صحافة دولية

هل ستشهد الساحة حربا بين تنظيم الدولة وحركة حماس؟

رجحت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" أن تنشب حرب بين حركة حماس وتنظيم الدولة- جيتي

نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن إعلان تنظيم الدولة الحرب على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حيث يسعى من وراء هذا التهديد للسيطرة على قطاع غزة عوضا عن محاربة إسرائيل، التي تمثل عدوا مشتركا لجميع المسلمين.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مقطع الفيديو الصادر عن أحد مقاتلي تنظيم الدولة بسيناء، مثل تصعيدا غير مسبوق من قبل هذا التنظيم المتطرف. فعلى خلفية إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، اعتبر تنظيم الدولة حركة حماس مذنبة ومقصرة في دفاعها عن القدس، كما اتهم الحركة بالتواطؤ مع الدول الغربية.

وفي هذا البيان المرئي، أعدم تنظيم الدولة أحد عناصره، موسى أبو زماط، بتهمة تقديم دعم عسكري لكتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس. أما بالنسبة لمقدم بيان التهديد، فهو شاب يلقب بأبي كاظم المقدسي، ومن أطلق الرصاص على الضحية فهو محمد الدجاني، وهما من العناصر الهاربة من غزة والمنتمية لتنظيم الدولة في سيناء.

 

اقرأ أيضا: حماس والجبهة الشعبية: منفذو هجوم القدس ينتمون لنا


ونقلت الصحيفة تصريحا للمتحدث باسم حركة حماس، صلاح البردويل، قال فيه إن إسرائيل تقف وراء هذا النوع من البيانات، وأن هذا الفيديو دعاية صهيونية باستخدام وسائل عربية لتشويه صورة المقاومة. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تتلقى فيها الحركة تهديدا، فلطالما كانت هناك مشاحنات بين حركة حماس والسلفيين في غزة.

وأكدت الصحيفة أن إعلان تنظيم الدولة الحرب على حماس، سيساهم في تعقيد الأوضاع في قطاع غزة، فمن المتوقع أن تندلع اشتباكات مع تنظيم الدولة الذي يتهم الحركة بمراعاة مصالحها الاقتصادية في قطاع غزة على حساب الدفاع عن القضية الفلسطينية.

وبينت الصحيفة أن التصعيد شديد اللهجة الذي وجهه تنظيم الدولة إلى حماس، يمكن أن تنجر عنه حرب في صفوف الشق السني، وبدلا من التناحر فيما بينهم، كان يتوجب عليهم مواجهة العدو الإسرائيلي، وتجدر الإشارة إلى أن الحرب في سوريا كانت بين التيار السني والتيار الشيعي، وعلى خلفية إعلان تنظيم الدولة الحرب على حركة حماس، فإنه من المتوقع أن تحدث صدامات داخل التيار السني في المنطقة.

 

وزعمت الصحيفة أن النفوذ الشيعي تغلغل داخل حركة حماس، ما يوحي بمنطقية الاتهامات التي وجهها تنظيم الدولة إلى الحركة، ومن بين الحجج التي دعم بها التنظيم ادعاءاته، تمتع المنظمة بالدعم المالي من إيران، فضلا عن التقارب الذي تشهده الحركة مع المليشيات الشيعية التابعة لحزب الله اللبناني. ومن جهتها، اتهمت حركة حماس تنظيم الدولة بالتراخي في مواجهة إسرائيل، مذكرة التنظيم بسنوات الكفاح والنضال التي عاشتها الحركة منذ تأسيسها على يد الشيخ أحمد ياسين ضد إسرائيل.

وأوردت الصحيفة أن بوادر التوتر بين حركة حماس وتنظيم الدولة قد لاحت في الأفق منذ الصيف الماضي، خلال شهر حزيران/ يونيو، حيث تبنى تنظيم الدولة عملية الاعتداء على جنود إسرائيل. وفي المقابل، نفت حركة حماس هذا الأمر ونسبت العملية لإحدى الميلشيات التابعة لها.


كما نوهت الصحيفة بأن تنظيم الدولة يسعى من خلال تهديد حركة حماس إلى بسط سيطرته على قطاع غزة عوضا عن محاربة إسرائيل. ولكن، يخضع قطاع غزة لسيطرة حركة حماس منذ انتخابات كانون الثاني/ يناير سنة 2006، حيث انتصرت على حركة فتح وتمكنت من مزيد بسط نفوذها.

وأشارت الصحيفة إلى أن تأزم الوضع الاقتصادي والاجتماعي في قطاع غزة أدى إلى فقدان حركة حماس التوافق في صفوفها. وفي ظل هذا الاحتقان، من المرجح أن تنشب حرب بين حركة حماس وتنظيم الدولة، ستكون تل أبيب المستفيد الأكبر منها، لأنها بذلك ستتمكن من استنزاف قدرات حماس العسكرية في مثل هذا النوع من الحروب التي يصعب حسمها.