صحافة دولية

نيوزويك: هل يتحمل أوباما مسؤولية تجارة البشر في ليبيا؟

نيوزويك: أوباما اعتبر مرحلة ما بعد التدخل في ليبيا بأنها "أسوأ خطأ" ارتكبه في رئاسته- أ ف ب

نشرت مجلة "نيوزويك" تقريرا أعدته بياتريس دوبوي، تقول فيه إن بيع الرجال والنساء في ليبيا قاد العديد من الخبراء والمحللين إلى التساؤل حول الدور الذي أدته إدارة باراك أوباما في هذا البلد، الواقع في شمال أفريقيا، الذي يعاني من حرب أهلية وعدم استقرار بعدما أمر الرئيس أوباما بالتدخل العسكري فيه. 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن أوباما اعتبر مرحلة ما بعد التدخل في عام 2011، التي قادت للإطاحة بالرئيس معمر القذافي، بأنها "أسوأ خطأ" ارتكبه في رئاسته. 

 

وتلفت دوبوي إلى أن العديد من الخبراء يوافقون على هذا التقييم، حيث يقول البروفيسور في جامعة تكساس، ألا كوبرمان: "المسؤولية تقع على إدارة باراك أوباما", وأضاف: "لقد اتخذ قرارا للإطاحة بالقذافي". 

 

وتنقل المجلة عن خبراء، قولهم إن انتهاكات حقوق الإنسان، بما فيها التجارة بالبشر، التي كشف عنها تحقيق لشبكة أنباء "سي أن أن"، كانت نتاجا للتدخل الأمريكي، مشيرة إلى أن فيديو "سي أن أن" أظهر أن المهاجر بيع في المزاد العلني بحوالي 200 دولار أمريكي. 

 

ويذكر التقرير أن التدخل الأمريكي جاء في ذروة الثورات العربية، ومن أجل منع قتل المدنيين في بنغازي، إلا أن كوبرمان يقول إن الإطاحة بنظام القذافي أدت إلى الكثير من مشكلات ليبيا اليوم، بما في ذلك تجارة العبيد، وتحولها إلى دولة فاشلة، ويضيف البروفيسور: "عندما تمزق بلدا ولا تبقى حتى تعيد بناءه فإنك تخلق بلدا فاشلا.. لست متأكدا من أن أسوأ الأشياء التي تجري في البلد هي تجارة العبيد". 

 

وتفيد الكاتبة بأن منظمة الهجرة الدولية تخطط لنقل 15 ألف مهاجر إلى بلدانهم، الذين يحتجزون في الوقت الحالي في مراكز الاحتجاز، حيث يقول المتحدث باسم المنظمة جوي ميلمان: "إن أوضاع الاستغلال حادة جدا وأصبحت سيئة أكثر"، وبحسب المنظمة، فإن هناك حوالي 700 ألف وصلوا إلى ليبيا بحثا عن مخرج عبر البحر المتوسط.

 

وتبين المجلة أن المهاجرين يحاولون الهروب إلى أوروبا، حيث هربوا من بلدانهم لعدم الاستقرار والعنف؛ بحثا عن الوظائف وحياة أفضل، مشيرة إلى أن المنظمة الدولية للهجرة تقول إنه توفي في البحر حوالي 22500 شخص منذ عام 2014. 

 

ويستدرك التقرير بأن الأستاذ في جامعة تكساس في سان أنطونيو منصور الكيخيا، يقول إن "إدارة أوباما حمت أرواح المواطنين؛ لأن القذافي كان يخطط لتدمير بنغازي". 

 

وتنوه دوبوي إلى أن موقف الرئيس الحالي دونالد ترامب كان متقلبا، فقال ذات مرة إن التدخل في هذا البلد كان ضروريا، لكنه قال لاحقا إنه الأسوأ في التاريخ، وقال في نيسان/ أبريل إنه لا يرى لأمريكا أي دور في ليبيا غير قتال تنظيم الدولة، لافتة إلى أن الولايات المتحدة شنت في أيلول/ سبتمبر غارة ضد مقاتلي تنظيم الدولة في ليبيا. 

 

وتختم "نيوزويك" تقريرها بالإشارة إلى قول الزميل في مركز رفيق الحريري في المجلس الأطلنسي كريم ميزران: "لدي أمل بأداء إدارة ترامب دورا أكثر في حل الوضع في ليبيا".