ملفات وتقارير

توقعات إسرائيلية بمواجهة مفتوحة في غزة قبل نهاية 2018

كاتب إسرائيلي قال إن غياب "السنوار" عن الرادار الإعلامي قبيل خطاب ترامب ينذر بمواجهة قريبة- جيتي

بعيدا عن جولة التصعيد الظاهرة والمواجهات المتواصلة بين الفلسطينيين وقوات جيش الاحتلال في الضفة وقطاع غزة، منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وما أسفرت عنه حتى اللحظة من شهداء وجرحى؛ تدور بين أروقة الساسة والعسكر الإسرائيليين تقديرات حول اقتراب المواجهة المفتوحة مع حماس على إثر التطورات الأخيرة.


وكان الكاتب الإسرائيلي في صحيفة يديعوت أحرنوت يوسي يهوشع، أكد أن قوة الردع الإسرائيلية تجاه غزة بدأت بالانهيار بعد إطلاق 15 قذيفة صاروخية خلال الأسبوع الماضي، من مجمل 40 قذيفة منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع في 2014.


ورأى الكاتب في مقال له اطلعت عليه "عربي21"، أن "حماس لم تعد تجتهد لمنع إطلاق الصواريخ على إسرائيل كما كانت تفعل من قبل"، ولفت إلى أن "المصلحة الإسرائيلية واضحة وتتمثل في الامتناع عن التصعيد على الأقل حتى استكمال الجدار الذي تستمر أعمال بنائه تحت الأرض على الحدود الشرقية لقطاع غزة حتى نهاية 2018".


وأضاف أن "الجدار يهدف إلى اعتراض قدرة استخدام الأنفاق الهجومية ضد المستوطنات والمواقع العسكرية للجيش الإسرائيلي المحيطة المنتشرة في غلاف قطاع غزة".

 

اقرأ أيضا: تصعيد غزة المحدود.. إخماد لهبة القدس أم تسخين لحرب جديدة؟


من جهته، رجح الكاتب الإسرائيلي في صحيفة يديعوت اليكس فيشمان، أن "تدفع الضائقة السياسية والاقتصادية وفقدان الذخيرة، حركة حماس إلى المخرج الوحيد وهو جولة عسكرية أخرى مع إسرائيل".


وأضاف فيشمان في مقال له اطلعت عليه "عربي21"، أن "التطورات الأخيرة وما سبقها من حصار اقتصادي خانق لقطاع غزة، قد يدفع السنوار ورجاله نحو الزاوية ولا يجدون مفرا أمامهم سوى المواجهة المفتوحة".


وتساءل الكاتب الإسرائيلي عن "سر اختفاء رئيس حركة حماس في القطاع يحيى السنوار خلال الأيام الماضية قبل ظهوره في مهرجان الانطلاقة الخميس الماضي"، مشيرا إلى أن "قادة إسرائيل انتبهوا للغياب المؤقت للسنوار، ولا يوجد تفسير لهم عن سبب الاختفاء، وهذا السلوك يقلقهم وينذر بمواجهة قريبة".


وتابع فيشمان قوله إن "السنوار ليس زعيما عسكريا فقط، فهو الزعيم المنتخب لحماس في قطاع غزة وعمليا في الضفة"، مؤكدا أن غيابه عن الرادار الإعلامي بدأ في موعد قريب من خطاب ترامب في 6 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.

 

اقرأ أيضا: مناورات إٍسرائيلية جديدة.. تسخين لجبهة غزة أم تدريب اعتيادي؟


وتوقع أن يكون "هذا السلوك ممهدا لنشاط هجومي ضد الجيش الإسرائيلي، في ظل احتمالية سقوط قتلى إسرائيليين نتيجة الصواريخ قصيرة المدى التي بدأت الخروج من غزة الأسبوع الماضي، وإمكانية الرد عليها بشكل قوي من الطائرات الحربية".


واستدرك قائلا: "في هذه اللحظة لا يوجد أي تغيير جوهري في الخطوات العسكرية التي تتخذها حماس، فقد أخلت مواقعها المتقدمة على الحدود خشية من إصاباتهم بنيران الدبابات الإسرائيلية".


وتابع الكاتب الإسرائيلي قوله إن "ثمة رائحة بارود واحتراق في الهواء"، موضحا أن حدثا ناريا واحدا يخرج عن السيطرة، سواء كان هذا صاروخا يسقط فيتسبب بخسائر أو قصف إسرائيلي يخرج عن أهدافه المحدودة، كفيل بالوصول إلى المواجهة المفتوحة.


وزعم أن "قادة حماس يفكرون منذ بداية السنة الحالية بآلية ناجعة مقابل الجهود الإسرائيلية لإزالة خطر الأنفاق الذي يعد السلاح الاستراتيجي للحركة في قطاع غزة"، مضيفا أن "رجال حماس يجمعون معلومات دقيقة عن الطرق الإسرائيلية التي تم اكتشاف النفقين الأخيرين من خلالها".


ورأى أن حماس أمام قرارين، الأول مضاعفة وتيرة الحفريات ومحاولة التسلل إلى إسرائيل قبل استكمال الجدار الذي يتم بناؤه تحت الأرض على حدود غزة، والثاني البحث عن قدرات أخرى تتجاوز العائق البري وتشكل تهديدا ردعيا جديدا تجاه إسرائيل.

 

اقرأ أيضا: خوفا من هجوم.. جيش الاحتلال ينشر القبة الحديدية في تل أبيب


ونوه فيشمان إلى أن "بناء العائق البري يسير بوتيرة من شأنها أن تترك حماس دون أنفاق تسلل مع نهاية 2018"، مدعيا أن حماس بدأت تخطط مع الجهاد الإسلامي لتخريب أعمال البناء أو على الأقل إعاقتها.


وأضاف أنه "رغم كل ذلك لا يزالون في إسرائيل يمتنعون عن الفرح في ضوء الإنجازات التكنولوجية والقدرات التي تم تطويرها ضد الأنفاق"، معللا ذلك بأنه "ربما يكون خوفا من الحسد أو لعدم وجود يقين بانتهاء خطر الأنفاق".


وشدد على أن "سباق التسلح الإسرائيلي في مواجهة الأنفاق يوشك على الانتهاء"، مستدركا قوله: "في المقابل ينتظر الإسرائيليون التهديد الآتي من غزة، والإمكانيات التي تقف أمامها حماس لتجاوز العائق الإسرائيلي".


وأمام هذه التوقعات باقتراب المواجهة المفتوحة مع حماس، أكد الكاتب الإسرائيلي أن "الحكومة والجيش يحاولان تخفيض مستوى اللهيب، وذلك من خلال زيارة وزير الجيش أفيغدور ليبرمان إلى سديروت قبل يومين، ومحاولته خلق انطباع بأنه معني برد لا يؤدي إلى التدهور على الصواريخ الأخيرة".