا وزوجتي حفل زفافه في واشنطن في 24 حزيران/ يونيو)". وأضاف: "يمكنني المساعدة وتنوير مانشين بأهمية قيام الخزانة بوضع أفراد قطريين ومنظمات على قوائم العقوبات".

 

وتعتبر قاعدة العديد من أهم القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط ويعمل فيها أكثر من 10,000 جندي وهي مفتاح مهم للتأثير القطري في واشنطن. وعلى خلاف بقية دول الخليج فإنها لا تفرض قطر قيودا كثيرة على استخدام القاعدة.

إلا أن نقل القاعدة يعتبر مهمة لوجيستية صعبة كما أن تلميع صورة السعودية والإمارات في أمريكا مهمة يصعب التسويق لها. فالسعودية لديها سجل فقير في حقوق الإنسان وشارك عدد من أبنائها في هجمات أيلول/ سبتمبر 2001. والإمارات كذلك، وأظهر تقرير للوكالة أن أبو ظبي تدير "سجونا سرية" في اليمن حيث يتم تعذيب المعتقلين.

ورغم التحديات السعودية وسجلها في حقوق الإنسان فإن توقيت الشريكين كان في وقته حيث اعتبر ترامب والجمهوريون في واشنطن السعودية المرجح ضد التأثير الإيراني. وكتب برويدي إلى نادر قائلا إنه يحقق تقدما، وكتب متفاخرا بأنه أقنع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، النائب الجمهوري عن كاليفورنيا إيد رويس بدعم مشروع قانون معاد لقطر. وقال إن "هذا أمر مهم جدا"، وزعم أنه أقنع رويس وحول موقفه من ناقد للسعودية إلى ناقد لقطر. وكشفت الوكالة أن برويدي قدم للمرشحين الجمهوريين وقضاياهم حوالي 600,000 دولار من بداية عام 2017 وحصل رويس على النصيب الأكبر. وقالت كوري فريتز المتحدثة باسم النائب رويس إن سجل اللقاء يشير لنقده البلدين وأنه لم يغير موقفه. وتفاخر بأنه جعل رويس يمدح الجنرال السعودي أحمد حسن محمد العسيري. وفي نهاية آذار/ مارس كتب نادر قائلا إنه أجرى "لقاء ممتازا وعظيما" مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وإن منظور العقود بمليار الدولارات أصبح جيدا. وكتب "كان إيجابيا في المجمل" وقال الأمير إن عليهما مناقشة الخطط مع "الجنرال أحمد".

اللوبي

وكانت الأموال من أجل اللوبي أمرا آخر فقد طلب نادر 2.5 مليون دولار تدفع على دفعتين من شركته في الإمارات عبر شركة كندية اسمها "إكسيمن إنفستمنت ليمتيد" والتي كان يديرها صديق لبرويدي حسب رجل عارف بالعقد. وبعد ذلك تم تحويل الأموال لحساب برويدي في لوس أنجلوس. وتضيف أن العقد ترك أثرا مشوشا، أن الأموال للعمل السياسي في واشنطن جاءت من نادر في الإمارات. وقال عدد ممن تلقوا الأموال من برويدي في واشنطن إنهم كانوا جاهلين لعلاقة نادر بها.

 

وفي حديث الوكالة مع برويدي قال إنه لم يكن يسأل عن السبب الذي حولت فيه المبالغ من خلال كيان أجنبي حيث اكتشف بعد ذلك مخاطر عدم التسجيل كوكيل أجنبي. وهناك ثلاثة من المستشارين لترامب سجلوا كوكلاء أجانب، مايكل فلين الذي كانت له مصالح مع تركيا ورئيس حملته بول مانفورت ونائبه ريك غيتس اللذان كانت لهما مصالح في أوكرانيا. لكن نادر لم يرعو حيث رحب برويدي بجهوده المعادية لقطر وظل يقول: "استمر في دق رؤوس أولاد الحرام".

حملة لا تصدق

ومعه المال قدم برويدي لنادر خطة يمكن أن تزيد الضغط على القطريين. وأقنع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية بتنظيم مؤتمر معاد لقطر. وقال برويدي إن هناك 200 مقال كلف بها أشخاص للكتابة في المؤسسة ومراكز بحث أخرى معادية لقطر. وقال مارك دوبوفيتز، مدير المؤسسة إن برويدي أكد له أن الأموال لم تأت من الخارج وأن لا عقود لديه في الخليج.

