ملفات وتقارير

هل بدأ الصدام بين "حكومة حفتر" وعمداء بلديات الشرق الليبي؟

حذر رئيس أركان قوات حفتر، أي مسؤول في الشرق الليبي من التعامل مع حكومة الوفاق الوطني- أرشيفية

هاجم عميد بلدية طبرق (شرق ليبيا)، الناجي مازق، الحكومة المؤقتة الموالية للواء خليفة حفتر بعدما أصدرت مذكرة اعتقال بحقه، واصفا إياها بـ"المتخاذلة".

وقال مازق إن "رئيس الحكومة عبد الله الثني شخصيا هو من أصدر مذكرة اعتقاله نظرا لتواصله مع حكومة الوفاق الوطني في العاصمة طرابلس"، مؤكدا أنه "تواصل مع حكومة معترف بها دوليا وأنه لم يتعامل مع مجموعات مسلحة أو إرهابية مثلا حتى تصدر مذكرة ضده".

تخاذل

 
وأشار العميد، إلى أن "المجلس البلدي طبرق تواصل مع حكومة الوفاق من أجل حل المشاكل التي يعاني منها المواطن في المدينة بعدما خذلته حكومة الثني والتي "طرقنا أبواب وزاراتها لحل مشاكل المدينة دون جدوى"، وفق تصريحاته لصحيفة "الوسط" المحلية.

وأضاف أن "المدينة تعاني من عدة مشكلات في الخدمات العامة، وأن مصرف ليبيا المركزي بطرابلس هو من يمتلك المال ودونه لا نستطيع أن نحل مشاكل طبرق، ونحن لا نتسول بل نطالب بجزء من حقوقنا".

وكانت حكومة الثني غير المعترف بها دوليا، قد أصدرت مذكرة اعتقال بحق عميد بلدية طبرق لذهابه إلى طرابلس ولقاء رئيس حكومة الوفاق فائز السراج.

في حين، حذر عبد الرازق الناظوري، رئيس أركان قوات "حفتر"، أي مسؤول في الشرق الليبي من التعامل مع أي جسم تابع للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.

إرضاء لحفتر


في هذا السياق، أكد عضو المؤتمر الوطني الليبي السابق، عبد الفتاح الشلوي، أن "هذا الأمر يأتي في ظل التخبط الذي تمر به حكومة الثني وعجزها عن لعب دور مقنع للمتعاملين معها وعلى رأسهم عمداء البلديات، وطبيعي أن يلجأ عمداء البلديات لمصدر المال متمثلًا بحكومة السراج، لتذليل الصعاب التي يواجهونها، كون المال في مجمله من خزينة الدولة الليبية".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "الثني يخشى الصدام مع حفتر، سلطة الظل الحقيقية بإقليم برقة والتي ليس بإمكانه ولا إمكان الغالبية العظمى من مجلس النواب مخالفة إرادتها، فالذهاب لطرابلس يصب في كفة حكومة الوفاق، وتقضم أطراف سلطة الحكومة المؤقتة".

وتابع: "وهو يلوم العمداء رغم أن أعضاء البرلمان في طبرق يلتقون السراج باستمرار، وكذلك حفتر نفسه التقاه بشكل علني، وكل ما بقي ينذر بتوسع دائرة الخلاف والتآكل الداخلي في صف حكومة الثني الظاهر وفي سلطة حفتر بالباطن".

مظاهرات رافضة


الناشط السياسي من الشرق الليبي، فرج فركاش، رأى من جانبه؛ أن "ردود الأفعال وخاصة من مدينة طبرق، تؤكد وجود معارضة ورفض شديدين من سكان المدينة لقرارات "الثني" العبثية، خاصة أن حكومة الأخير لم تقدم أي شيء للبلديات رغم تمكنها من اقتراض حوالي 20 مليارا من بنوك المنطقة الشرقية خاصة في البيضاء".

وأضاف لـ"عربي21"، أن "هذا التخاذل من الثني سبب تردي الأوضاع في البلديات وعدم قدرتها على تقديم أي خدمات لمواطنيها، وفي اعتقادي سينفلت الوضع من "الثني" قريبا وسنرى مظاهرات علنية ورفضا شعبيا واسعا ضد هذه القرارات الجائرة".

وقال الناشط من طبرق، خالد بوزنين الساكت، إن "الثني ووزراء حكومته "الفاسدين" السبب الرئيس في تردي الأوضاع في طبرق، وأن الثني شخصيا تسبب في تجويع المدينة".

وأشار عبر صفحته الشخصية، إلى أن "الثني يزايد بدعم الجيش (قوات حفتر) على طبرق، موجها رسالة للثني بقوله: "لو أردت القبض على عميد بلدية المدينة، ستجد طبرق كلها أمامك وأنا أول واحد اقبض علي أولا".

صراع سلطتين


واعتبر الصحفي الليبي، مختار كعبار، أن "ما يحدث الآن من قرارات لحكومة الثني هو محاولة لإبقاء سيطرتها وسلطتها على الأقل في المناطق الشرقية وعلى عمداء البلديات، وقد سبق أن عمم أمرا لعمداء البلديات بعدم التعامل مع حكومة الوفاق".

وتابع في تصريحات لـ"عربي21" "هناك صراع بين حكومتي الثني والسراج، وكل منهما يريد أن يزايد ويظهر أنه مسيطر على الوضع، وبخصوص أزمة عميد بلدية طبرق، ففي النهاية سوف يذعن وتسوى الأزمة، كون المنطقة الشرقية واقعة فعليا وإداريا تحت سيطرة حكومة الثني، والأمر كله صراعات ولي أذرع".