صحافة دولية

التايمز: لهذا سيكون خروج أمريكا من سوريا خطأ جسيما

التايمز: خروج أمريكا من سوريا سيكون خطأ جسيما- جيتي

تقول صحيفة "التايمز" البريطانية إن قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، سيكون خطأ جسيما، مشيرة إلى أنه قرار مبني على اعتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الحرب على تنظيم الدولة تقترب من نهايتها.

 

وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا سيفسح المجال واسعا أمام تركيا وروسيا وإيران لإعلان انتصارها على الولايات المتحدة، لافتة إلى الاجتماع الثلاثي في أنقرة بين قادة تركيا وروسيا وإيران؛ لتنسيق جهودها من أجل حماية نظام الرئيس بشار الأسد، من السقوط، ومن أجل تحديد مناطق نفوذ كل دولة، وأهم من هذا كله إخراج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط.

 

وتلفت الصحيفة إلى أن "الثلاثي التركي الروسي الإيراني ليس على قلب رجل واحد، بل لدى كل دولة أجندة وخلافات، وتنافس على المصالح في سوريا، وما يجمع بينها هو استبعاد الولايات المتحدة".

 

وتقول الافتتاحية إن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حريص على توقيع وتسليم النظام الصاروخي (أس- 400) لتركيا، على الرغم من أنها دولة عضو في حلف شمال الأطلسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحاجة إلى تعاون مع روسيا؛ لضرب مواقع المليشيا الكردية، أما إيران فهي معنية بإنشاء وتأمين طريق يمر عبر سوريا، ويربط بين أصدقائها في العراق وحزب الله الذي ترعاه في لبنان".

 

وتحذر الصحيفة من خروج القوات الأمريكية من سوريا، وترى أنه خطأ جسيم، مشيرة إلى أنه قرار مبني على اعتقاد ترامب أن الحرب على تنظيم الدولة تقترب من نهايتها.

 

إلا أن "التايمز" ترى أن "هذا الانسحاب سيترك فصائل المعارضة السورية دون سند، ويسمح بسحق الأكراد، ويعمق الأزمة الإنسانية في البلاد، ولن يكون هناك أي أمل في إرساء الديمقراطية، وكل ما يفعله نظام الأسد هو تنفيذ الأوامر الصادرة من موسكو وطهران".

وتعتقد الافتتاحية أن "أمن الأردن، الذي يعد حليفا مهما للولايات المتحدة في المنطقة سيتعرض للخطر، وقد تتحول المعارضة السورية إلى نسخة جديدة من تنظيم الدولة أو أي من الجماعات المتطرفة".

 

وتجد الصحيفة أنه "من الصعب معرفة كيف سيحسن هذا موقف الولايات المتحدة في العالم أو المنطقة، ومع ذلك فهذا هو نتاج للسياسات الأمريكية غير الناضجة والمتعجلة في الشرق الأوسط، فمع مضي 15 شهرا على رئاسة ترامب فإن هذه السياسة تصل إلى قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتفكيك الاتفاق النووي مع إيران، وتحسين العلاقات مع السعودية". 

 

وتستدرك الافتتاحية بأنه "رغم أن هذه السياسات تبدو عقلانية، ويمكن الدفاع عنها، إلا أنها لا تصل إلى حد سياسة متماسكة، وسيواجه ترامب احتجاجا من القيادة العسكرية لو قرر فعلا مغادرة سوريا بشكل سريع، رغم تأكيده أن ما يقوم به هو الوفاء بما تعهد به أمام الناخبين قبيل انتخابه، فالأمريكيون يعانون من إجهاد الحرب، والرئيس يقوم بالوفاء بوعده ضمن جهوده جعل أمريكا عظيمة، إلا أن هذا الهدف سيكون دون معنى في حال فشلت واشنطن في القيادة في الخارج". 

 

وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول: "لو تخلت أمريكا عن الحقول الأجنبية بسبب تعقيداتها وثمنها، فإنه لن يكون لها صوت عندما يتم بحث مستقبل سوريا على طاولة المفاوضات".