ملفات وتقارير

ما موقف العرب من المواجهة المحتملة بين إيران وإسرائيل؟

التهديدات بشن حرب تتواصل بين إسرائيل وإيران- عربي21

ما زالت التهديدات بشن حرب بين إسرائيل وإيران متواصلة، في أعقاب عمليات استهداف تعرضت لها قواعد وقوات إيرانية في سوريا،  كان آخرها قصف مستودع للذخيرة والصواريخ في ريف حماه، قيل أن عناصر من الحرس الثوري الإيراني كانوا يتواجدون فيه.


ومع تصاعد حدة التصعيد الإعلامي بين الجانبين وتوقعات احتمال نشوب حرب، تبرز تساؤلات عن موقف العرب من هذه المواجهة التي _إن حدثت_ تعتبر المرة الأولى بين إسرائيل ودولة غير عربية، خاصة في ظل التباينات التي يشهدها الموقف العربي تجاه إيران وإسرائيل على حد سواء.


ويتواصل التهديد الإسرائيلي؛ بعيد تفويض منحه الكنيست الإسرائيلي لرئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، ووزير الحرب، أفيجدور ليبرمان، يسمح لهما باتخاذ قرار الحرب أو بدء عملية عسكرية دون الرجوع إليه أو لمجلس الوزراء.


وجاءت موافقة الكنيست على القانون في نفس اليوم الذي عرض فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، ما وصفه بأدلة دامغة على مواصلة إيران تطوير برنامج نووي عسكري.


في المقابل، قال نائب رئيس الحرس الثورية الإيراني العميد حسين سلامي الجمعة، إن "القوات المسلحة الإيرانية أياديها على الزناد وصواريخها جاهزة للإطلاق، مؤكدا "نستطيع استهداف المصالح الحيوية للأعداء في أي مكان نريد"، بحسب تعبيره.


وهدد سلامي في تصريحات نشرتها وكالة مهر للأنباء الإيرانية، إسرائيل بالقول: "نحن نعرفكم جيدا، وأنتم معرضون للضرر كثيرا، فليس لديكم عمق ولا نقطة ارتكاز، وأنتم محاصرون في أي مكان من الأراضي المحتلة من الشمال والغرب".

 

اقرأ أيضا: هل ستنشب مواجهة عسكرية قريبة بين إسرائيل وإيران؟

وتعكس تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، أدلى بها لصحيفة (إيلاف) السعودية، مدى التفاهم بين إسرائيل ودول عربية بعينها، حين قال إن هناك تفاهما مع دول عربية لم يسمها، على نسبة 75% من الأمور، في إشارة على ما يبدو إلى وحدة في الموقف تجاه إيران.


لكن هذه التصريحات ربما لا تتفق مع وجود كتلة عربية ليست قليلة ما زالت تحافظ على الموقف التاريخي تجاه إسرائيل، فمثلا العراق وسوريا ومنظمات مثل حزب الله وحماس ما زالت تناصب العداء لتل أبيب، فضلا عن دول عربية أخرى ما زالت تحافظ على ذات الموقف.


وفي هذا الإطار قال المحلل السياسي جواد الحمد إنه لا تجرؤ أي دولة عربية على إعلان وقوفها مع إسرائيل ضد طرف آخر صراحة، مشيرا إلى أن ما قاله ليبرمان في هذا الصدد غير دقيق ولا يعبر عن الواقع.

وقال الحمد: "لا أتوقع أن تنشب حرب بين إسرائيل وإيران وهذه حرب باردة بين الطرفين فإسرائيل وإيران غير معنيتين بحرب إطلاقا في هذا التوقيت بالذات، خاصة وأن الطرفين الأمريكي والأوروبي يحولان دون اندلاع أي حرب".


لكن الحمد أكد في حديث لـ"عـربي21" أن الموقف العربي متباين بشدة تجاه ذلك، وهناك دول عربية تتمنى أن تضرب إيران، وهي أمنيات عاطفية ليس فيها أي حسابات عسكرية أو سياسية.


ورأى أن الوضع الاستراتيجي القائم في المنطقة لا يسمح بنشوب مواجهة بين ايران وإسرائيل، لأن المعارك التي تجري مع ايران بالوكالة في عدة جبهات في كل من العراق وسوريا واليمن هي معارك ليست كافية فقط، بل تفوق قدرة المنطقة العربية على التحمل، وتصب بشكل مباشر في صالح الاحتلال الإسرائيلي.

 

اقرأ أيضا: مسؤولون أمريكيون: إسرائيل تستعد لضرب إيران.. ونتنياهو ينفي

وعن تباين المواقف الرسمية العربي عن الشعبي تجاه المواجهة  بين إسرائيل وايران قال: "الأنظمة العربية لا تضع مواقف شعوبها في أب ميزان، وهي تتخذ مواقف وفق مصالحها الخاصة وعبر ضغوط تتلقاها من القوى الدولية، ولا تعتد بالرأي العام في دولها".


ولفت إلى أن الربيع العربي كان التجربة الأولى للتأثير الشعبي في السياسات العامة للأنظمة، لكن الانقلابات على الثورات العربية أعاد الكرة للمربع الأول مرة أخرى.