صحافة دولية

كيف تحمون أطفالكم من الاستغلال الجنسي؟

أ ف ب

نشرت صحيفة "خبر ترك" التركية تقريرا، تحدثت فيه عن الاستغلال الجنسي للأطفال وكيفية التعامل مع هذا الموضوع من قبل الوالدين.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الاستغلال الجنسي يحيل إلى استخدام الضحية كأداة ووسيلة لإشباع الرغبات الجنسية. كما أن هذا الاستغلال لا يقتصر على الملامسة البدنية، وإنما قد يحدث من خلال الإيحاءات والتصرفات والإشارات وغيرها.

ونقلت الصحيفة وجهة نظر أخصائية تنمية الطفل، أسين سليم أوغلو، حول موضوع الاستغلال الجنسي، التي ذكرت أن تأثير الاستغلال الجنسي على الأطفال شبيه بتأثير الكرة المتدحرجة، أي إن استغلال الطفل لأول مرة قد يؤدي لاستغلاله مرات أخرى. كما أنّ الطفل الذي يتعرض للاستغلال الجنسي ويكبر دون معالجة آثار ذلك، سيقوم بدوره باستغلال الأطفال جنسيا عندما يكبر.

 

اقرأ أيضا: جمعية لحماية الأطفال تحذر من طرق استغلالهم

 

وأوردت الصحيفة على لسان أسين سليم أوغلو أن حالات استغلال الأطفال من قبل البالغين في ازدياد مضطرد في العالم. وفي هذا الصدد، يمكن أن ينقسم الاستغلال لعدة أقسام على غرار الاستغلال البدني والنفسي والجنسي والاقتصادي، وغيرها. وتشير الإحصائيات إلى أن 2.5 مليون طفل وطفلة دون سن الخامسة عشرة تعرضوا للاستغلال الجنسي في 28 دولة أوروبية خلال عام 2017، وهو ما يدل على أن مشكلة الاستغلال الجنسي للأطفال لا تقتصر على الدول النامية.

وأوضحت الصحيفة نقلا عن الأخصائية التركية أن الأطفال يحاولون على الدوام إخبار الوالدين بتعرّضهم للاستغلال الجنسي سواء على يد المعلمين أو الأقارب أو غيرهم. ويحاول الأطفال القيام بذلك من خلال الإشارات غير المباشرة، والجمل غير الواضحة، واستخدام الجمل الشرطية، غير أن الطريقة المثلى لمعرفة ذلك تتمثل في الأعراض التي قد تظهر على الطفل إذا تعرض لحالة من حالات الاستغلال الجنسي.

وكشفت الصحيفة، وفقا لأسين سليم أوغلو، أن الأعراض تتمثل أساسا في التغير الذي يطرأ على سلوك الطفل، من خلال مواجهة صعوبة في الجلوس والمشي، وظهور احمرار وانتفاخ في المناطق التناسلية. خلافا لذلك، يتمثل العَرَض الرئيسي في التغيير المفاجئ في سلوك الطفل.

فعلى سبيل المثال قد يكون الطفل في ذلك اليوم مرحا ونشطا، وفجأة يُلاحظ هدوؤه وخوفه وقلقه وتوتره، ويجب أن يدفع ذلك بالآباء إلى التحري حول الأمر.

وأكدت الصحيفة نقلا عن الأخصائية أنه من الضروري أن يحصّن الأهل أطفالهم من الاستغلال الجنسي، لأنّ ذلك هو العنصر الأهم في موضوع حمايتهم من الوقوع بين براثن المنحرفين. ويتم ذلك من خلال توعية الطفل منذ نشأته بضرورة حماية خصوصيته المتعلقة بالأعضاء التناسلية. ويحدث ذلك أساسا من خلال احترام الأسرة للطفل ولمشاعره. وإذا نشأ الطفل على احترام الأهل لهذا الجانب، فسيقوم برد فعل في حال تعرض لشيء غير مألوف ينتهك خصوصيته، وربما يُخبر أهله أيضا.

