ملفات وتقارير

حكومة اليمن ترفض تكميم الأفواه والإصلاح يتضامن مع صحفيين

رفضت الحكومة اليمنية الشرعية تجاوز الأنظمة والقوانين النافذة في استدعاء الصحفيين واعتقالهم لمجرد تعبيرهم عن آرائهم- أرشيفية

يتعرض الصحفيون اليمنيون لموجة جديدة من حملات القمع والاعتقال من حلفاء الإمارات في جنوب ولبلاد وشرقها، وسط تصاعد ردود الفعل المناهضة لهذه الانتهاكات، التي طالت صحفيين اثنين في الأيام القليلة الماضية.

 

وكانت السلطات المحلية في محافظة حضرموت (شرقا)، اعتقلت الصحفي عوض كشميم، في 21 شباط/ فبراير الجاري، في ظل أحاديث عن تعرضه للتعذيب في سجونها.

 

في الوقت نفسه، شكا رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" (محلية تبث من عدن)، فتحي بن لزرق، أمس، من السلطة الأمنية في المدينة الجنوبية، استدعته للتحقيق، معتبرا ذلك أنه خطوة تمهد لاعتقاله، بفعل انتقاداته للأداء الأمني لقواتها.

 

من جهته، رفضت الحكومة اليمنية الشرعية تجاوز الأنظمة والقوانين النافذة في استدعاء الصحفيين واعتقالهم لمجرد تعبيرهم عن آرائهم وأداء الرسالة الإعلامية الهادفة التي تخدم الوطن والمواطن في عدن والمحافظات الأخرى التي يفترض أنها خاضعة لسيطرتها.


وقال بيان نشره سكرتير رئيس الوزراء اليمني، غمدان الشريف، في صفحته بموقع "فيسبوك" الأربعاء، إن ما حدث صباح اليوم من تفجير وصفه بـ"الارهابي"، تعرضت له إذاعة بندر عدن ( محلية)، واستدعاء الصحفي بن لزرق، وقبله اعتقال كشميم، ممارسات مرفوضة جملة وتفصيلا، كونها انتهاكا صارخا لحقوق الحريات والتعبير والنشر.

 

وأضاف أنها وسائل ترهيب وتكميم للأفواه لمجرد أنها قالت ما لا يروق للبعض قوله.

 

وأكد الشريف أن دستور الجمهورية اليمنية حرية الرأي والتعبير، وحفظ للجميع هذا كحق من حقوقهم وحرياتهم في التعبير والنشر.

 

وكان ناشطون يمنيون قد أعلنوا أن إذاعة "بندر عدن"، التي تبث من عدن، تعرضت لقصف الأربعاء، ما عطل أجهزتها على البث.

 

وقال إن كان هناك تجاوز من بعض الأقلام، فهناك نيابة الصحافة والمطبوعات والجهات ذات الاختصاص المعنية بأمر الاستدعاء دون غيرها.

 

من جهته، أدان حزب التجمع اليمني للإصلاح، الأربعاء، ما يتعرض له بعض الصحفيين من اعتقال ومضايقات.

 

ونقل موقع "الصحوة نت" (ناطق باسم الإصلاح) عن مصدر مسؤول في الدائرة الإعلامية للحزب، قوله إن الدائرة تتابع بقلق ما يتعرض له بعض الصحفيين والإعلاميين في عدن وحضرموت من اعتقالات ومضايقات على خلفية عملهم الصحفي والعمل بحقهم في التعبير.

 

وعبر الحزب عن إدانة دائرته اعتقال "عوض كشميم"، وتضامنها مع الصحفي بن لزرق رئيس تحرير "عدن الغد" ضد التهديد بالملاحقة من قبل السلطات في عدن.

 

كما استنكرت إعلامية الحزب، وفقا للموقع التابع لها، العمل التخريبي الذي تعرض له برج البث التابع لإذاعة بندر عدن فجر اليوم على يد مجهولين، مطالبا وزارة الداخلية بالقيام بدورها في ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة.

 

ودعا المسؤول الحزبي الحكومة ونقابة الصحفيين والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والرأي العام بالوقوف ضد كافة الممارسات والتعسفات التي تطال الحريات الصحفية، التي يعتقد منتهكوها أنها وسيلة للاستمرار في إلغاء التنوع الطبيعي للأداء الصحفي والإعلامي، وثني هذه الفئة عن قول الحقيقة وتأدية دورها الوطني.

 

وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين أعلنت، في 23 من شباط الجاري، عن اختفاء الصحفي عوض كشميم، بعد نشره انتقادات وجهها للسلطات المحلية، وحملت محافظ حضرموت، فرج البحسني، المسؤولية عن حياته، فيما نشر عضو النقابة، ومدير مكتب فضائية "الجزيرة" القطرية باليمن، سعيد ثابت، في حسابه بموقع "تويتر" الثلاثاء، أن كشميم يتعرض للتعذيب في سجن بالمكلا، من قبل ضباط إماراتيين.