صحافة دولية

واشنطن بوست: ما الحكمة من إهانة ترامب لباكستان علنا؟

واشنطن بوست: تغريدة ترامب لشأن باكستان لن تحقق نتائج مفيدة- أ ف ب

انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ لتغريدته الأخيرة التي كانت مخصصة لباكستان.

وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إنه "في الوقت الذي تتأجج فيه الاحتجاجات في إيران، ويقدم ديكتاتور كوريا الشمالية غصن زيتون فريدا، فإن ترامب اختار أن يخصص تغريدته الأولى لعام 2018 لباكستان، حيث قال: (قدمت أمريكا لباكستان أكثر من 33 مليار دولار مساعدات على مدى الخمس عشرة سنة الماضية، ولم يعطونا شيئا سوى الكذب والخداع، إنهم يوفرون ملاذا آمنا للإرهابيين الذين نلاحقهم في أفغانستان، وقليلا من المساعدة ليس أكثر)". 

وتعلق الصحيفة قائلة: "ليس غريبا أن تكون الحكومة الباكستانية المنتخبة انزعجت من التغريدة، ودعت إلى اجتماع طارئ للحكومة، وتبعت ذلك ردود غاضبة صادرة عن المسؤولين الكبار في باكستان".

وتجد الافتتاحية أن "ذلك الهيجان لم يكن قادما من فراغ، أو أنه غير مبرر، حيث حذر ترامب وغيره من المسؤولين الأمريكيين الكبار منذ الصيف الماضي بأن تأييد إسلام أباد للإرهابيين داخل أفغانستان وخارجها لم يعد مقبولا، وأن الإدارة ستمتنع عن دفع مبلغ 255 مليون دولار كمساعدات عسكرية؛ تعبيرا عن عدم رضاها". 

وتلفت الصحيفة إلى أن مقالا في صحيفة "نيويورك تايمز" نشر يوم الجمعة، أي قبل التغريدة، أشار إلى غضب مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية؛ بسبب رفض مسؤولين باكستانيين السماح لمحققين أمريكيين بمقابلة ناشط من شبكة حقاني المرتبطة بحركة طالبان، معتقل بتهمة المشاركة في اختطاف عائلة أمريكية كندية. 

 

وتذهب الافتتاحية إلى أنه "مع ذلك فإن تلك التغريدة أثارت تساؤلا يطرح كثيرا حول تصريحات ترامب العامة: ما هو الهدف؟ هل كانت الإهانة العلنية الموجهة للحكومة الباكستانية جزءا من استراتيجية تم التفكير فيها بشكل جيد لتصحيح علاقة خارجية مهمة أصابها الخلل، أم أنها مجرد تعبير انفعالي؟، وبالنظر إلى سجل ترامب فإنه يبدو أن اختيار الاحتمال الثاني رهانا آمنا، حيث قال في تغريدته السابقة عن باكستان في تشرين الأول/ أكتوبر إن الإدارة (بدأت بتطوير علاقة أفضل بكثير مع باكستان وقياداتها)".

 

وتؤكد الصحيفة قائلة: "لا يبدو أن التغريدة الجديدة ستحقق نتائج مفيدة، حيث شجب الباكستانيون على مختلف ألوانهم السياسية الرئيس ترامب؛ واحتجت حكومة رئيس الوزراء شهيد خاقان عباسي، ومعها بعض الحق، في أن الأموال الأمريكية كانت مجرد سداد للتكاليف العسكرية الباكستانية بسبب دعم الحرب على الإرهاب، وأن البلد تحملت عشرات الآلاف من الضحايا في ساحة المعركة، وفي الحقيقة، لعبت باكستان لعبة مزدوجة لفترة طويلة، فكانت تحارب بعض فصائل حركة طالبان في الوقت الذي تدعم فيه فصائل أخرى، مثل شبكة حقاني، وستتسبب تغريدة ترامب المغرقة بتمسك المؤسسة الأمنية بتلك الاستراتيجية بدلا من التوقف عنها".

 

وتقول الافتتاحية: "إن كان الأمر كذلك ستنضم تغريدة ترامب إلى التغريدات الأخريات التي قوضت السياسات والتحالفات الأمريكية على مدى العام الماضي، حيث تسببت شتائمه الطفولية لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في تعقيد محاولات إيجاد مخرج سلمي للأزمة الناتجة عن أسلحة النظام النووية، وهجومه على قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية، تسبب في تعميق الخلافات بين حلفاء أمريكا في الخليج العربي، بالإضافة إلى أنه كان هناك تهكم عشوائي على الحلفاء الأوروبيين، مثل بريطانيا وألمانيا والسويد".

وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالإشارة إلى أنه قبل التغريدة الأخيرة سألت صحيفة "التايمز" قائد القيادة الأمريكية المركزية الجنرال جوزيف ل. فوتيل، ما الذي يتم فعله للحصول على تعاون من باكستان ضد مجموعة حقاني؟، فأجاب قائلا: "ما نحاول فعله هو أن نتحدث لباكستان حول هذا الموضوع، وألا نحاول التواصل معهم عبر وسائل الاتصال العامة".