صحافة إسرائيلية

أكاديمي إسرائيلي: غزة تشهد مجزرة وإسرائيل"تشيطن" الفلسطينيين

كسايف قال إن ما تشهده حدود غزة هو مذبحة ضد الأبرياء- تويتر

قالت القناة 20 الإسرائيلية، إن ضجة شهدتها الأوساط الإسرائيلية عقب وصف محاضر جامعي في أكاديمية تل أبيب-يافا لما يحدث في قطاع غزة بأنه مجزرة بحق الأبرياء الفلسطينيين.


ونقلت في تقرير ترجمته "عربي21" عن البروفيسور عوفر كسايف أن النقاش الذي تشهده إسرائيل حول مسيرات غزة الحالية؛ يشير إلى أن حكومتها أنتجت شرعية لقتل العرب، ما يعني تدحرج الوضع فيها لما شهدته ألمانيا قبل ثمانين عاما، ومهد الطريق لحصول المحرقة النازية.


وأوضح في محاضرة له أمام طلاب الأكاديمية أن ما تشهده حدود غزة هو مذبحة ضد الأبرياء، لأن جزءا كبيرا وغالبية ممن قتلوا هناك بنيران القناصة الإسرائيليين، لم يكونوا مسلحين، ولم يهددوا حياة الجنود الإسرائيليين بالخطر، لكن الجنود أطلقوا النار عليهم كما لو كانوا "كالبط في مرمى الصيد".


وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية أوجدت أجواء تمنح الشرعية لقتل العرب، وهي ذاتها الأجواء التي شهدتها ألمانيا قبل ثمانية عقود حين تم التمهيد لحدوث الهولوكوست، مطالبا الطلاب بأن يرفعوا أصواتهم ضد من وصفهم بالمجرمين، متسائلا: "ألا تشكل ما تشهده غزة من أحداث مصدرا لخجل الإسرائيليين؟".


وفي حين اتهم كسايف وزير التعليم نفتالي بينيت بأنه يجري غسيل دماغ  للطلاب الإسرائيليين، واصفا إياه بالفاشي، اعتبر وزيرة القضاء آيليت شاكيد بأنها "أحد معالم النازية الجديدة"، ما دفعها لتقديم شكوى ضده إلى الشرطة.


الجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يعبر فيها كسايف عن مثل هذه المواقف، فقبل عدة أشهر قارن بين القوانين التي تسنها الحكومة الإسرائيلية بما كانت تقوم به ألمانيا النازية في سنوات الثلاثينيات، معتبرا أن من لا يرى هذا التشابه بين الدولتين في هاتين الحقبتين، فإنه يعاني من مشكلة في النظر، وسيكون مسؤولا عما قد يحصل في هذه البلاد مستقبلا. 


سكرتير عام منظمة بيتسيلم لحقوق الإنسان حاغاي إلعاد قال أنه رغم السياسة الإسرائيلية الحالية تجاه مسيرات غزة، فإنها لن تمحى عن الوعي الإنساني ولا الخارطة السياسية، معتبرا أن ما تقوم به الآلة الدعائية الإسرائيلية من تقزيم لأحداث المسيرات المتواصلة للجمعة الثالثة على التوالي غير مجد، لأن المزاعم التي تروجها إسرائيل حول أسباب هذه المسيرات غير دقيقة. 


وأضاف في مقاله على موقع "محادثة محلية" ترجمته "عربي21" أن ما تعيشه غزة من معاناة وظروف صعبة لا يهم الإسرائيليين، الذين يرون أن الحل الوحيد دائما هو العنف، والعنف فقط، لكن مسيرات العودة أثبتت مجددا أن غزة لن تمحى، ولن يتم شطبها.


وقال: "هناك مليونا إنسان موجودون في غزة، ويعيشون كالأسرى في سجن أقامته إسرائيل، ويبدو أن بقاء اعتقالهم فيه هو أمل ورغبة يفكر بها سجانوهم، ما يجعل الإسرائيليين يبدون استغرابهم متسائلا، فهل الأسرى يحتجون ويتظاهرون؟".

 

اقرأ أيضا: شهيد ومئات الجرحى في جمعة "حرق العلم" بغزة (بث مباشر)

وأوضح أن سياسة الحكومة الإسرائيلية بمنع إدخال إطارات السيارات لغزة، وتهديد أصحاب الحافلات بمنع نقل المتظاهرين، إجراءات لا معنى ولا جدوى لها، موجها سؤاله للإسرائيليين: "ماذا كنتم ستفعلون أنتم في منطقة كقطاع غزة تعيش أكثر من عقد من الزمان في أجواء حصار محكم، وازدحام سكاني كبير، بدون ميناء بحري أو مطار جوي، بدون عمل أو أمل أو مستقبل، يعتمدون فقط على المساعدات الإنسانية التي تحمل في ثناياها مخاطر عدم الاستقرار، حتى أن التيار الكهربائي يأتي عدة ساعات فقط في اليوم الواحد، وكذلك المياه ملوثة.؟


واتهم إلعاد ماكنة الدعاية الإسرائيلية بأنها تتعامل مع الجمهور الإسرائيلي كمجموعة من السذج الأغبياء، من خلال اعتبار المليوني إنسان في غزة ليسوا من بني البشر، بل جميعهم مسلحون قتلة، لا ينفع معهم إلا إطلاق النار الحي في كل يوم جمعة، يسقط فيها عشرات القتلى ومئات الجرحى، وتفجير القذائف والصواريخ بين عامين وثلاثة، ما يسفر عن سقوط آلاف القتلى.


وختم بالقول: "هل بهذه الطريقة العنيفة يمكن التعامل مع الوضع في غزة، هل هذه النظرية والإستراتيجية الإسرائيلية تصلح للمستقبل؟".


الخبير بالشؤون العربية شلومي ألدار قال إن شريط الفيديو الذي انتشر مؤخرا لجنود يحتفلون وهم يطلقون النار على صبي فلسطيني قرب حدود غزة نتيجة طبيعية لما وصفها عملية شيطنة للفلسطينيين يتلقاها الجنود الملتحقون حديثا بصفوف الجيش.


وأضاف في مقاله على موقع يسرائيل بلاس، ترجمته "عربي21" أنه ألقى محاضرة مؤخرا أمام عدد من الشبان اليهود الذين سيلتحقون بالجيش عما قريب، لكن محاضرته تم إيقافها عدة مرات بهتافات: الموت للعرب، وعبروا عن رغبتهم بالالتحاق بالوحدات القتالية في الجيش بهدف قتل أكبر عدد ممكن من العرب، مضيفا: "هذه هي الرسالة الأساسية التي يسعون لتحقيقها".