صحافة دولية

العطية: أرادوا استبدال القيادة بدمى وأفشلنا تدخلا عسكريا

العطية: لا نخشى تدخلا عسكريا من جيراننا - جيتي

زار وزير الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، العاصمة الأمريكية واشنطن، الأسبوع الماضي، وأجرى حوارا استراتيجيا مع وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين، ونقل مسؤولون أن الولايات المتحدة أبلغت قطر أنها ليست مرتاحة لطول الأزمة في الخليج.


وتريد الولايات المتحدة من حلفائها في الخليج العمل سويا على دعم جهود مكافحة الإرهاب، واحتواء الخطر الإيراني، بدلا من الخلاف مع بعضهم البعض.

 

وتحدث العطية إلى صحيفة "واشنطن بوست" عن الأزمة الخليجية وتاليا ما جاء في المقابلة بحسب ما ترجمت "عربي21":


* بدأ النزاع في الخليج عندما خرجت تقارير عن قرصنة الإمارات العربية المتحدة وكالة الأنباء الخاصة بكم ونشرت خبرا مزعوما عن تأييد إيران على لسان الأمير، أليس كذلك؟.


العطية: لقد كان فخا في بداية الأمر، لكنهم لم يحسبوا الأمير بالشكل الصحيح، أظهرت قطر مرونة في التعامل وعززت علاقاتها الثنائية بجميع دول العالم وأفشلت الخطة.


* أحد المطالب الثلاثة عشر هو أن تتوقف قطر عن دعم التطرف؟


العطية: نعم ولكن من بين كل الطلبات لم يكون هنالك أي مطالب واقعية، نحن البلد الوحيد الذي تربطه مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة في إطار مكافحة الإرهاب، ولدينا فرق عمل تتواصل مع الولايات المتحدة أسبوعيا.


*هل تعرقلت أي ضربات للإرهاب بعد الأزمة؟


العطية: هنالك عمليات كبيرة وتدريب، وطائراتنا تحلق جنبا إلى جنب مع الطائرات الأمريكية المقاتلة.


*أين تحلق طائراتكم؟


العطية: في العراق وأفغانستان.


*ماذا عن العمليات في سوريا؟


العطية: يستخدم التحالف الدولي ضد الإرهاب وحلف شمال الأطلسي طائرات النقل الاستراتيجي القطرية، لكننا نواجه مشاكل، ويعيق جيراننا العمليات بسبب إغلاق مجالاتهم الجوية.


*هل تقصد المجال الجوي الإماراتي؟


العطية: الإماراتي والسعودي، رغم أنهما أعضاء في التحالف إلا أنهما يعيقان العمليات بسبب الحظر الجوي.


*ألهذا السبب تريد الولايات المتحدة أن ينتهي الخلاف؟


العطية: لا تصلح هذه الطريقة لمكافحة الإرهاب، فهو يحتاج إلى تبادل المعلومات الاستخبارية باستمرار، إذا كان جيرانك لا يتحدثون إليك، كيف يمكنك تبادل المعلومات؟.


*وكيف ترون حل المشكلة؟


العطية: الطريق الوحيد لحل الخلاف هو الحوار، وهذا ما كنا نطلبه منذ بداية الأزمة.


*ماذا عنهم؟


العطية: يريدون الجلوس للحوار بشروطهم المسبقة، ونحن نرفض أي شروط مسبقة.


*ألم يعرض الرئيس ترامب الوساطة من أجل حل الأزمة؟


العطية: نعم سمعت أنه يحاول ويفكر في دعوة مجلس التعاون الخليجي لزيارة واشنطن.


*ألا ترى الإدارة الأمريكية أن الأزمة الخليجية تعيق احتواء إيران والحرب على تنظيم الدولة؟


العطية: بلى لكن إذا كنت تريد حوارا صادقا مع إيران، فليطرح الجميع مخاوفه على الطاولة، وتعالوا لنفهم ما يجري في المنطقة بشكل أوضح، الحوار هو أفضل حل.


*أليست الإدارة الأمريكية أيضا قلقة من النشاطات العسكرية لإيران خارج حدودها؟


العطية: بلى لكن في هذا الشأن أيضا هنالك طريقان، الطريق الصعب (العسكري) والذي سيكون كارثة على المنطقة، وهنالك الحوار وهو ما نشجعه دائما.


*لديكم حقل غاز مشترك مع الإيرانيين، ولديكم علاقات ودية أيضا، أليس كذلك؟


العطية: لدينا علاقات ودية مع الجميع، نحن نصدر كما هائلا من الطاقة للعالم، وعلينا ضمان سلاسة مرور الطاقة، وهذا يحتم علينا بناء علاقات ودية وعدم الدخول في خصومة مع أحد.


*لديكم قوات تركية على أراضيكم، هل أنتم خائفون من تدخل عسكري سعودي إماراتي؟


العطية: لسنا خائفين، لكن نعلم أن لديهم نوايا بتدخل عسكري.


*تقصد السعودية والإمارات؟


العطية: نعم بالتأكيد لديهم نية، لكن علاقاتنا بالأتراك قديمة ومن قبل الأزمة.


*لكن النوايا بالتدخل العسكري ما تزال قائمة؟


العطية: لقد أحبطنا المخططات بالتدخل العسكري منذ بداية ألأزمة، لقد حالوا بكل الطرق، حالوا تأليب القبائل، جربوا الخطاب الديني ضدنا، وحاولوا استبدال القيادة الحالية بدمى يتحكمون بها.


*حاولوا تنصيب أمير جديد على البلاد؟


العطية: نعم هذا صحيح، لقد حاولوا تجهيز عبدالله آل ثاني، أخرجوه على شاشات التلفاز، وسموه "الأمير" لكن خطتهم فشلت، لقد حاول الرجل الانتحار، لقد كان مختطفا، وحالوا التخلص منه بعد أن وجدوا بديلا، لديهم دمية جديدة الآن.


*ما خطوتهم القادمة لتغير القيادة في البلاد؟


العطية: لن يستطيعوا فعل شيء، الشعب القطري يحب أميره.


*بعد الحصار المفروض عليكم، تضطرون الآن إلى تلبية الاحتياجات الغذائية من دول أخرى عبر المجال الجوي الإيراني، أليس كذلك؟


العطية: نعم، المجال الجوي الإيراني هو الوحيد المتاح لنا، كما لدينا خط بحري إيراني أيضا، وبعض الغذاء يصل من تركيا وأذربيجان ودول أوروبية.


*كيف كان اجتماعك مع وزير الدفاع الأمريكي ماتيس؟


العطية: تحدثنا حول نقل تعاوننا العسكري إلى مرحلة متقدمة، سنوسع قاعدة العديد الجوية، وسنطور إمكاناتها.


*هل ستتحمل قطر التكاليف؟


العطية: نعم بالطبع فنحن الدولة المستضيفة، ونرغب بتطوير التدريب المشترك، لدينا طائرات أمريكية الصنع، وقريبا سنحصل على طائرات من طراز F15.


*ما رأيكم بالتواجد الروسي في المنطقة، خصوصا سوريا؟


العطية: روسيا متواجدة في سوريا منذ 40 عاما، وأظن أن لديها عدة مصالح في المنطقة، كلما كانت المنطقة أقل استقرارا، كلما دخل إليها لاعبون من خارجها.


*هل صحيح أنكم دعمتم جماعات إرهابية في سوريا؟


العطية: غير صحيح، لم ندعم ولن ندعم أي جماعات متطرفة، هذا اتهام كاذب، لقد كنا نحارب تنظيم الدولة هناك.