ملفات وتقارير

ماذا تعني مطالبة "سلامة" بدستور ليبي قبل الانتخابات؟

طالب المبعوث الأممي بضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية- جيتي

أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية في ليبيا بعد الاستفتاء على الدستور، أو من خلال إجراء تعديل الإعلان الدستوري الحالي.


وقال سلامة، خلال مشاركته في الملتقى الوطني الليبي في العاصمة طرابلس، إن "الاتفاق السياسي ساري المفعول إلى حين إقرار دستور وإجراء انتخابات، مضيفا أن "عناصر خطته لحل الأزمة الليبية تكمل بعضها البعض"، كما قال.

 

تدخلات

 

وطالب المبعوث الأممي بضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حتى تتم الانتخابات ويحدث الاستقرار، دون التطرق إلى هذه التدخلات أو طبيعتها".

 

وفي تصريحات سابقة، شدد سلامة على أن "المؤسسات في ليبيا ملزمة بإصدار التشريعات اللازمة للانتخابات بطريقة متسقة مع الاتفاق السياسي".

 

ورأى مراقبون أن "تصريحات سلامة الأخيرة حول الاستفتاء على الدستور قبل الانتخابات هي رسالة ضمنية للبرلمان الليبي؛ حتى ينجز الأمر سريعا، وإلا سيتجاوزه المجتمع الدولي، في حين رأى البعض أن سلامة وبعثته يحصرون نجاحهم في ليبيا في إتمام الانتخابات.

 

والسؤال: هل سينجح "سلامة" في الضغط على البرلمان لإصدار مسودة الدستور قبل الانتخابات؟ ومن يقصد بالتدخلات الخارجية؟

 

"مرحلة انتقالية"

 

من جهته، رأى المدون الليبي، فرج كريكش، أن "غسان سلامة يرى أن اتفاقات "الصخيرات" وكل الجدل الذي حوله إنما هو لفض النزاع في مرحلة انتقالية قصيرة جدا، وبالتالي فإنه يسعى لتجاوز الفترة الانتقالية برمتها".

 

وأوضح، في تصريحات لـ"عربي21"، أن "المبعوث الأممي يسعى لتطبيق ذلك من خلال إنجاز مشروع الدستور واستحقاق انتخابي ينهى مسلسل المراحل الانتقالية، الذي أصبح أطول من المسلسلات "المكسيكية"، حسب تعبيره.

 

تنازع على الدستور

 

وقال الصحفي الليبي، محمد عاشور، إنه "لا قيمة لتصريحات سلامة ما لم تكن هناك إرادة ليبية لإنهاء الأزمة وفك الارتباط بدول الأزمة في ليبيا، والاستفتاء ثم الذهاب إلى الانتخابات ليس هو حلها، إنما الحل في بناء مشروع وطني يعطي كل مكونات المجتمع الليبي حقوقه".

 

وأضاف لـ"عربي21": "لا يزال الليبيون متنازعين على مواد الدستور، لهذا يرجئون الاستفتاء عليه، ولا يزال البعض يعتقد أن الانتخابات ما هي إلا عملية ترحيل وتمديد؛ لعمر الأزمة لعدم تفاهم المتنازعين سياسيا على تقديم مشروع وطني جامع"، وفق رأيه.

 

فشل الاتفاق

 

لكن الناشط السياسي الليبي، محمد مراجع، أكد أنه "من الضروري أن يطالب "سلامة" البرلمان بالإسراع في إنجاز قانون الاستفتاء؛ تمهيدا للانتخابات بعدها، لكن أن يضع بجانب ذلك خيار تعديل الإعلان الدستوري فهذا غير مقبول، ومحاولة منه لإرضاء أطراف محلية ودولية".

 

وحول إصرار سلامة على إجراء الانتخابات نهاية هذا العام، قال لـ"عربي21": "هذا الإصرار هو اعتراف ضمني منه بفشل الاتفاق السياسي ودخول البلاد في حالة جمود سياسي، ولهذا يرى أن الانتخابات هي الحل لكسر هذا الجمود"، وفق قوله.

 

وتابع: "وبخصوص تصريحه عن التدخلات الخارجية، فهو يقصد بعض الدول الخليجية والعربية التي جعلت من ليبيا ساحة لحروبها ومشاريعها التي تعرقل عملية الحل والاستقرار في البلاد".

 

ورأى الباحث الإعلامي من الشرق الليبي، عاطف الأطرش، أن "إجراء استفتاء على مسودة الدستور رغم عيوبه يظل خيارا أفضل من إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية دون دستور، والمسودة ليست نصوصا قرآنية، ويمكن تعديلها فيما بعد وفق الإجراءات التشريعية".

 

واستدرك قائلا: "لكن إن حدث وأقيمت هذه الانتخابات دون دستور، فما هي الضمانات المرجعية لتحديد سلطات الرئيس والبرلمان على سبيل المثال"، حسب تعليقه لـ"عربي21".

 

البحث عن إنجاز

 

وأكد الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير، أن "المبعوث الأممي يبحث عن أي إنجاز في مهمته، والخروج من المرحلة يستدعي إما استفتاء على مسودة الدستور، أو الذهاب إلى انتخابات جديدة بعد تعديل الإعلان الدستوري، لتدخل البلاد مرحلة انتقالية ثالثة".

 

وحول طبيعة التدخلات الخارجية التي صرح "سلامة" بها، قال الكبير لـ"عربي21": "الجهات التي يقصدها هي الدول المنخرطة في الصراع الليبي وتعيق تقدم الحل السياسي"، بحسب رأيه.