سياسة عربية

ما هو مصير جهاديي "داعش" المتحدرين من أصول ألمانية؟

معظم الجهاديين الذين يحملون جنسية ألمانية يتقلدون مناصب قيادية في تنظيم الدولة - ا ف ب
نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن مصير عناصر تنظيم الدولة الذين يحملون الجنسية الألمانية، علما بأن حوالي 940 شخصا يحملون الجنسية الألمانية سافروا إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف تنظيم الدولة، وكان أغلبهم شبان يتحدرون من دول إسلامية.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن 940 شخصا يحملون الجنسية الألمانية سافروا خلال السنوات الأخيرة إلى العراق وسوريا، حيث كان أغلبهم من المهاجرين الذين يتحدرون من أصول إسلامية ويتمتعون بمستوى علمي مرموق. كما يضم فيلق هؤلاء الجهاديين عددا لا يستهان به من أصحاب السوابق الإجرامية.
 
وأكدت الصحيفة أن مسألة السفر إلى "دولة الخلافة" مثلت منذ وقت طويل ظاهرة عامة، فقد نجح تنظيم الدولة في استقطاب عدد كبير من الشبان الذين يتمتعون بالجنسية الألمانية، بشكل فاق كل التوقعات. وعلى ضوء هذه المعطيات لسائل أن يسأل، ما هو مصير مئات الجهاديين الذين يحملون المحسوبين على ألمانيا؟
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة الألمانية وهيئة حماية الدستور قدمتا إحصائيات بشأن مقاتلي تنظيم الدولة، إذ كشفت أن ثلث هؤلاء المقاتلين ملزمون بالعودة إلى ألمانيا. في المقابل، تتوفر العديد من المؤشرات التي تثبت أن 145 جهاديا ألمانيا لقوا حتفهم على أرض المعركة في دول الخلافة.
 
وأوضحت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية الألمانية تنتظر عودة موجة من الشبان الألمان من بؤر التوتر منذ انهيار تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق. ولكن، إلى حد الآن لم تعد سوى أربع نساء تعرضن للاعتقال عند تحرير مدينة الموصل، من بينهن التلميذة ليندا البالغة من العمر 17 سنة والمتحدرة من بلدة بولسنيتز في ولاية ساكسونيا. والمثير للاهتمام أن وسائل الإعلام تداولت صور هذه الفتاة في مختلف أنحاء العالم.
 
وأكدت الصحيفة أن دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية والمكتب الاتحادي للشرطة الجنائية الألمانية قد استجوبا النسوة الأربعة في أحد السجون العسكرية بمدينة بغداد. وخلال التحقيقات، تم التفطن إلى أن إحدى النسوة أنجبت فتاة تبلغ من العمر سنتين. على خلفية ذلك، تكلفت وزارة الخارجية الألمانية برعاية الأطفال الذين ولدوا في بؤر التوتر. كما وقع تسليم زوجين ألمانيين عاشا في مدينة تلعفر للأجهزة الأمنية الألمانية. أما بقية الجهاديين فلم تتمكن السلطات من تقفي أثرهم.
 
وأوردت الصحيفة أن معظم الجهاديين، الذين يحملون الجنسية الألمانية، يتقلدون مناصب قيادية في صلب تنظيم الدولة، حيث عمل بعضهم لفائدة الجهاز الاستخباراتي التابع للتنظيم، وشاركوا في عمليات تعذيب الأسرى، بينما تكفل آخرون بمهمة حراسة السجون والترويج لأفكار هذا التنظيم المتطرف.
 
ومن بين هؤلاء نذكر المتطرف الألماني رضا صيام، الذي شغل منصب وزير التعليم لدى التنظيم في الموصل. من جهة أخرى، تجند العديد من المتطرفين الألمان لتنفيذ عمليات انتحارية خلفت سقوط العشرات من الضحايا في صفوف المدنيين. علاوة على ذلك، اعترفت الحكومة العراقية بتورط بعض متطوعي تنظيم الدولة القادمين من بلدان أوروبية في أبشع الجرائم.
 
وأفادت الصحيفة بأن عددا كبيرا من المتطرفين الألمان يرغبون في البقاء في بؤر التوتر نظرا لأن الموت ينتظرهم في صورة الفرار من أرض المعركة. فضلا عن ذلك، عبرت العديد من النسوة المنضمات لتنظيم الدولة عن رغبتهن الشديدة في العودة إلى عائلاتهن.
 
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن تنظيم الدولة أعلن عن مقتل  العديد من مقاتليه الألمان عبر إبلاغ عائلاتهم أو نشر صورهم مع ذكر أسمائهم، إلا أنه من غير الثابت ما إذا كانت هذه الإعلانات مجرد حيلة من قبل التنظيم قصد تمكين مقاتليه من العودة إلى موطنهم دون عوائق.
 
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن السلطات الألمانية ستواجه مأزقا جديدا يتمثل أساسا في البحث عن العائدين من بؤر التوتر في ألمانيا. وبذلك، قد يستغرق الأمر سنوات طويلة قبل العثور عليهم ومثولهم أمام القضاء.