ملفات وتقارير

مصادر حزب الله لـ"عربي21": حملة إسرائيلية لـ"ردع" المقاومة

تفجير لبنان

نقلت مصادر موثوقة عن قيادات من حزب الله لـ"عربي21" أن "الاحتلال الإسرائيلي يخوض حملة يسميها الردع؛ لمواجهة قوى المقاومة المختلفة، إثر عقدها لقاءات لها في بيروت لتنسيق العمل بينها".

 

وأضاف المصدر أن قيادة الحزب "تُصنف محاولة الاغتيال في صيدا ضد محمد حمدان، الكادر في حركة حماس، على أنها استهداف لمحور المقاومة بشكل عام، وليس لفصيل بعينه"، وتابع المصدر بأن "العملية في صيدا موجهة لكل من يخوض العمل المقاوم، إن كان في حزب الله، أو حركة حماس، أو الجهاد الإسلامي".


الحرب المفتوحة


من جهته، رأى مسؤول حركة حماس في منطقة صيدا، أيمن شناعة، أن "الحرب باتت مفتوحة مع العدو الإسرائيلي بعد الاستهداف الأخير"، مشددا في تصريحات خاصة لـ"عربي21" على أن "لا أحد يتوقع بما يفكر فيه الاحتلال وما ينوي القيام على الساحة اللبنانية".

 

وحول المعطيات التي تتوفر لدى الحركة عن الشبكة العميلة التي تتحدث معلومات إعلامية عن كشف النقاب عنها من قبل الأمن اللبناني، قال: "حركة حماس تثق تماما بالأجهزة اللبنانية والقضاء بما يخصّ استكمال التحقيقات الجارية"، مضيفا: "هناك عمل جاد من قبل الأمن اللبناني لكشف ملابسات محاولة الاغتيال، التي ظهرت نتائجها الأوليّة مؤخرا، من خلال إلقاء القبض على أحد المتهمين بالتورط في هذا الاعتداء".


ورفض شناعة الإفصاح عن المعلومات المتوفرة لدى الحركة عن التحقيقات، قائلا: "هناك العديد من المتورطين في هذا الحادث، لكن لن نخوض في التفاصيل؛ لأن الملف في عهدة الدولة اللبنانية، إضافة إلى أنه يؤثر على مسار التحقيقات والقضية بشكل كامل".

 

وقلّل شناعة من أهمية الحديث عن وجود قيود على تحركات كوادر حركة حماس، قائلا: "قيادة الحركة تتحرك في لبنان كيفما تشاء، وليس هناك ضغوط أو قيود علينا، لا بل هناك تسهيل لتحركاتنا، على اعتبار أن وجهتنا محددة نحو تحرير فلسطين، وليس لنا أي علاقة أو دور متعلق بغير الحراك السياسي في لبنان".

 

وتابع: "ما أقوله معلوم لدى الأجهزة اللبنانية". وفيما يخصّ تحركات أعضاء حماس في الخارج، نفى شناعة وجود "عوائق تحول دون استمرار تحركات قيادات الحركة في الخارج على النسق نفسه الذي سبق محاولة الاغتيال"

.

الكشف عن المتورطين

 

وبدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي، قاسم قصير، أن المواجهة قائمة مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "كلّ الاحتمالات ورادة في ظلّ تسارع المعطيات".

 

وأثنى قصير على دور الدولة اللبنانية وأجهزتها وتعاطيها مع قضية التفجير في صيدا، قائلا: "الأجهزة الأمنية قامت بدور فاعل؛ حيث سارعت في فتح التحقيق وكشفت الشبكة العميلة، وهو ما تنظر إليه المقاومة على أنه إنجاز مهم يجب البناء عليه ودعمه".

 

وحول مدى خطورة العملية في صيدا على استقرار لبنان، قال: "ما حصل هو عدوان على سيادة الدولة اللبنانية"، متسائلا عن مدى قدرة القيادة السياسية على مواجهة هذا التحدي، باعتباره انتهاكا صارخا لحرمة الدولة".

 

ولدى السؤال عن طبيعة العلاقات اللبنانية الرسمية مع حركة حماس حاليا، أشار إلى أنّ "المعطيات المتوفرة توضح بأن العلاقات بين الطرفين جيدة"، متابعا: "الدولة اللبنانية ترى في الاعتداء استهدافا للبنان بقدر ما هو استهداف لحركة حماس".

 

وكشف قصير عن توفر "معلومات مهمة ومفصّلة عن المجموعة التي نفذت عملية التفجير"، مرجحا "الكشف عن مجموعات أخرى متعاملة مع العدو الصهيوني".

 

النوايا الإسرائيلية

 

واعتبر المسؤول عن الملف الفلسطيني في الحزب التقدمي الاشتراكي، بهاء أبو كروم، أن محاولة الاغتيال في صيدا جاءت "لتؤكد النوايا الإسرائيلية في إعادة تفعيل الخلايا والشبكات التجسسية والمتعاملة مع الكيان الإسرائيلي؛ بهدف تنفيذ مخططاته، وإحداث بلبلة على الساحة اللبنانية، وأيضا تصفية حساباته مع قوى المقاومة الفلسطينية".


واعتبر كروم، في تصريحات لـ"عربي21"، أن "الاستهداف موجه لحركة حماس، لكنّه في الوقت عينه مصوّب نحو لبنان، حيث إنه يصنف أيضا كمحاولة لضرب استقرار لبنان، وإحداث فوضى فيه، على قاعدة تأزيم الأوضاع إقليميا، وبهدف تخفيف العبء عن الكيان الإسرائيلي، في ظلّ ما يواجهه من انتفاضة في القدس والأراضي الفلسطينية".

 

ودعا كروم "الدولة اللبنانية إلى اليقظة، ما يخطط له الاحتلال على المستوى الإقليمي"، مشيرا إلى أهمية "مسؤولياتها في حماية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتبني حقوقهم في النضال بالأشكال المختلفة".

 

وعن مدى تأثر العلاقة اللبنانية بحركة حماس بعد العملية الأخيرة، قال: "المخاوف اللبنانية موجودة دائما من الاعتداءات الإسرائيلية، التي لنا معها تجارب طويلة على مرّ التاريخ الحديث"، مشددا على ما قال إنه "احتضان لبناني للقضيّة الفلسطينية؛ لكونها قضية عادلة".

 

ولفت إلى أن وجود حركة حماس في لبنان سياسي لا علاقة له بالعمل العسكري، وقال: "مواقف الحركة تتوحد على احترام السيادة اللبنانية، وتأمين الوجود الفلسطيني تحت مظلة الدولة"، مضيفا: "حركة حماس أظهرت بعيد العملية الأخيرة حرصها على التعاون وفق الأصول مع الدولة، خصوصا لجهة مسؤوليات التحقيق والمتابعات الأمنية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية الرسمية".