ملفات وتقارير

ما هي فرص تشكيل لوبي سعودي يهدد عرش ابن سلمان؟

الاختبار الحقيقي أمام ولي العهد السعودي هو مدى قدرة الشعب السعودي على الصبر والتأقلم مع الحياة الجديدة- جيتي

تتصاعد التطورات السياسية في المملكة العربية السعودية بشكل متسارع، على خلفية قرارات السبت الماضي، التي أسفرت عن توقيف العديد من الأمراء والمسؤولين ورجال أعمال بارزين لهم ارتباطات بشركات كبرى داخل المملكة وخارجها.


ويواجه الموقوفون اتهامات بالفساد وغسل الأموال والرشوة وابتزاز مسؤولين واستغلال المنصب العام لتحقيق مكاسب شخصية، بحسب بيانات رسمية.


ومن بين الموقوفين ثمانية رجال أعمال بارزين، تقدر ثرواتهم في آخر تصنيف لسنة 2017 بأكثر من 45 مليار دولار، أبرزهم الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة المملكة القابضة، و تقدر ثروته بـ 18.7 مليار دولار،  ومحمد العمودي، رجل أعمال ومستثمر، تقدر ثروته بـ 13.5 مليار دولار، وبكر بن لادن، رئيس مجموعة بن لادن السعودية، وتقدر ثروته بـ 8.1 مليار دولار، و الوليد الإبراهيم، رئيس مجموعة MBC التلفزيونية، وتقدر ثروته بـ 2.9 مليار دولار، وكذلك صالح كامل رئيس مجموعة دلة البركة، وتقدر ثروته بـ 2.3 مليار دولار.

 

اقرأ أيضا: قلق يضرب أسواق الخليج وأثرياء سعوديون يتخلصون من الأسهم

ووسط غموض شديد يحيط بنتائج التحقيقات مع الموقوفين التي تجريها لجنة مكافحة الفساد التي شكلها ويترأسها ولى العهد السعودي محمد بن سلمان، يثار العديد من التساؤلات بشأن مستقبل هؤلاء، وإلى أي مدى يمكن أن يشكلوا أو يدعموا تشكيل لوبي سعودي ضد ابن سلمان بعد الإفراج عنهم سواء بالبراءة أو الإدانة؟.


قال الناشط السعودي، يحيى عسيري: "هؤلاء هم أضعف وأجبن من ذلك –بحسب وصفه- ولن يغامروا أو يراهنوا على شخص بعينه"، مشيرا إلى أن الوليد بن طلال تم استهدافه أكثر من مرة منذ وصول محمد بن سلمان لولاية العهد، ولكنه لم يفعل شيئا.


وتابع عسيري خلال حديثه لـ "عربي21" قائلا: "رجال الأعمال الموقوفين سيقفون مع من غلب، وفي حالة قيام متعب بدور ما ضد ابن سلمان وامتلك ما يمكنه من تحقيق نصر سيدعمون متعب".


وحول توقعاته بنتائج التحقيقات الجارية، أكد صعوبة التكهن بنتائج تلك التحقيقات، مضيفا: "لكن ما يمكن رصده هو وجود دلالات ملموسة لتنامي الغضب في الشارع السعودي ورفض ما يحدث، وإن كان الأمر لا يزال ظهوره إلى العلن على استحياء خوفا من البطش الأمني".


وأردف: "تصاعد الغضب السعودي، ورفض قرارات ابن سلمان عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالسعودية، تؤكد أن الشباب السعودي والجيل الجديد لا يقبل بأكاذيب الصوت الواحد التي كان يقبلها غالبية الأجيال السابقة".

 

اقرأ أيضا: لماذا يسعى ابن سلمان للتخلص من أصحاب النفوذ بالعائلة؟

وقال الباحث الاقتصادي، أحمد مصبح: "باعتقادي لو تم طرح تساؤل حول فرص تشكيل لوبي سعودي يهدد عرش ابن سلمان قبل خمسة أيام من الآن لكانت الإجابة بكل تأكيد هناك فرصة".


وتابع خلال حديثه لـ "عربي21": "ولكن إذا ما نظرنا بنوع من التعمق إلي حجم تسارع الأحداث في المملكة حيث تم تشكيل لجنة مكافحة الفساد في يوم وتم اتخاذ قرارات سريعة أسفرت عن إيقاف مجموعة من أهم العناصر الفاعلة في عصب الدولة  في الجيش والإعلام والمال، نجد أن هذه التصرفات هي الأقرب لأن تكون ردة فعل ضد تشكيل لوبي كان قد بدأ بالفعل بالتشكل".


وأردف: "قرارات ابن سلمان جاءت لتحقق عدة أهداف منها تهيئة الطريق أمام كرسي العرش، حرق أوراق الأطراف التي ممكن أن تشكل لوبي ضده، وإظهارهم على أنهم فسدة، وأنه هو الحل للقضاء على هذا الفساد الذي ينخر في عصب الدولة السعودية، إضافة اكتسابه مساحة أكبر للمساومة (الخروج من السجن وعدم الملاحقة مقابل الابتعاد عن السياسة).

 

وأكد مصبح أن اللوبي الأخطر على ابن سلمان هو "استمرار الأزمات الاقتصادية، التي قد تشكل مع الوقت لوبيّا شعبيا ضده  خصوصا في ظل عدم اعتياد السعوديين على الأزمات الاقتصادية، وغياب ثقافة الادخار في سلوكهم الاستهلاكي، وسرعة تململهم من الأزمات الاقتصادية".

 

اقرأ أيضا: الغارديان: ابن سلمان شاب تنقصه الخبرة ويتسم بالعدوانية

وأشار إلى أن "استمرار حالة الضبابية في المشهد السعودي، وفي ظل غياب تفعيل حقيقي للإصلاحات المبنية على المعايير والآليات الإدارية السليمة، من المتوقع تفاقم الأزمات الاقتصادية الحالية"، موضحا أن "الاختبار الحقيقي هنا هو إلي أي مدى يستطع الشعب السعودي الصبر والتأقلم مع الحياة الجديدة".