سياسة دولية

كيف ساهم ترامب في دعم تأييد المقاومة الفلسطينية؟

إعلان دونالد ترامب تسبب بغليان الساحة الفلسطينية رفضا للقرار الأمريكي - جيتي

كشفت نتائج استطلاع للرأي، أجري عقب إعلان الولايات المتحدة عن مدينة القدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل"، زيادة نسبة تأييد الفلسطينيين لخيار المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

المقاومة المسلحة

وأكد استطلاع للرأي العام الفلسطيني- الإسرائيلي، نفذه بشكل مشترك، المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله، ومركز "تامي شتايمتز لأبحاث السلام" التابع لجامعة "تل ابيب"، أن دعم التأييد للمقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي، تضاعف خلال الستة أشهر الأخيرة.

وكشفت النتائج التي اطلعت عليها "عربي21"، ابتعاد الفلسطينيين عن تفضيل خيار التوصل لاتفاق سلام مع الاحتلال الإسرائيلي، وارتفاع نسبة الاعتقاد بالحاجة لخيار خوض مقاومة مسلحة ضد الاحتلال.

ورجح الاستطلاع الذي يتم تنفيذه مرتين كل عام، أن هذه النتيجة ترجع إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتراف بلاده بالقدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل"، وهو ما ساهم بـ"زيادة التشاؤم حول فرص السلام بين الفلسطينيين".

 

اقرأ أيضا: 21 منظمة تدين بشدة خفض المساهمات الأمريكية لـ"الأونروا"

وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجري في كانون الأول/ ديسمبر 2017، ونشرت نتائجه الخميس الماضي، "انخفاض التأييد لحل الدولتين لأقل من النصف بين الفلسطينيين والإسرائيليين اليهود، بحيث لا يتجاوز 46 في المئة لكل منهما"، علما بأن نسبة تأييد هذا الحل في حزيران/يونيو الماضي كانت 53 بالمئة بين الفلسطينيين و47 بالمئة بين الإسرائيليين اليهود.

ورأى 60 بالمئة من الفلسطينيين المستطلعة آراؤهم والبالغ عددهم 1270 فلسطينيا، أن حل الدولتين لم يعد عمليا؛ بزيادة قدرها 8 بالمئة عن نتائج الاستطلاع المشترك السابق، فيما 75 بالمئة من الفلسطينيين و73 بالمئة من الإسرائيليين المستطلعة آراؤهم والبالغ عددهم 900 إسرائيليا، لا يتوقعون قيام دولة فلسطينية خلال السنوات الخمس القادمة.

ونوه القائمون على الاستطلاع، إلى أن الاستطلاع بين الفلسطينيين تم إجراؤه بكامله بعد إعلان ترامب بشأن القدس، أما بين الإسرائيليين فتم إجراء معظم المقابلات قبل الإعلان الأمريكي.

ولفتت النتائج، إلى أنه عند عرض مجموعة من الخيارات لما ينبغي أن يحدث الآن في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، اختار 38 بالمئة من الفلسطينيين "شن صراع (مقاومة) مسلح ضد إسرائيل" (بلغت في الاستطلاع الماضي 21 بالمئة)، في حين اختار 18 بالمئة من الإسرائيليين، "شن حرب حاسمة ضد الفلسطينيين". 

غرفة الإنعاش

وتسبب إعلان ترامب، بغليان الساحة الفلسطينية رفضا للقرار الأمريكي، حيث تشهد بشكل شبه متواصل مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

وتعليقا على هذه النتائج، أكد الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة، أن ارتفاع تأييد خيار المقاومة الفلسطينية كسبيل لنيل الحقوق وتحرير الأرض، "يعكس حال الشعب الفلسطيني الذي مل الانتظار على المقعد الخاوي لطاولة المفاوضات الوهمية".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "كما تعكس هذه النتائج، قناعة الشعب الفلسطيني بأن خط المفاوضات الذي امتد على مسافة 25 سنة، هو إهدار للزمن".

وأوضح أبو شمالة، أن "الشعب الفلسطيني يعرف أن المستوطنين الصهاينة، وظفوا زمن المفاوضات لصالح توسيع الاستيطان وتعزيز الأمن الإسرائيلي على حساب المواطن والأرض الفلسطينية".

وعليه فإن "موقف أمريكا المتطرف، والذي يصب في جيب المتطرفين اليهود، كاف لإقناع كل متردد أو واهم، أن الرد المناسب على هذه العنجهية، والصلف هي المقاومة المسلحة بكل أشكالها"، وفق الكاتب الفلسطيني.

ورأى أن خيار المقاومة المسلحة للاحتلال "يحاكي روح وعقل الشعب الفلسطيني، الذي نفض يده من مفاوضات بائسة، جلبت له الانقسام والضياع والتشرب والموت البطيء في غرفة الإنعاش الأمريكية".

يشار إلى أن العلاقة السياسية بين السلطة الفلسطينية، والإدارة الأمريكية آخذة في التدهور عقب مساعي السلطة الفلسطينية البحث عن وسيط بديل لواشنطن في مباحثات السلام، ورفض السلطة لقاء نائب الرئيس الأمريكي الذي زار "تل أبيب" الأسبوع الماضي، وهو ما اعتبرته واشنطن إهانة لها.

في حين قررت الإدارة الأمريكية تقليص دعمها المالي للسلطة الفلسطينية ولوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وربطها بعودة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات التي شطب من جدولها قضية القدس.