صحافة دولية

صحيفة: إلى ماكرون.. ما هو الغرض من خطك الأحمر بالغوطة؟

ماكرون قال إن باريس لن تقبل باستخدام أسلحة كيماوية- جيتي

نشرت صحيفة "نوفال أوبسرفاتور" الفرنسية حوارا أجرته مع الطبيب رافائيل بيتي، الذي يشارك ضمن منظمة غير حكومية طبية فرنسية تنشط في سوريا.

 

وأطلق هذا الطبيب الفرنسي صيحة فزع تنديدا بالهجمات التي جدت خلال الأيام الأخيرة باعتماد السلاح الكيماوي. 

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الطبيب رفائيل بيتي كان يشغل منصب عضو مجلس بلدي في مدينة ميتز، فضلا عن أنه كان طبيبا عسكريا شارك في حرب الخليج، وحرب تشاد، وجيبوتي ويوغسلافيا السابقة، قبل أن يصبح مسؤولا عن "اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية" الفرنسي. وعالجت هذه المنظمة الآلاف من السوريين خارج وداخل سوريا


وذكرت الصحيفة أن رافائيل بيتي نشر مؤخرا كتابا بعنوان "اذهب حيثما تأخذك الإنسانية- طبيب في الحرب"، الذي تحدث فيه عن تجربته في سوريا خلال 21 مناسبة.

 

وفي السياق ذاته، أطلق الطبيب الفرنسي صيحة فزع حول الدمار الذي لحق الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرت المعارضة، على يد نظام الأسد. كما كشف عن الاستعمال المتكرر للسلاح الكيماوي ضد المدنيين رغم الهدنة التي أقرتها الأمم المتحدة، الذي راح ضحيته قرابة ألف مدني بينهم 200 طفل، خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة.

وفي إجابته عن سؤال الصحيفة حول سبب مواصلة نظام الأسد قصف الغوطة وخرق اتفاق الهدنة الذي أقره مجلس الأمن، أكد رافائيل بيتي أن النظام يريد فقط استرجاع الغوطة، لذلك يطبق منهجية حرب المدن ذاتها التي اعتمدها في حلب وداريا.

 

اقرأ أيضا: "الخوذ البيضاء" لماكرون: لا تتحدث عن الخطوط الحمراء في سوريا

 

وأضاف الطبيب الفرنسي أن "النظام يتبع دائما التكتيك الثلاثي، المتمثل أولا في فرض حصار لقطع الإمدادات اللوجستية. ثانيا، تطويق المنطقة المستهدفة لحرمانها من الغذاء والدواء. وثالثا، شن قصف مكثف لكي يرعب الأهالي ويجبرهم على الرحيل بعيدا عن المرافق الحيوية، على غرار الأسواق والمراكز الاستشفائية".

 

وخلال الأسابيع الأخيرة دمر النظام 27 من مرفقا صحيا في الغوطة.

 
وأكد هذا الطبيب الفرنسي أنه لا يعتبر المدنيين ضحايا غير مستهدفين، لأنه على يقين من أن النظام يتعمد استهدافهم.

 

وحيال هذه المسألة، قال رفائيل بيتي إن "النظام يهدف من وراء قصف المدنيين إلى دفع الأهالي إلى التنكر للمعارضة المسلحة، قبل أن يشرع في التفاوض معهم بشأن رحيلهم". 


ونقلت الصحيفة عن رافائيل بيتي أنه "منذ انطلاق الحرب السورية، اكتشفنا أسلوبين متضادين تم تطبيقهما في الحرب. أولها الأسلوب الشرقي، الذي أعتمد في حرب الموصل، حيث تواصلت المعركة لقرابة السنة، مخلفة بدورها ضحايا من المدنيين. أما الأسلوب الثاني، فيتمثل في الأسلوب الروسي، الذي يرتكز على القصف، والترهيب، وإجبار الأهالي على الرحيل. وقد تم اعتماد هذه الطريقة في الشيشان، تحديدا خلال حصار مدينة "غروزني" سنة 1999".

وذكر الطبيب الفرنسي أن الأمر يختلف في الغوطة، حيث أكد الأهالي أنهم يرفضون الرحيل خوفا من تكرار سيناريو حلب؛ فبعد استرجاع هذه المنطقة وقع تقسيم الطوائف التي كانت تقطن بالمدينة وتهجير السنة إلى مناطق الشمال الغربي من البلاد.

وانتقد الطبيب الفرنسي التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الذي أكد أن "استعمال الأسلحة الكيميائية يعد بمثابة "خط أحمر" بالنسبة لفرنسا. وفي هذا الإطار، اعتبر رافائيل بيتي أن عبارة "خط أحمر" تعكس النفاق المرتكز على السخرية.

ونقلت الصحيفة عن رافائيل بيتي أنه "منذ سبع سنوات، قتل في الحرب السورية قرابة 500 ألف شخص بصفة مباشرة، ناهيك عن تدمير الأنظمة الصحية والمرافق الاستشفائية، ما من شأنه أن يخلف مليوني قتيل بصفة غير مباشرة. وبالنسبة لوزير الخارجية الفرنسي، فبإمكانك أن تقتل وترتكب مجازر بطرق مختلفة، لكن لا تعتمد في ذلك غاز السارين".

وفي الختام، وجه رافائيل بيتي سؤالا إلى الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته، قائلا "إلى السيد ماكرون ولودريان، ما هو الغرض من خطكم الأحمر بالضبط؟ ما الذي تريدون قوله؟" كما وجه الطبيب الفرنسي رسالة إلى التحالف الدولي مفادها أنه "يجب على التحالف أن يعي جيدا أن بشار الأسد لا يتطلع أبدا إلى التفاوض لأنه ليس لديه ما يخسره".