وفي 21 نيسان/ إبريل أرسل نادر مسودة لمقال رأي يظهر أثر الحملة وعليه علامة "سري". وبعد يومين ظهر مقال في "وول ستريت جورنال": "وجها قطر: الحليف الشرق الأوسطي المشكوك به". وكتبه الجنرال المتقاعد من سلاح الجو تشارلس وولد ودعا فيه لنقل القاعدة من قطر، وكتب وولد أن "الإمارات ستكون المكان المنطقي". وما لا يعرفه الكثيرون أن وولد مذكور في الوثائق كجزء من فريق برويدي في "سيركانس" التي تقوم بتقديم عروض للسعودية. وعندما سئل عن سبب ظهور تضارب المصالح في مقاله نفى وولد أن يكون عمل مع برويدي: "لم أكن جزءا من الفريق ولا يمكنني الحديث حول هذا التوثيق". ويقول مصدر عليم طلب عدم ذكر اسمه إن وولد كان على علاقة بخطط برويدي في السعودية وكان سيسافر معه لولا تضارب في المواعيد. وفي الرسائل الإلكترونية المسربة ورد اسمه أكثر من أربعين مرة.

ونظم مؤتمر مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في 23 أيار/ مايو في فندق فيرمونت بواشنطن. وتزامن مع عدد من القصص المعادية لقطر والتي ضمنها برويدي في قائمة للأميرين. وكان الشريكان في حالة من النشوة عندما زار ترامب السعودية قبل أي من حلفائه الأوروبيين. وبعد أسبوعين من الزيارة بدأ حصار دبلوماسي واقتصادي على قطر. وكان الموقف الأمريكي غير واضح، فمن جهة دعم ترامب الحصار فيما حاول المسؤولون التأكيد من جهة أخرى أن أمريكا لا تدعم طرفا.

وفي نهاية أيلول/ سبتمبر رتب برويدي أهم اللقاءات التي كان يسعى لها أي لوبي في واشنطن: لقاء مع الرئيس نفسه في مكتبه. وقبل المقابلة كتب نادر مجموعة من المقترحات لبرويدي كنا تظهر رسالة إلكترونية متحدثا عن الأهداف المتعددة: إنشاء قوة مسلمة وإبعاد الرئيس عن التدخل في قطر وترتيب لقاء سري بين ترامب وولي عهد أبو ظبي. وكتب نادر أن الأميرين "يعتمدان عليه لتوصيلها بصراحة ووضوح". وقال نادر إن اللقاء في حد ذاته تاريخي "والاستفادة من هذا الرصيد لا تقدر بثمن" وطلب من برويدي أن يتحدث للرئيس عن علاقته بوليي العهد: "أكون ممتنا لو ذكرت دوري للرئيس" و"علاقتي القوية مع الصديقين الكبيرين" ابن زايد وابن سلمان. وبعد اللقاء كتب برويدي لنادر أنه أوصل الرسائل ونصحه بالابتعاد عن قطر وخطط شركته بناء قوة مسلمة. 

وكتب برويدي: "الرئيس ترامب متحمس". وسأل الرئيس عن الخطوة المقبلة فأجاب بأنها مقابلته لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد فوافق الرئيس على الفكرة الجيدة. ورغم كل هذا فقد كان نادر يريد أمرا أكبر من هذا وهي صورة تجمعه مع ترامب، مطلب كبير من رجل متهم بانتهاك الأطفال. وكان برويدي سيدير مشاركة حفلا للجنة القومية في الحزب الجمهوري في دالاس في 25 تشرين الأول/ أكتوبر إلا أن المخابرات رفضت لقاء نادر مع ترامب. ولا يعرف إن كان هذا مرتبطا بإدانته السابقة. وكتب برويدي لرئيس طاقم البيت الأبيض جون كيلي للتدخل نيابة عن صديقه "جورج نادر" وقال إن واحدة من شركاته تقوم بالتدقيق الأمني للحكومة الأمريكية و"قمنا بفحص كل قواعد البيانات بما فيها أف بي آي وإنتربول ولم نجد أية مشكلة تتعلق بمستر فادر".

