صحافة دولية

مع بدء أعياد الميلاد .. الاحتلال يضيق الخناق على بيت لحم

الاحتلال يستغل العديد من المواقع السياحية في الضفة الغربية لصالحه- جيتي

نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الذي عمد إلى تضييق الخناق على مدينة بيت لحم التاريخية، وفرض جملة من القيود على متساكنيها، الأمر الذي طال مجال السياحة أيضا.


وقالت الصحفية، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "الممارسات الغاشمة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين والحواجز التي تعيق عملية تنمية السياحة في فلسطين، تؤثر بشكل خاص على مدينة بيت لحم، مكان مولد المسيح، خلال احتفالات رأس السنة الميلادية".


وبينت الصحيفة أن الحجاج كانوا يقصدون مدينة بيت لحم منذ القرن الرابع ميلادي، الأمر الذي أكدته العديد من الوثائق، وفي ذلك الوقت، كان الحجاج يزورون قبر راحيل، منوهة إلى أنه في الوقت الحالي أصبح الجيش الإسرائيلي يحتل هذا المكان الديني وبادر في تشديد الحراسة حوله.


ونقلت الصحيفة على لسان المؤرخ، خليل شوكة، أن "توافد الحجاج على هذه المدينة استمر لعدة عصور... وفي سنة 1845، سجل قدوم حوالي خمسة آلاف سائح إلى بيت لحم".

 

اقرأ أيضا: إصابات بغزة والاحتلال يقمع "مسيرة الميلاد" ببيت لحم (شاهد)


وأضافت الصحيفة أن "الحياة اليومية في فلسطين، وحياة الحجاج والسياح القادمين إليها، مقيدة وتقع تحت تأثير الاحتلال الإسرائيلي بدرجة كبيرة. عموما، تعد بيت لحم محاطة بجدار إسرائيلي، فضلا عن أن عددا كبيرا من المستوطنات يحاصر المدينة".


من جانبه، صرح عمدة بيت لحم، أنطون سلمان، أنه "على الرغم من الاحتلال والمضايقات التي يتعرض لها السكان، ترغب بيت لحم في توجيه رسالة أمل إلى العالم، وخاصة إلى الفلسطينيين"، مضيفا أن "بيت لحم تنتظر زيارة حوالي 30 ألف حاج خلال احتفالات رأس السنة الحالية".


وأشارت الصحيفة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يؤثر بشكل كبير على حياة الفلسطينيين في بيت لحم والمناطق المحيطة بها.


وفي هذا السياق، أكد حنا مسعد، كاهن الرعية الكاثوليكية في بيت جالا، المدينة المسيحية المحاذية لبيت لحم، أن "الجدار الذي بنته إسرائيل، يمنع سكان بيت جالا من الوصول إلى بيت لحم ويقيد تحركاتهم".

 

اقرأ أيضا: "مبادرة مسيحية": شجرة الميلاد أطفئت حدادا على قرار ترامب

 

وأضاف الكاهن أن "بيت لحم والقدس تشكلان وحدة روحية. من هذا المنطلق، يعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مثلما يريد ترامب، بمثابة ارتكاب جرم في حق القانون الدولي. ومن الأفضل للجميع أن تترك الأمور على حالها..".


وأردف حنا مسعد أن "من القضايا الأخرى التي تقلق الفلسطينيين، عدم سماح المحتل لهم بالدخول إلى القدس بكل حرية، وهو أمر يجب أن يتغير، حتى يتسنى للجميع زيارة الأماكن المقدسة".


وأكدت الصحيفة أن "إسرائيل تعمل على فصل القدس عن بيت لحم عن طريق بناء العديد من المستوطنات، على الرغم من أن المسافة الفاصلة بين المدينتين لا تتجاوز خمس كيلومترات"، لافتة إلى أن "من بين هذه المستوطنات، مستوطنة هار حوما، التي يوجد على مقربة منها منطقة "غيفات هاماتوس"، حيث تعتزم إسرائيل بناء مستوطنة كبرى أخرى".


وأفادت الصحيفة على لسان العمدة أنطون سلمان أن "فلسطين غنية بالتراث الثقافي والديني والأثري، ما من شأنه أن يوفر فرصا عديدة لتنمية السياحة، علاوة على ذلك، كانت فلسطين أول الوجهات السياحية في التاريخ، ولهذا السبب، يعد قطاع السياحة اليوم عاملا استراتيجيا للتنمية الفلسطينية".

 

اقرأ أيضا: كيف وجه ترامب "ضربة قاسمة" للسياحة في بيت لحم؟


وذكرت الصحيفة أن القيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي تمتد على نطاق واسع، حيث تطال العراقيل التي تكبل تحركات الفلسطينيين جميع مجالات الحياة، في حين لا يعد قطاع السياحة استثناء.


وتابعت الصحيفة: "على سبيل المثال، يوجد حوالي تسعة آلاف مرشد سياحي من الجانب الإسرائيلي الذين بإمكانهم دخول بيت لحم، في المقابل، لا تسمح إسرائيل إلا لحوالي 42 مرشدا سياحيا فلسطينيا بدخول القدس، وبشكل عام، يعد لهذه الإجراءات عواقب خطيرة جدا بالنسبة لفلسطين، وتنمية مجال السياحة فيها على وجه الخصوص".


وأوردت الصحيفة أن "مظاهر تضييق الخناق على الفلسطينيين لا تحصى ولا تعد، حيث لا تملك السيارات الفلسطينية إذنا بدخول القدس الشرقية، التي ضمتها إسرائيل إلى أراضيها سنة 1980، شأنها شأن باقي المناطق المحتلة".


وأكدت أن "الأسوأ من ذلك، توجد العديد من المواقع السياحية في الأراضي العربية التي تحتلها إسرائيل، والتي لا يسمح للمرشدين السياحيين بدخولها أو العمل فيها".


وقالت إن "إسرائيل تستغل الحظر المفروض على الفلسطينيين لتطوير المواقع السياحية الخاصة بها، والتي يسمح فقط للمرشدين السياحيين الإسرائيليين بزيارتها"، مشيرة إلى أنها تستغل العديد من المواقع السياحية في الضفة الغربية لصالحها.