سياسة عربية

ما حظوظ الصدر وقوى شيعية رافضة لهيمنة إيران بالانتخابات؟

محللون سياسيون قالوا إن الصدر لديه نسبة ثابتة داخل المكون الشيعي في العراق- أ ف ب

فضل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، دخول الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة تجمعه بأحزاب وحركات مدنية ليبرالية وشيوعية، بعيدا عن الأحزاب ذات التوجه الديني القريبة من إيران.


وتخوض القوى الشيعية الانتخابات بقوائم: "الفتح" بزعامة هادي العامري، و"الحكمة" التابعة لعمار الحكيم، و"دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، و"النصر" التي يرأسها حيدر العبادي، و"سائرون" التي يدعمها الصدر، وجميعها عدا الأخيرتين مقربة من إيران.


لكن الفرق بينهما هو أن العبادي لم يبد أي مواقف صريحة يضر بالعلاقة مع طهران، على عكس الصدر، فإنه أعلن رفض التبعية لإيران، كما أنه سبق أن رفض استقبال مبعوث علي خامنئي، لأنه "يحمل مشروعا طائفيا يستهدف العراق".


وبحسب مراقبين، فإن الصدر كان مقصودا بتصريحات مساعد خامنئي، علي أكبر ولايتي، حين قال إن بلاده "لن تسمح لليبراليين والشيوعيين بالحكم في العراق"، لأن تحالف "سائرون" يجمع هذه القوى مع تيار الصدر.

 

اقرأ أيضا: الصدر يرفض استقبال موفد خامنئي ومقرب منه يكشف السبب

وما يعزز تلك التفسيرات، رد سكرتير الحزب الشيوعي العراقي والمرشح عن تحالف "سائرون" رائد فهمي، على تصريحات علي أكبر ولايتي التي اعتبرها "تدخلا بالشأن العراقي ومناقضة للدستور العراقي".


كما أن النائب الشيعي عن التيار المدني فائق الشيخ علي، وصف تلك التصريحات بأنها "استهتار واستخفاف بالعراقيين، وأن المدنيين والليبراليين والشيوعيين والوطنيين لن يسمحوا لعلي أكبر ولايتي ولا لغيره من الإيرانيين بالتدخل في الشأن العراقي".


ورأى الكاتب العراقي عدنان حسين، أن "ما كان يُمكن عدم الربط بين كلام ولايتي وحملة الكراهية التي شنّها أقطاب في أحزاب الإسلام السياسي، خصوصا الشيعية ذات العلاقة الوثيقة بإيران، ضد المدنيين والليبراليين والشيوعيين".


ولم يتردّد نوري المالكي، في الخوض بها في ردّة فعل غاضبة على أقوى حركة احتجاجية شعبية في تاريخ العراق، تطالب بالإصلاح السياسي ومكافحة الفساد الإداري والمالي، نظّمتها وقادتها جماعات وشخصيات مدنية وليبرالية وشيوعية، واجتذبت إليها أهم تيّار سياسي شيعي هو التيّار الصدري، بحسب حسين.


حظوظ "سائرون"


من جهته، قال المحلل السياسي، يحيى الكبيسي، إن العلاقة بين إيران الصدر انفصمت منذ 2012، حين دخلت كتلته النيابية "الأحرار" في تحالف مع القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، والحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البارزاني، لسحب الثقة من المالكي، حيث كانت القشة الأخيرة في علاقة الصدر بإيران.

 

اقرأ أيضا: الصدر يعلق على تحالف العبادي مع العامري بالانتخابات

وأضاف الكبيسي في حديث لـ"عربي21" أن "التيار الصدري كان في انتخابات عام 2013 المحلية و2014 البرلمانية، التيار الشيعي الوحيد الذي يقف خارج العباءة الإيرانية، وهذا الأمر سيستمر في 2018، ولا يتاح لإيران أن تؤثر على حظوظ تحالف سائرون، لأنها فشلت في انتخابات السنوات التي ذكرت".


وأكد المحلل السياسي العراقي أن "التيار الصدري جمهوره ثابت، لأنه جمهور الصدر نفسه ووالده محمد صادق الصدر، وليس جمهور الشخصيات التي تدخل في التيار ذاته، لهذا لا توجد حظوظ للشخصيات التي خرجت منه في أي قوائم".


ولفت إلى أن "نسبة ثابتة من الجمهور الشيعي للتيار الصدري تصل إلى نحو 20 بالمائة، وبالتالي فإنهم سيحصلون على 28- 32 مقعدا بالبرلمان المقبل، أما التيارات التي تحالفت مع "سائرون" فلها وزن حقيقي في الشارع سوى الحزب الشيوعي الذي قد يحصل على مقعدين".


وفي المقابل، فإنه في القوائم الشيعية الأخرى، سيحصل ائتلاف العبادي على نحو 40 مقعدا، وقائمة "الفتح" التي تشكل منظمة بدر عمودها الفقري، فقد تحصل على 30- 35 مقعدا، وائتلاف المالكي ربما يحصل على 30 مقعدا، ويبقى نصيب تيار الحكمة دون الـ20 مقعدا، بحسب الكبيسي.


ووجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم الاثنين، أتباعه إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة، بالقول: "أنقذوا العراق بأصواتكم أيها المحبون للوطن، وإلا ضاع بأيدي الفاسدين"، بحسب بيان له.


ومن المقرر أن تجري الانتخابات التشريعية العراقية في 12 أيار/ مايو المقبل، فيما أعلنت الحكومة العراقية تأجيل الانتخابات المحلية إلى كانون الثاني/ ديسمبر المقبل.

 

اقرأ أيضا: مقرب من الصدر يؤكد لـ"عربي21" أنه يتعرض لهجمة بسبب إيران