صحافة إسرائيلية

مجلة عسكرية إسرائيلية: لماذا لا تُعاقب إيران على أراضيها؟

الخبير الإسرائيلي قال إن دوائر صنع القرار في تل أبيب ربما طرحت العديد من السيناريوهات المتوقعة- أ ف ب

تناول خبير عسكري إسرائيلي بطريقة الأسئلة والأجوبة ما اعتبره الحصاد النهائي من التوتر العسكري الأخير على الجبهة الشمالية، معتبرا أن ما حصل هو يوم المعركة الأول بين إيران وإسرائيل.


ووضع عمير ربابورت في تقريره المطول في مجلة "يسرائيل ديفينس" للعلوم العسكرية جملة أسئلة حول ما حصل، الأسبوع الماضي، من مهاجمة سلاح الجو الإسرائيلي لأهداف إيرانية في قلب سوريا كان قرارا عن سابق إصرار من كافة المستويات العسكرية والسياسية في تل أبيب، ولماذا تم إسقاط الطائرات المسيرة من دون طيار الإيرانية بطائرة إسرائيلية، وليس بصواريخ دقيقة عن بعد، والسؤال الأخطر: هل باتت ذروة التوتر خلف ظهورنا؟


وتوسع ربابورت في تقريره الذي ترجمه "عربي21" حين قال إن، السبت الماضي، كان بإمكانه أن يكون أقل دراماتيكيا، لو أن إسرائيل اكتفت بإسقاط الطائرة الإيرانية فقط، لكن الأمور تدحرجت مع مرور الساعات، حيث بدأت بإسقاط الطائرة الحربية الإسرائيلية إف16 من الطراز المتقدم صوفا، وأتبعها إغلاق مطار بن غوريون الدولي، بصورة كاملة، مما ترك أسئلة عديدة بدون إجابات، حول يوم المعركة الأول بين طهران وتل أبيب، الذي قد يتكرر بصورة مشابهة في المستقبل.

 

اقرأ أيضا: لماذا تخشى إسرائيل استخدام مقاتلات إف-35 في سوريا؟

وجاء التقرير على شكل أسئلة وأجوبة بالشكل الآتي:


هل القرار الاستراتيجي بتوجيه ضربات محكمة لأهداف إيرانية وبعض المواقع السورية ردا على إسقاط الطائرة الإسرائيلية، تم اتخاذه من أعلى المستويات السياسية والعسكرية في تل أبيب، يعني بصورة مباشرة من المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، أم اتخذته المستويات الميدانية في الجيش؟


من الصعب بعد مرور أسبوع على انتهاء الحادث الخروج بإجابة واضحة محددة، فالتوتر مع إيران حول تزايد نفوذها في سوريا لم يبدأ السبت الماضي فجأة، وربما طرحت دوائر صنع القرار في تل أبيب العديد من السيناريوهات المتوقعة بصورة مسبقة من البداية.


مع العلم أن التدهور العسكري حصل خلال دقائق وساعات قليلة فقط، بالتزامن مع بدء الاجتماعات الهامة بمقر وزارة الدفاع "البئر" بتل أبيب بحضور رئيس الحكومة ووزير الدفاع وقيادة الجيش، مما يرجح الاستنتاج أنهم جميعا أرادوا استغلال فرصة إسقاط الطائرة الإسرائيلية لمهاجمة 12 هدفا استراتيجيا سوريا.


لماذا تم مهاجمة أهداف إيرانية داخل سوريا، ولم يتم معاقبة إيران على أراضيها؟


يبدو أن إسرائيل تعمل حاليا ضمن قواعد اللعبة الأكثر ملاءمة للإيرانيين، فقد فتحوا جبهة مسلحة مباشرة ضدها، تحديدا على حدودها مع سوريا، وأرسلوا طائرة مسيرة لأجوائها، دون أن يخشوا أن يكون رد إسرائيل في بلادهم ذاتها، لكن في حال تواصل التدهور بين الجانبين قدما إلى الأمام، فإن إسرائيل قد تضطر لانتهاج قواعد جديدة، رغبة منها بتحصيل مزيد من الردع أمام الإيرانيين.


لماذا تمت مهاجمة الطائرة الإيرانية التي اخترقت أجواء إسرائيل بطائرة مقاتلة، وليس بصاروخ موجه؟


حافظ سلاح الجو الإسرائيلي خلال عشرات السنين على نمط معين من هجماته في عمق أراضي العدو، في ظل امتلاكه حرية عمل هناك، لكن الجيش لم يحز على صواريخ برية ذات دقة متناهية بمسافات تزيد عن عشرات الكيلومترات.

 

اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: غارتنا القادمة على سوريا ستحدد شكل المواجهة

مع العلم أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية باعت مثل هذه الصواريخ لدول مختلفة حول العالم، ورغم بدء الجيش مؤخرا عملية لاقتناء مثل هذه الصواريخ، لكن مهاجمة أهداف معادية ما زالت حكرا على طيران سلاح الجو، وليس الصواريخ.


هل نجحت هجمات إسرائيل بتدمير المضادات الأرضية السورية التي أسقطت الطائرة الإسرائيلية؟


هناك شكوك كبيرة حول ذلك، فسلاح الجو لم ينشر صورا حول هجماته هذه، كما جرت العادة، وربما أن جزءا من هذه المضادات تم تدميرها، وليس كلها.


لماذا تم إغلاق مطار بن غوريون صباح السبت الباكر، فور اندلاع التوتر؟


من الواضح أن الجيش الإسرائيلي خشي تكرار سابقة حصلت في أوكرانيا قبل سنوات حين تم إطلاق صاروخ باتجاه طائرة عسكرية روسية، لكنه أخطأ الهدف فأصاب طائرة مسافرين مدنية ماليزية.

 

اقرأ أيضا: نظام دمشق يعلن التصدي لطائرات استطلاع إسرائيلية


هل أن إسرائيل مصممة على منع التواجد الإيراني في سوريا بوسائل عسكرية فقط؟


أبدا لا، المعركة العسكرية متزامنة مع نظيرتها السياسية، بين موسكو وواشنطن، لكن المشكلة أن الرئيس فلاديمير بوتين الحاكم الحقيقي لسوريا يفكر أولا وقبل كل شيء بمصالح روسيا، وليس إسرائيل.


هل أن التوتر الأخير بات خلف ظهورنا؟


أبدا لا.. فوزير الدفاع أفيغدور ليبرمان قال بعدة تصريحات له إن المواجهة القادمة مع إيران مسألة وقت فقط، ونحن والإيرانيون نعتقد بصحة هذا التقدير العسكري، فإيران مصممة كما يبدو على تثبيت حضورها العسكري والاقتصادي في سوريا، مما يمنح كلام ليبرمان صدقية ودقة، بأن المواجهة القادمة معها آتية لا محالة.