صحافة إسرائيلية

محلل إسرائيلي: نشوة السلطة وضعف الخبرة يحركان ابن سلمان

تسفي برئيل قال إن التعاون الوثيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو الإنجاز الوحيد الذي يمكن أن تتباهى به الرياض- أ ف ب

تحدث محلل إسرائيلي بارز، عن الهزة الداخلية القوية التي ضربت العائلة الحاكمة في الرياض، في الوقت الذي فشلت فيه السياسية الخارجية السعودية في تحقيق إنجاز يذكر سوى استمرار حرب اليمن وتجاوز قطر لحصار دول الخليج، إضافة للتعاون الوثيق مع رجل البيت الأبيض.
 
سلسلة تحركات


وحول الهزة الداخلية التي ضربت السعودية، تساءل محلل الشؤون العربية تسفي برئيل، لدى صحيفة "هآرتس" العبرية: "هل ستتوقف حملة الاعتقالات المدوية التي بدأ بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على أقطاب المال والخصوم السياسيين، أم إن ذلك يشير إلى بداية خطوة لتتويجه ملكا؟".
 
وأضاف: "هل ينبع توقيت الحملة من اندفاع مفاجئ للأخلاق يهدف لتطهير الفساد، أو إحساس بالإلحاح لنقل السلطة بينما لا يزال الملك على قيد الحياة؟"، مؤكدا أن "هذه الهزة، لا يزال من الصعب التنبؤ بنتائجها، هي نتيجة لسلسلة من التحركات التي بدأت فور تتويج سلمان بن عبد العزيز ملكا عام 2015".
 
في حزيران الماضي، "قام سليمان بعزل الخصم الصعب، محمد بن نايف، الذي عين وليا للعهد عام 2015، وعين مكانه ابنه محمد وليا للعهد"، وفق برئيل الذي لفت إلى أنه بعد إزاحة الأمير نايف الذي وضع بحسب تقارير قيد الإقامة الجبرية، "بقي الآن تحصين الجدار ضد كل من يحتمل أن يضر بالنقل السلس للسلطة من الأب إلى الابن".

 

اقرأ أيضا: يديعوت: طائرة ابن مقرن قصفت خلال محاولته الهروب لليمن

ورأى المحلل الإسرائيلي، أن قائمة المعتقلين، تشير إلى "اختيار صارم للمعارضين، من النخبة الاقتصادية والسياسية في السعودية"، منوها إلى أن بعض المعتقلين "لم يترددوا في انتقاد سلوك الملك وابنه، والسياسة الخارجية التي منيت بالفشل المتتالي؛ فالجيش السعودي يغوص عميقا في الوحل اليمني والحرب هناك لم تحسم بعد، كما أن الرياض فشلت في إسقاط بشار الأسد".
 
ونوه برئيل، إلى فشل الحصار السعودي الإماراتي البحريني على قطر، مؤكدا أنه "خطأ سياسي خطير أدى إلى الانقسام في مجلس التعاون الخليجي، ولم يحقق أي تغيير في سياسة قطر".
 
استعراض قوة


وأوضح أن "تدخل ولي العهد في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم يسفر بعد عن نتائج حتى الآن، وإجبار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على التنحي من منصبه، هو تحرك سعودي يائس من غير المرجح أن يحقق هدفه المتمثل في محاصرة البلد الصغير في حالة من الفوضى لمنع إيران من إدارته".
 
وأضاف: "يبدو أن التعاون الوثيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو الإنجاز الوحيد الذي يمكن أن تتباهى به الرياض"، موضحا أن "نشوة السلطة التي يملكها ولي لعهد، وانعدام خبرته السياسية، هو ما يجعله يستخدم القوة الشديدة، على النقيض من تفعيل الدبلوماسية من وراء الكواليس، التي ميزت عهد الملك عبد الله".
 
كما أن ولي العهد محمد بن سلمان، يحاول أن "يستعرض قوته"، كأمير ويصدر "تصريحاته الاستعراضية"، مثل حديثه عن مشروع السعودية لعام 2030، الذي يتوقع حدوث تنمية اقتصادية هائلة، وتنويع مصادر التمويل، وتخفيض الاعتماد على النفط، أو خطة بناء مدينة المستقبل كجزء من مشروع "نيوم" باستثمار يتراوح بين 500 مليار دولار وتريليون دولار.
 
وقال المحلل: "صحيح أن كل هذه الأمور تخلق صورة للدولة التي تتحرك نحو التقدم والابتكار، ولكن من أين سيأتي بالعمال الذين سيبنون هذه المشاريع؟"، منوها إلى أن "السعودية الدولة الغنية لا تعتمد على النفط، فقط، بل أيضا على نحو 10 ملايين عامل أجنبي".

 

اقرأ أيضا: ديفيد هيرست: هذه تفاصيل "الليلة المرعبة" في الرياض

وعند فحص ما أعلنت عنه الحكومة في الرياض، عن خطة طموحة للحد من عدد الأجانب، ومن ناحية أخرى، تطمح لتنفيذ مشاريع ضخمة من دون أن تتوفر لديها القوة العاملة المهنية المحلية لتنفيذها، ستكتشف أن "هذا ليس إلا مثالا واحدا على الفجوة بين القرارات والتنفيذ".
 
وأكد برئيل، أن "الحرب على الفساد، التي وفرت ذريعة للاعتقالات الأخيرة، لم تحقق أي إنجازات حقيقية حتى الآن، وذلك لأن الفساد في السعودية هيكلي ولا يقتصر على سلسلة من أقطاب المال والسياسية"، مفضلا "عدم التوقف عن التنفس في انتظار مقياس النزاهة في المملكة".