سياسة عربية

إشادات إسرائيلية متواصلة بالتنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية

جنرال إسرائيلي: الجانبين، السلطة الفلسطينية وإسرائيل تدركان أهمية هذا التنسيق الأمني.

توسعت الصحافة الإسرائيلية في الحديث عن استمرار التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في الظروف الحالية، رغم الجمود السياسي الحاصل بينهما، في ظل إنقاذ قوات الأمن الفلسطينية لجنديين إسرائيليين دخلا مدينة جنين، وكادا أن يقتلا من الجموع الفلسطينية الغاضبة.


فقد نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، عن الجنرال إيتان دانغوت المنسق السابق لعمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، أن الجانبين، السلطة الفلسطينية وإسرائيل، يدركان أهمية هذا التنسيق الأمني.

 

وأضاف: ما حصل في جنين حادث خطير، لكنه ثمن الجهود التي قام بها الضباط الفلسطينيون لمنع وقوع هذه الكارثة المحققة، زاعما أن التنسيق الأمني يعتبر كلمة السر في الضفة الغربية، لأنه أنشأ وضعا مكن الجانبين من ممارسة حياتهما بصورة طبيعية.

 

دانغوت، الذي يعمل اليوم باحثا في مركز بيغن-السادات التابع لجامعة بار إيلان، قال إن هناك اتفاقات موقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل تمنع وقوع مثل هذه الحوادث الخطيرة، وتساعدهما في ذلك، زاعما أن السلطة لديها مصلحة في استمرار هذا التنسيق، لأنه يساعدها على تثبيت أركانها في الضفة الغربية، وهي في كل ليلة تقوم باعتقال العناصر المعادية لها من حركة حماس وغيرها.

 

وقال إن الحادث الذي وقع في جنين، وتمثل بتكالب الجموع الفلسطينية بكثرة لمهاجمة الجنديين قد يكون دليلا على حجم الأجواء المعادية لإسرائيل في الشارع الفلسطيني أكثر من السابق، ما يؤكد أن الواقع في الضفة الغربية معقد ومركب، وقد رأينا سابقا حوادث مشابهة لما حصل في جنين قبل يومين.

 

وختم بالقول: لقد استمعت للرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل ثلاثة أسابيع يعلن وقف كل أشكال التنسيق مع إسرائيل، لكن حادث جنين الأخير يثبت أن الأجهزة الأمنية من كلا الجانبين تعمل دون توقف!

 

أمير بوخبوط، المراسل العسكري لموقع ويللا، قال إن حادث إنقاذ الجنديين الإسرائيليين في جنين تسبب بخيبة أمل وإحراج للأمن الفلسطينيين في الشارع الفلسطيني، وقد تبين من خلال تحقيق الجيش الإسرائيلي أنه لولا تدخل أجهزة الأمن الفلسطينية لكان يمكن أن ينتهي الحادث بكارثة للجنديين.

 

وأضاف: قامت الأجهزة الأمنية الفلسطينية خلال العام المنصرم بإعادة المئات من الإسرائيليين، الذين دخلوا مناطق الضفة الغربية بالخطأ، إلى الجيش الإسرائيلي، دون أن يمسهم أذى، رغم ما يعود عليهم هذا السلوك بالإحراج من المواطنين الفلسطينيين، لا سيما حين يقومون بحماية الإسرائيليين بأجسادهم من غضب الجمهور الفلسطيني، ما يتسبب بتوجيه انتقادات قاسية لهم.

 

يوسي ميلمان، الخبير الأمني بصحيفة معاريف، قال إنه رغم الجمود الحاصل في العلاقات السياسية الفلسطينية الإسرائيلية، لكن الأداء الذي قام به عناصر الأمن الفلسطيني في حادث جنين يثبت مرة أخرى أهمية استمرار التنسيق الأمني بينهما لحفظ الاستقرار والهدوء في الضفة الغربية، ومنع الأمور من التدهور بصورة خطيرة.

 

وقال إن مهاجمة المتظاهرين الفلسطينيين للجنديين في جنين كشفت عن أجواء الكراهية التي يكنها الفلسطينيون للإسرائيليين، وقد أوضحت الأحداث الميدانية أن التنسيق الأمني نجح بإحباط العديد من الهجمات الفلسطينية المسلحة ضد أهداف إسرائيلية.