 

أما الأمر الآخر فقد شرطت اللجنة القومية للحزب الجمهوري أن لا صور مع الرئيس بدون تبرعات. واقترح برويدي على نادر التبرع بما بين 100,000 و250,000 دولار. ولا يعرف كيف تم حل الخلاف ولا تظهر سجلات اللجنة تبرعا من نادر أو فادر لكن برويدي تبرع في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر بـ189,000 وهو أكبر مبلغ يدفعه للجنة. وكانت النتيجة هي صورة نادر مع الرئيس ترامب.

 

وبعد كل هذه الجهود جاء وقت زيارة برويدي للإمارات، فقد ناقش مع نادر التشارك في الأرباح وبدأ خططه لإنشاء  شركة فرعية لسركينس. وخطط برويدي لزيارة أبو ظبي في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر للانتهاء من العقود في الإمارات حيث سيتستضيف محمد بن زايد سباق "فورمولا ون". ولكن الزيارة ستكون علنية كما حذره نادر: "أعتقد يا صديقي أنه ليس من الحكمة رؤيتك في هذه المناسبة، خاصة مع وجود الكثير من الصحافيين من روسيا ودول أخرى.


والتقى برويدي ترامب مرة أخرى في 2 كانون الأول/ديسمبر، وكتب لنادر أن ترامب لديه موقف معجب من قيادة ولي العهد. وعرض مساعدته في خطة السلام التي يعمل عليها جاريد كوشنر، مع أن ترامب لمي قل إن شريكه  يحتقر الخطة وصهره.


وكتب نادر لبرويدي:"عليك ان تسمع ما يقوله الامراء ويفكرون به عن "الأمير المهرج"، وجهوده وخطته"، و"لا أحد يريد أن يضيع وقتا معه لشرب فنجان قهوة". وبعد أيام من لقاء برويدي ترامب منحت الإمارات لشركته وشركائه عقدا أمنيا بـ 600 مليون دولار على مدى 5 أعوام. أما عقد القوة المسلمة فسيكون أكبر بشكل يجعل المغامرة الخليجية بقيمة مليار دولار.


وكان برويدي يخطط للقاء ترامب مرة ثالثة في منتجعه "مار- إي- لاغو" ليحتفل معه بالسنة الجديدة. وكان نادر سيحضر الحفلة لولا أن المبلغ الأولي للصفقة الامنية تأخر، فأجل  زيارته ليوم كي يتأكد من تحويله. في 17 كانون الثاني/يناير وصلت الدفعة الأولى لبرويدي وهي  36 مليون. "ممتاز" رد نادر قائلا: "هذه الأولى من بين الكثير".


وعندما هبط نادر في مطار دالاس خارج واشنطن كان هناك فريق من محققي أف بي آي بانتظاره وتم تجريده من أجهزته الإلكترونية ووافق على التعاون. ولا يُعرف شيء عن طبيعة ما اتفق عليه, ويعتقد أنه الرابطة بين حملة ترامب والمستثمر الروسي الذي حضر اجتماع سيشل.


وبدأت الأمور تتدهور بالنسبة للشريكين، فبعد نشر صحيفة  "نيويورك تايمز" و"أسوشيتدبرس" تقارير مسربة عن محاولات برويدي استخدام نفوذه في البيت الأبيض للحصول على عقود في الشرق الأوسط وافريقيا وآسيا. ورد برويدي بتقديم دعوى قضائية ضد قطر في آذار/مار  متهما إياها بحملة تشويه. وردت الدوحة بالقول إنه هو الذي قام بحملة دعاية ضدها.


 وفي 9 نيسان/إبريل تلقى ضربة أخرى عندما داهم  أف بي آي مكتب مايكل كوهين، محامي ترامب وتبين أن برويدي كان من عملاء كوهين. فقد أقام برويدي علاقة عاطفية مع واحدة من عارضات بلاي بوي، شيرا بيشارد، وحملت منه وأجهضت ووافق برويدي على دفع 1.6 مليون لمساعدتها طالما لم تبح بالسر. واعترف بالعلاقة واعتذر لزوجته واستقال من اللجنة القومية للحزب الجمهوري. وفقدت الحملة ضد قطر زخمها ولا يوجد هناك ما يشير لنقل القاعدة من قطر إلى الإمارات. وطالب وزير الخارجية مايك بومبيو الدول وقف المماحكات غير الضرورية. وفي الأسبوع الماضي أعلنت السعودية عن قطع علاقاتها مع برويدي ونادر، ولكن ماذا عن العقد الذي وقعه برويدي مع الإمارات؟