سياسة عربية

الإمارات تحكم سيطرتها على مدينة شبوة النفطية باليمن

انسحبت القاعدة أمام قوات النخبة اليمنية دون قتال
سيطرت قوات النخبة اليمنية التي يتولى تدريبها الإماراتيون ويقدم لها الأميركيون المشورة على محافظة شبوة النفطية في جنوب البلاد مع انسحاب مسلحي تنظيم القاعدة منها، وفقا لما أعلنه عسكريون في المكان.

وكانت مصادر يمنية كشفت، قبل أيام، في تصريحات لـ"عربي21"ـ عن نشاط مكثف تقوم به دولة الإمارات في محافظة شبوة (جنوب شرق) في مسعى لإحكام قبضتها على أهم منشأة يمنية لتصدير الغاز المسال.

وقالت المصادر التي رفضت الإفصاح عن هويتها إن قيادات إماراتية تتواجد حاليا في محافظة شبوة النفطية، قامت بعقد لقاءات في الأيام القليلة الماضية، مع قيادات قبلية في المدينة.

وكما في السابق، تجنب مقاتلو القاعدة المواجهة المباشرة وقاموا بتراجع تكتيكي. وشاهد سكان قافلة من 45 آلية العائدة لهم تتجه إلى محافظة أبين المجاورة إلى الغرب.

ولم تواجه العملية التي تشنها قوات النخبة اليمنية أي مقاومة كبيرة، باستثناء هجوم انتحاري يوم انطلاقتها الأربعاء.

واستهدف الهجوم الذي نسب إلى القاعدة مركزا حديثا أقامه الجيش الحكومي اليمني. وأدى إلى مقتل سبعة جنود وإصابة تسعة بجروح، وفقا لأخر حصيلة أعلنتها مصادر عسكرية في اليمن.


وتكتسي محافظة شبوة أهمية استراتيجية بالنسبة لحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في نزاعه مع الحوثيين الذين يسيطرون على شمال اليمن والعاصمة صنعاء.

وفي شبوة عدة حقول للنفط والغاز وخصوصا محطة بلحاف الغازية التي تعتبر أكبر منشأة للطاقة في البلاد. وكانت مجموعة النفط الفرنسية "توتال" مسؤولة عن تشغيل المحطة حتى عام 2015، عندما انسحبت بسبب اشتداد النزاع. وأسفر النزاع عن توقف إنتاج النفط في شبوة وإغلاق محطة بلحاف.

وينتشر جهاديو تنظيم القاعدة في اليمن منذ عقدين، واغتنموا الفوضى الناجمة عن الحرب بين الحكومة والحوثيين لتعزيز مواقعهم، وخصوصا منذ اشتداد حدة النزاع مع تدخل تحالف بقيادة سعودية إماراتية دعما للرئيس هادي.

"قوات خاصة أمريكية"

وقال مسؤولون عسكريون يمنيون إن عناصر قوات النخبة التي تضم عدة مئات مسلحين تسليحا جيدا ومجهزين بمعدات بدأوا الوصول إلى محافظة شبوة الأربعاء.

وكشف مسؤول عسكري يمني لوكالة "فرانس برس" أن "قوات النخبة التي دخلت هذه المناطق هي قوات يمنية لكنها تدربت لأشهر في المكلا على يد قوات الإمارات والعملية العسكرية كلها أدارتها الإمارات".


وأضاف أن "مشاركة القوات الأمريكية اقتصرت على مروحيات حلقت في سماء المناطق التي دخلتها القوات".

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الكابتن جيف ديفيس أعلن الجمعة أن القوات الخاصة الأميركية تساعد المواطنين والقوات المحلية في عملياتها ضد تنظيم القاعدة في اليمن.

وقال إن الهدف من هذه العمليات، التي تجري بشكل رئيسي في محافظة شبوة، هو "تدمير" قدرة شبكة القاعدة على القيام بعمليات.

وأكد ديفيس أن "هذا يتضمن عددا قليلا جدا من القوات الأمريكية على الأرض وهم هناك خصوصا من أجل المساعدة في تدفق المعلومات". وقد أدلى بهذا التصريح غداة إعلان الإمارات إطلاق عملية "واسعة النطاق".

وأوضحت سفارة الإمارات في واشنطن أن "العملية تدعمها قوة تجمع بين الإمارات والولايات المتحدة".

وتابع ديفيس أن الولايات المتحدة شنت أكثر من 80 غارة جوية منذ 28 شباط/ فبراير في اليمن.

وتعتبر الولايات المتحدة "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" الفرع الأكثر خطورة بين شبكات القاعدة.

تجنب الاشتباكات

وأكد مسؤولون عسكريون وسكان أن عناصر تنظيم القاعدة تجنبوا الاشتباكات مع القوات التي انطلقت من المكلا.

وقال أحد سكان مدينة عزان في محافظة شبوة إن "القاعدة كانت تتحرك قبل دخول هذه القوات بكل حرية لأنه لم تكن توجد سلطة ولم تفرض سيطرتها لأنها فشلت في خوض هذه التجربة سابقا".

وأضاف أن "التنظيم وجد نفسه أمام مأزق غير قادر على مواجهة هذه القوات لأن المقاتلين هم من أبناء قبائل شبوة وأي مواجهة وسقوط ضحايا سيفقد الحاضنة الشعبية وسيدفع القبائل إلى دخول المواجهة ومشاركة القوات في تصفية التنظيم".

وأضاف "لكنهم غادروا. البعض منهم باتجاه المناطق الصحراوية المحيطة في حين انسحب آخرون إلى محافظة أبين المجاورة".

وأفاد سكان أن القاعدة لطالما تبنت هذا التكتيك خلال العمليات الواسعة النطاق للقوات المسلحة اليمنية.

ورغم ذلك، أعرب عسكريون يمنيون عن الخشية من عدم بقاء تنظيم القاعدة بعيدا لفتر طويلة، ما يؤكد صعوبة العودة إلى إنتاج النفط والغاز في محافظة شبوة.