صحافة دولية

مجلة أمريكية: هكذا يخدم "جوجل" الإسرائيليين فقط بفلسطين

عندما تعبر إسرائيل إلى الضفة الغربية، التي تعتبر جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، تتوقف توجيهات خدمة وايز عن العمل ببساطة- جيتي

نشرت مجلة "وايرد" الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن ممارسات شركة غوغل في فلسطين، حيث غالبا ما يعمل تطبيق "وايز" للخرائط الذي تطوره الشركة على إعلام الفلسطينيين بأنه لا يوجد طرق مؤدية إلى المناطق المأهولة من قبلهم في القدس، كما أنه لا يقوم بإنشاء خرائط لهذه المناطق.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في حال كنت بصدد القيادة على طول الطريق التي تبلغ 15 ميلا أو نحو ذلك من القدس إلى مدينة أريحا، في الأراضي الفلسطينية، ستخبرك خرائط غوغل أنه "لا يمكن العثور على طريق تؤدي إلى هناك".

 

فضلا عن أن تطبيق وايز سيصدر تحذيرا مفاده أن هذه الوجهة تقع في منطقة محفوفة بالمخاطر أو محظورة على الإسرائيليين بموجب القانون. وفي حال أكدت رغبتك في الوصول إلى هناك، لن يقوم التطبيق بإرشادك إلى نهاية الطريق.

وذكرت المجلة أنه عندما تعبر إسرائيل إلى الضفة الغربية، التي تعتبر جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، تتوقف توجيهات وايز عن العمل ببساطة. وحتى تواصل طريقك، تحتاج إلى تغيير الإعدادات للتمكن من الوصول إلى المناطق "المحفوفة بالمخاطر".

 

فضلا عن ذلك، تميل تغطية نظام  التموضع العالمي إلى أن تكون محدودة في تلك المناطق.

وأشارت المجلة إلى أنه في حال أصر الشخص على عبور الخط غير المرئي الذي يفصل بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية، يتمثل أفضل خيار في إغلاق تطبيق وايز واعتماد تطبيق مابس. مي.

 

ويمكن هذا التطبيق مستخدميه من تحميل الخرائط دون أن يكونوا في وضع الاتصال، نظرا لأن مقدمي خدمات الإنترنت الفلسطينيين لا يؤمنون خدمة الجيل الثالث " 3ج".

وأضافت المجلة أن تطبيق مابس. مي لا يُمكن مستخدميه فقط من تحديد الاتجاهات، بل يملك أيضا قاعدة بيانات للطرق والمدارس والساحات والمحلات التجارية وغيرها من المعالم التي رسمها المبرمجون، الذين يقومون بإضافة الأماكن غير المدرجة، من خلال مصادر مشروع خريطة الشارع المفتوحة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحل انبثق من قبل الفلسطينيين والمنظمات غير الحكومية الدولية، على مدى العقد الماضي، لإضافة الخرائط الخاصة بالضفة الغربية وقطاع غزة، بهدف وضع فلسطين، حرفيا ومجازيا، على الخريطة. 

 

من جانب آخر، وفي صلب صراع تكون فيه الأرض محور النزاع، تتخذ إمكانية الوصول إلى خرائط الملاحة والتطبيقات الجيدة منحى سياسيا.

 

ويعزى ذلك إلى أن الأمر يتعلق بتسجيل وجود الفلسطينيين على أرض الواقع، وإعطائهم الحق نفسه في الحصول على المعلومات على غرار الإسرائيليين.

ونقلت المجلة على لسان المبرمج والجغرافي، الذي قام بوضع خريطة لغزة في سنة 2008، صحبة مهندسون بلا حدود ومهندسين فلسطينيين، ميكيل مارون أن هناك الكثير من الجدل حيال هذا الموضوع في جميع أنحاء العالم.

 

في الأثناء، نحن لا نعرف على وجه الدقة ما تبدو عليه هذه الأماكن. وأضاف المصدر ذاته أن "ّالبنية التحتية الأساسية للحياة اليومية للفلسطينيين تستحق أن تصبح مرئية".

والجدير بالذكر أن استخدام تطبيق مابس. مي قد انطلق خلال سنة 2011، في روسيا البيضاء. وقد بادر بتنزيله، إلى حد الآن، أكثر من 80 مليون شخص. ويعمل هذا التطبيق عن طريق المعلومات التي يتلقاها من خريطة الشارع المفتوحة، التي تعد من الخدمات المجانية لرسم الخرائط بصفة جماعية.

أما بالنسبة للضفة الغربية وغزة، يعمد المبرمجون الذين يستخدمون خرائط الشارع المفتوحة إلى إضافة أسماء الشوارع الجديدة ومواقع المحلات التجارية والمطاعم والمدارس والحدائق والساحات والمساجد.

 

وحين يقوم أي شخص بتحميل التطبيق، يصبح بإمكانه إضافة طريق لم يتم توثيق وجودها أو متجر عثر عليه صدفة.

وأوردت المجلة على لسان ناصر أبو جبل، الذي يعمل في فريق نظام المعلومات الجغرافية المكانية في وزارة الحكم المحلي التابعة للسلطة الفلسطينية أن "كل شيء هنا يخضع لمعايير سياسية".

 

وقد قام أبو جبل بإنشاء خرائط وجمع البيانات عن الضفة الغربية وغزة، بما في ذلك مواقع النقاط الزراعية والبنية التحتية، التي يمكن للأفراد أو المنظمات استخدامها أساسا لرسم المزيد من الخرائط.

وفي الختام، بينت المجلة أن خرائط غوغل لا تتسم بالحياد فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تقدم تغطية محدودة للمناطق المأهولة من قبل الفلسطينيين.

 

ولعل أبرز دليل على ذلك تطبيق وايز الذي يقدم امتيازات كبيرة للإسرائيليين، تشمل حتى تحذيرهم من  قدوم الشرطة وفخاخ السرعة.