وعن أكثر الأشخاص استغلالا للأطفال جنسيا، كشفت أسين سليم أوغلو أن الذين يستغلون الأطفال جنسيا ليسوا أناسا أشرارا ويظهرون بمظهر مخيف ولباس متسخ، وإنما أكثر من يستغل الأطفال جنسيا هم أقارب الطفل والمحيطون به، من البالغين وكذلك المراهقين. وبناء على ذلك، وّجهت الأخصائية نصائح للآباء للاهتمام بأبنائهم وذلك من خلال منعهم من البقاء لفترة طويلة بصحبة المراهقين، وأن يكونوا متيقظين قبل إرسال أطفالهم للمبيت خارج المنزل سواء عند الأقارب أو مع أصدقائهم الذين يكبرونهم سنا، وأن يمنعوا بقاء طفلهم وحيدا مع البالغين.

وأضافت الصحيفة على لسان الأخصائية أنه بإمكان الوالدين توعية الأطفال ابتداء من سن الثلاث سنوات حول هذا الأمر، من خلال تعليمهم وتصنيفهم للحركات من قبيل: "اللمسة العادية"، "واللمسة المسيئة"، "وخصوصية المناطق التناسلية". وأكدت أسين سليم أوغلو على المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الدول لحماية الأطفال، من خلال توعية الأهل والأطفال حول هذا الموضوع، وإضافة مادة في المدارس الابتدائية تتمحور حول الخصوصية، وأن جسد الطفل خاص به، ولا يحق لأحد المساس به.

وحول كيفية تعامل الأهل في حال تعرض طفلهم لاستغلال جنسي، أفادت أسين سليم أوغلو بأن على الوالدين تلقّي التعليمات والنصائح من المختصين في هذا الشأن، لأن مثل هذه الحادثة لا تؤثر على الطفل فحسب، بل تؤثر على الوالدين في حال لم يقوما باتباع طرق العلاج السليمة. ويتوجب على الأبوين عدم محاولة معرفة ما وقع بالتفاصيل، لأن كل معلومة إضافية تشكل ثقلا نفسيا سلبيا وإضافيا على الوالدين والطفل. لذلك، من الأفضل أن يتم التوجه للأطباء والمختصين في علم النفس لتجاوز هذه الحادثة.

 

اقرأ أيضا: محاكمة سويسري بتهمة استغلال 80 طفلا جنسيا في تايلند

وأضافت الصحيفة وفقا للأخصائية أن على الوالدين الاستماع للطفل بكل هدوء، وعدم استخدام أي جملة تُشعره بالذنب، كأن يقولا له: "كيف لك أن تذهب معه؟" أو "كيف سمحت له أن يفعل ذلك؟". فضلا عن ذلك، يجب أن يتحدث الطفل دون الشعور بالخوف والقلق من ردة فعل والديه، ويتطلب ذلك صبرا من الوالدين وتفهّما لحالة الطفل النفسية. كما أن عدم معالجة موضوع الاستغلال الجنسي للأطفال في وقت مبكر سيتسبب في ظهور آثار سلبية ستنعكس عليهم لبقية حياتهم. ولذلك، تقع مسؤولية كبيرة على الأبوين للتعامل مع هذا الموضوع بحساسية وأهمية بالغة.

ونوهت أسين سليم أوغلو إلى أن الكثيرين ينشرون صور أطفالهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها صور تعرض أجسادهم. وترى الأخصائية أن ذلك يعتبر انتهاكا لحقوق الأطفال، نظرا لأن أجسادهم ليست ملكا للأهل كي ينشروا صورها، ولا أحد يعلم كيفية انتشارها عبر الإنترنت. ونتيجة لذلك، قد يستغل هذه الصور أشخاص آخرون لأغراض سيئة، إذ لا ينظر الجميع إلى هذه الصور بطريقة عادية. فمن جهتهم، سينظر المنحرفون إليها بطريقة غير لائقة، وهو ما قد يجعل الطفل ضحية لهم.

وأكدت الصحيفة على ضرورة تعامل الأهالي بحساسية بالغة تجاه هذا الموضوع لحماية أطفالهم من الاستغلال الجنسي.