ملفات وتقارير

أهالي الرقة يبحثون عن المفقودين عبر مواقع التواصل الاجتماعي

يبحث كثير من سكان الرقة عن أفراد أسرهم الذين اختفوا عقب الحملة بالرقة- أ ف ب

خلفت الحرب ضد تنظيم الدولة التي كانت مدينة الرقة مسرحا لها خلال الأشهر الأخيرة، المئات من القتلى والجرحى، إلى جانب المئات من المفقودين الذين شرع الأهالي بالبحث عنهم.

ونتيجة لغياب دور المنظمات المهتمة بشؤون المفقودين على الأرض، وعدم تعاون الجهات المسيطرة، بادر ناشطون من أبناء الرقة إلى تأسيس منصات إلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي، للبحث عن المفقودين.

"خبرني يا طير".. الاسم الذي اختاره ناشطون للمنصة المهتمة بالبحث عن المفقودين، التي تخطى عدد متابعيها حاجز الـ21 ألف متابع. 

والاسم المذكور ليس بغريب على السوريين، إذ يعود إلى برنامج تلفزيوني كان يقدمه الممثل السوري جهاد سعد على الفضائية السورية، بهدف مساعدة العائلات على التواصل مع الأفراد الغائبين أو المفقودين.

وبحسب أحد مؤسسي هذه المنصة، نهاد الطير، فإن هذا ليس السبب الوحيد وراء تسميتها بـ"خبرني يا طير"، موضحا لـ"عربي21": "أثناء دراستي الصيدلة في روسيا، كان يعرض برنامج تلفزيوني يحمل الاسم ذاته، وكان يساعد الروس على التواصل مع أقاربهم المفقودين وعائلاتهم، بعد الشتات الروسي الناجم عن الحرب العالمية الثانية".

وقال: "حين كنت أتابع ذلك البرنامج، كنت أستغرب كيف كانت العائلات تفقد التواصل فيما بينها، إلى أن صار هذا الأمر واقعا في بلادنا، وفي مدينتنا الرقة".

وساعد البرنامج السوري/ الروسي بلم شتات الكثير من العائلات السورية وجمعها بأقاربها.

ووفقا لطير، فإن منصة "خبرني يا طير" ساعدت أبناء الرقة على التواصل مع العشرات ممن كانوا في عداد المفقودين.

وقال: "بدأت فكرة المنصة مع اشتعال المعارك في الرقة، وكانت ضرورية للظروف التي مرت ولا زالت تمر على الرقة من انقطاع وغياب لوسائل الاتصالات، وكذلك لصعوبة التواصل فيما بين الأهالي داخل الرقة وأقاربهم في خارجها، في تركيا وغيرها من الدول والمناطق".

وعن طبيعة عمل المنصة، أوضح الطير، أن في المجموعة ما يزيد على 21 ألف متابع من أبناء الرقة، وأن مهمتهم جميعا تزويد المنصة بالمعلومات التي يمتلكونها عن الأشخاص المفقودين.

 

اقرأ أيضا: وزير الدفاع الأمريكي يكشف الخسائر البشرية لمعركة الرقة

ووثقت المنصة حتى الآن ما لا يقل عن ألف مفقود، بحسب الصحفي عروة المهاوش، الذي أوضح لـ"عربي21"، أن هؤلاء للآن في عداد المفقودين.

وأكد المهاوش، وهو مسؤول قسم التوثيق في جريدة "الحرمل" وأحد المسؤولين في منصة "خبرني يا طير"، أن الرقم السابق (ألف مفقود) غير دقيق، مبينا أن "الرقم أكبر من ذلك بكثير، بسبب تخوف البعض من التصريح عن المفقودين، أو لعدم توفر شبكة النت لدى البعض الآخر".

من جانب آخر، اتهم المهاوش قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بعدم الكشف عن مصير المعتقلين الذين كانوا في سجون تنظيم الدولة داخل مدينة الرقة.

وبحسب الصحفي من أبناء الرقة، فإن المعلومات تشير إلى أن نحو 200 معتقل كانوا في سجن تنظيم الدولة في مشفى الأطفال في الرقة، تم نقلهم إلى المراكز الصحية في مدينة عين العرب (كوباني) للعلاج، لكن لغاية الآن لا يعرف مصير هؤلاء.

وقال المهاوش: "لم نتمكن للآن من توثيق اسم معتقل واحد من المعتقلين الذين كانوا في سجون التنظيم".

وفي السياق ذاته، أعرب المهاوش عن استغرابه من حديث الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية، العقيد طلال سلو، عن عدم وجود سجناء في الملعب البلدي الذي كان من أكبر سجون التنظيم في سوريا.

وتساءل: "أين اختفى كل هؤلاء، ولماذا تتعمد قسد أن تخفيهم؟".

وكان ناشطون من أبناء الرقة، أطلقوا حملة إلكترونية تحت هاشتاغ "#أين_مختطفو_داعش"، وذلك عقب طرد تنظيم الدولة من المدينة، للضغط على قوات سوريا الديمقراطية ومطالبتها بالكشف الفوري عن مصير المعتقلين الذين كانوا في سجون التنظيم داخل المدينة.