كتاب عربي 21

بعد 48 عاما على حريق الأقصى.. مؤسسة القدس تحذر من مخطط خطير فمن يستجيب؟

1300x600
"من المعلومات التي تردنا في مؤسسة القدس الدولية، فإننا نحذر من مخطط خطير تتبناه بعض الجهات العربية والإسلامية لطرح المسجد الأقصى للتفاوض مع الاحتلال، والاعتراف له بجزء من السيادة على الأقصى، وقد حذرت الهيئات المقدسية من هكذا مخطط، ونحن نضم صوتنا إلى صوتهم، ونقول إننا لن تسمح هذه الأمة بمشاركة أحد معها في إدارة شؤون المسجد، ولن نسمح بتضييع الإنجازات التي حققها المقدسيون والفلسطينيون وأحرار العالم والأمة بعد 14 أغسطس (آب) من العام الحالي، ولن نقبل بتمرير أي مشروع يمهّد الطريق للاحتلال ليرسّخ قدمه في الأقصى".

بهذه الكلمات الخطيرة اختتم مدير عام مؤسسة القدس الدولية الأستاذ ياسين حمود المؤتمر الذي عقدته المؤسسة في بيروت يوم الاثنين الماضي، بمناسبة مرور 48 عاما على حريق المسجد الأقصى، وللإعلان عن التقرير السنوي حول الأوضاع في القدس وفلسطين، كما تحدث في المؤتمر عضو مجلس أمناء المؤسسة الوزير اللبناني الأسبق بشارة مرهج، الذي عرض للمخاطر والتحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية اليوم.

هذا المؤتمر الذي حضرته شخصيات لبنانية وفلسطينية وعربية ودبلوماسية وإسلامية من مختلف الاتجاهات والدول، يشكل رسالة واضحة وصريحة حول المخاطر التي يواجهها مسجد الأقصى ومدينة القدس والقضية الفلسطينية اليوم.

وكشف التقرير الذي عرضته مؤسسة القدس الدولية كل المحاولات التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية والمؤسسات الصهيونية؛ لتهويد القدس، والسيطرة على المسجد الأقصى، وإعاقة الصلاة فيه، لكنه في المقابل عرض للجهود العربية والإسلامية والمسيحية والدولية لمواجهة هذه المحاولات والإنجازات التي تحققت، لا سيما بعد التحرك الذي قام به شباب وعلماء ونساء وأطفال القدس وفلسطين في شهر آب (أغسطس) الحالي.

ومن يتابع التطورات الفلسطينية وردود الفعل العربية والإسلامية حولها، يكتشف بسهولة أن القضية الفلسطينية لم تعد اليوم تحظى بالأولوية التي كانت تحظى بها في مراحل سابقة، وان الشعوب العربية والإسلامية أصبحت مشغولة بقضاياها القطرية وبالخلافات الطائفية والمذهبية والعرقية، كما أن الصراعات حول السلطة والشرعية وهموم الحياة والعمل والمعيشة والسكن أصبحت تتقدم على القضايا القومية والإسلامية، لا سيما القضية الفلسطينية ومصير المسجد الأقصى والقدس.

لكن رغم هذه الصورة السلبية أو المأساوية، ورغم الهموم المتعددة التي تشغل بال الشعوب العربية والإسلامية، فإن أي تطور خطير يحصل في فلسطين أو في القدس أو في المسجد الأقصى يعيد إلى الاعتبار حضور القضية الفلسطينية عند هذه الشعوب، كما أن العنصر الإيجابي في هذه الصورة أن القضية الفلسطينية لا تزال هي القضية الأبرز التي توحد العرب والمسلمين وكل أحرار العالم، وأن القوى العربية والإسلامية والقومية والعلمانية تتجاوز خلافاتها ومشكلاتها، وتتوحد حول فلسطين وقضاياها المتعددة.

واليوم وفي ظل المخاطر الجديدة التي تحدثت عنها مؤسسة القدس الدولية، التي قد يواجهها المسجد الأقصى ومدينة القدس، فإننا نكون أمام فرصة جديدة لإعادة التوحد والتعاون والعمل المشترك من أجل فلسطين؛ عبر كافة الوسائل والإمكانيات، وفي كافة المجالات، وقدمت المؤسسة في تقريرها، وخلال عقد المؤتمر حول أوضاع القدس، مجموعة من الاقتراحات والأفكار والرسائل للسلطة الفلسطينية، والحكام العرب، والقوى الفلسطينية، والأحزاب العربية والإسلامية، وللفلسطينيين في الشتات، ولكل وسائل الإعلام، والنقطة المركزية في كل هذه الخطوات العودة للتوحد حول فلسطين، ورفض أي تنازل للعدو الصهيوني، واستثمار كل الطاقات؛ دفاعا عن المسجد الأقصى والقدس وفلسطين.

إن هذا التحدي الجديد، الذي قد يتعرض له المسجد الأقصى، يستدعي منا جميعا العمل، والتوحد، والتعاون، وهذا هو نداء مؤسسة القدس الدولية، فهل نستجيب له؟